بازگشت

القصيدة للصاحب بن عباد






عيني جودي علي الشهيد القتيل

واتركي الخد كالمحل المحل



كيف يشفي البكاء في قتل مولاي

امام التنزيل و التأويل



قاتلوا الله و النبي و مولاهم عليا

اذ قاتلوا ابن الرسول



فجعوه من غدرهم برضيع

هل سمعتم بمرضع مقتول



ثم لم يشفهم سوي قتل نفس

هي نفس التكبير و التهليل



هي نفس الحسين رسول الله

نفس الوصي نفس البتول



ذبحوه ذبح الأضاحي فيا قلب

تصدع علي الغريب الذليل



نقل أنه لما وصل الحسين عليه السلام في مصيره الي الكوفه الي منزل اسمه سوق، جلس عليه السلام ناحيه عن الناس و اذا برجل قد قدم من الكوفه فسأله الحسين عليه السلام و قال: ما الخبر؟ فقال: يا سيدي ما خرجت من الكوفه حتي رأيت هانيا و مسلما بن عقيل مقتولين و بعث برأسيهما الي يزيد فقال الحسين عليه السلام: انا لله و انا اليه راجعون و سار الرجل و لم يعلم به أحد من أصحابه، قال و كان لمسلم بنت عمرها احدي عشره سنه مع الحسين عليه السلام فلما قام الحسين من مجلسه جاء الي الخيمه فغزز البنت و قربها من منزله فحست البنت بالشر لأن عليه السلام كان قد مسح علي رأسها و نا صيتا أظن أنه قد استشهد والدي فلم يتمالك الحسين عليه السلام من البكاء و قال: يا ابنتي أنا أبوك و بناتي اخواتك فصاحت و نادت بالويل فسمع أولاد مسلم ذلك الكلام و تنفسوا الصعداء و بكوا بكاءا شديدا و رموا بعمائهم الي الأرض، قال لما تأمل الحسين عليه السلام هذا الحال و قتل مسلم و أن أهل الكوفه هم الذين أعانوا علي قتل أمير المؤمنين عليه السلام و نهب الحسين و ضربه بالخنجر علي


فخذه فبكي بكاءا شديدا حتي اخضلت لحيته بالدموع. و نقل أيضا لما آل أمر الحسين الي القتال بكربلاء و قتل جميع أصحابه و وقعت النوبه علي أولاد أخيه جاء القاسم بن الحسين، و قال يا عم الاجازه لأمضي الي هؤلاء الكفره فقال له الحسين: يا بن الأخ أنت من أخي علامه و أريد أن تبقي لأتسلي بك و لم يعطه اجازه للبراز فجلس مهموما مغموما باكي العين حزين القلب و أجاز الحسين اخوته للبراز و لم يجزه فجلس القاسم متألما و وضع رأسه علي رجليه و ذكر ان أباه قد ربط له عوذه في كتفه الأمن، و قال له: اذا أصابك ألم و هم فعليك بحل العوذه و قرءاتها و فهم معناها و اعمل بكل ما تراه مكتوبا فيها، فقال القاسم لنفسه مضي سنين علي و لم يصبني من مثل هذا الألم فحل العوذه و ضها و نظر الي كتابتها و اذا فيها يا ولدي قاسم أوصيك انك اذا رأيت عمك الحسين عليه السلام في كربلاء و قد أحاطت به الأعداء فلا تترك البراز و الهاد لاعداء رسول الله و لا تبخل عليه بروحك و كلما نهاك عن البراز عادوه ليأذن لك في البراز لتخضي في السعاده الأبدايه فقام القاسم من ساعته و أتي الي الحسين عليه السلام و عرض ما كتب الحسن علي عمه الحسين فلما قرأ الحسين العوذه بكي بكاءا شديدا و نادي بالويل و الثبور و تنفس الصعداء و قال: يا بن الأخ هذه الوصيه لك من أبيك و عندي وصيه أخري منه لك و لا بد من انفاذها فمسك الحسين عليه السلام علي يد القاسم و أدخله الخيمه و طلب عونا و عباسا و قال لأم القاسم ليس للقاسم ثياب جدد، قالت: لا، فقال: لأخته زينب ايتيني بالصندوق فأتته به و وضع بين يديه ففتحه و أخرج منه قباء الحسن و ألبسه القاسم و لف علي رأسه عمامه الحسن و مسك بيد ابنته التي كانت مسماه للقاسم فعقد له عليها و أفرد له خيمه و أخذ بيد البنت و وضعها بيد القاسم و خرج عنهما فعاد القاسم ينظر الي ابنه عمه و يبكي الي أن سمع الأعداء يقولون هل من مبارز فرمي بيد زوجته و أراد الخروج و هي تقول له: ما يخطر ببالك و ما الذي تريد أن تفعله قال لها: أريد ملاقاه الأعداء فانهم يطلبون البراز و أني أريد ملاقاتهم فلزمته ابنه عمه فقال لها: خلي ذيلي فان عرسنا أخرناه الي الآخره فصاحت و ناحت و أنت من قلب حزين و دموعها اريه علي خديها و هي تقول: يا قاسم أنت تقول عرسنا أخرناه الي الآخره و في القيامه بأي شي ء أعرفك و في أي


مكان أراك فمسك القاسم يده و ضربها علي ردنه و قطعها و قال: يا بنه العم اعرفنيني بهذه الردن المقطوعه، و قال: فانفجع أهل البيت بالبكاء لفعل القاسم و بكوا بكاءا شديدا و نادوا بالويل. الثبور، و قال من روي: فلما رأي الحسين أن القاسم يريد البراز قال له يا ولدي اتمشي برجلك الي الموت قال: و كيف يا عم و أنت بين الأعداء وحيدا فريدا لم تجد محاميا و لا صديقا روحي لروحك الفداء و نفسي لنفسك الوقاء ثم أن الحسين عليه السلام شق أزياق القاسم و قطع عمامته نصفين ثم أدلاها علي وجهه، ثم ألبسه ثيابه بصوره الكفن و شد سيفه بوسط القاسم و أرسله الي المعركه ثم أن القاسم قدم الي عمر بن سعد، و قال يا عمر: أما تخاف الله أما تراقب الله يا أعمي القلب أما تراعي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال عمر بن سعد: أما كفاكم التجبر أما تطيعون يزيد، فقال القاسم: لا جزاك الله خيرا تدعي الاسلام و آل رسول الله عطاشا ظمآ، قد اسودت الدنيا باعينهم فوقف هنيهه فما رأي أحدا يقدم اليه فرجع الي الخيمه فسمع صوت ابنه عمه تبكي فقال لها: ها أنا جئتك فنهضت قائمه علي قدميها و قالت: مرحبا بالعزيز الحمدلله الذي أراني و جهك قبل الموت فنزل القاسم في الخيمه و قال: يا بنت العم مالي اصطبار أن أجلس معك و الكفار يطلبون البراز فودعها و خرج و ركب جواده و حماه في حومه الميدان، ثم طلب المبارزه فجاء اليه رجل يعد بألف فارس فقتله القاسم و كان له أربعه أولاد مقتولين فضرب القاسم فرسه بسوط و عاد يقتل بالفرسان الي أن ضعفت قوته فهم بالرجوع الي الخيمه و اذا بالأزرق الشامي قد قطع الطريق و عارضه فضربه القاسم علي أم رأسه فقتله و سار القاسم الي الحسين و قال: ا عماه العطش العطش أدركني بشربه من الماء فصبره الحسين واعطاه خاتمه و قال: حطه في فمك و مصه قال القاسم: فلما وضعته في فمي كأنه فاحتاطوا به بالنبل فوقع القاسم علي الأرض فضربه شيبه بن سعد الشامي بالرمح علي ظهره فأخرجه من صدره فوقع القاسم يخور بدمه و نادي يا عم أدركني فجاءه الحسين عليه السلام و قتل قاتله و حمل القاسم الي الخيمه فوضعه فيها ففتح القاسم عينه فرأي الحسين قد احتضنه و هو يبكي و يقول: يا ولدي لعن الله


قاتليك يعز و الله علي عمك أن تدعوه و أنت مقتول يا بني قتلوك الكفار كأنهم ما عرفوا من جدك و أبوك، ثم أن الحسين عليه السلام بكي بكاءا شديدا و جعلت ابنه عمه تبكي و جميع من كان منهم لطموا الخدود و شقوا الجيوب و نادوا بالويل و الثبور و عظائم الأمور، فيا اخواني اكثروا النوح و جددوا الأحزان علي ما جري علي سادات الزمان فواحزناه لما أصاب أهل بيت الرسول و بني الزهراء البتول من الأشقياء النغول فتبا لهم فيما فعلوه و تعسا لهم فيما تحملوه فبأي شي ء يتعللون حين يسئلون و ب يجيبون حين يستنطقون كلا و الله ليس لهم جواب مانع و لا خطاب دافع و سيردون الي العذاب الأليم و العقاب الجسيم، و علي الأطائب من أهل البيت فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون، أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان فتتابعت عليه الأشجان فنظم و قال فيهم: