بازگشت

القصيدة للشيخ نعمان






جزع بكي و أخو الصبابه يجزع

و رت بوادر دمعه تندفع



صب اذا هل المحرم هاجه

وجد تفيض العين منه و تدمع



و جوي لما نال الحسين و آله

نيرانه بين الأضالع تسفع



في كربلاء في كربها و بلائها

لما استجابوا حوله و تجمعوا



واتوه بالبيض الصوارم و القنا

و الخيل مسرجه تعد و تمنع



بغيا و عدوا لم يخافوا حاكما

عدلا يري ما يفعلون و يسمع



من بعدما كتبوا اليع خديعه

منهم و هم من كل قوم أجدع



حتي اذا ما جاءهم متحملا

خدعوا به و كأنهم لم يسمعوا



بالأمس ما قال النبي محمد

فيه و ما أوصاهم بل ضيعوا



و حموه عن ماء الفرات و قد شكا

ظمأ و لم يخشوا و لما يفزعوا



ويل لهم باعوا الهدايه بالعمي

و ترددوا في غيهم و تسلعوا



و الله ما عاد بأعظم حرمه

منهم و لا فعلت ثمود و تبع



قوم كغعلهم الشنيع و ما أتوا

بل فعلهم من كل فعل أشنع



ناداهم لما به حفوا معا

زمرا و لم يك من لقاهم يجزع



يا شر خلق الله ما من مسلم

منكم له دين يكف و يردع



حرم النبي تموت من حر الظمأ

و الوحش في ماء الشريعه يترع






ألكم طلائب عندنا تبغونها

أم ما عرفتم ويلكم ما تصنعوا



انفذتم كتبا الي فج ءتكم

فالآن اذ خنتم دعوني ارجع



قالوا له هيهات بل لاميرنا

تعطي القياد و تستكين و تخضع



أو بالسيوف المرهفات و بالقنا

نوليكم طعنا و ضربا يفظع



فهناك جرد سيفه لقتالهم

و هو الشجاع اللوذعي السلفع



في فتيه بذلوا نفوسهم معا

من دون مهجته الي أن صرعوا



من حوله فوق التراب كأنهم

أقمار أدحيه ضياها يلمع



و بقي حبيب محمد بين العدا

فردا يذب عن الحريم و يمنع



كالليث منصلتا الي أن غاله

سهم المنون فخر و هو الموجع



عن سرجه يرنو الي فسطاطه

و العين منه تستهل و تدمع



أسفي علي النسوان في ذل السبا

اذ لم يعد أحد هنالك يسمع



و مضي الجواد الي الخيام محمحما

ينعي الحسين و دمعه يتدفع



فسمعن ذنته النساء فقلن قد

و قع الذي كنا له نتوقع



فخرجن من فسطاطهن صوارخا

جزعا صراخا للصخور يصدع



و أتينه و الشمر جاث فوقه

بحسامه للرأس منه يقطع



فرقي الحسين و قلن ويلك يا عدو

الله ماذا بالمطهر تصنع



هذا جزاء محمد في آله

منكم لفعلك يا أميه اشنع



فاحتز رأس السبط يا لك لوعه

لم يبق للاسلام شمل يجمع



فاهتز عرش الله جل و سبحت

أملاكه و بكوا أسي و تفجعوا



و هوت نجوم عند ذاك من السما

و بكت دما بعض لبعض تتبع



و الأرض مادت و الجبال تزعزعت

و الجود وا عرضت الوحوش الرتع



عن وعيها جزعا عليه و لم يزل

للجن نوح في الأماكن يسمع



و علي سنان الرمح شالوا رأسه

كالبدر يزهو نوره و يشعشع



و جرت خيولهم علي جثمانه

حتي تحطم صدره و الأضلع



و تناهبوا رحل الحسين و سلبوا

نسوانه باخبث ما قد صنعوا






يا عين أبكي للحسين و أهله

بدم اذا ما قل منك المدمع



ابكي غريب محمد و حبيبه

فمصابه مما سواه أفظع



ابكي عليه مفردا بين العدا

و البيض فيه و الأسنه تشرع



ابكي عليه و رأسه في ذابل

و الجسم منه بالسيوف مبضع



ابكي له ملقي بلا غسل و لا

كفن و لا نعش هناك يشيع



ابكي لنسوان الحسين حواسرا

في البيد ما فيهن من يتقنع



ابكي لهن يسقن بعد صيانه

قسرا و هن اذا عطاشي جوع



ابكي علي السجادو هو مقيد

بالقيد مكتوف اليدين مكنع



ابكي لزينب اذ تقول لاختها

لما تنادوا للرحيل وازمعوا



يا أخت قد عزوا علي ترحالهم

قومي الي جسد الحسين نودع



قومي اليه فما لنا من نظره

منه سوي هذي العشيه نطمع



يا أخت هذا اليوم آخر عهدنا

لا يوم فيه بعده نتجمع



هذا بآل محمد فعل العدي

أفبعده لهم نحب و نتبع



بل منهم نبرأ و نعلعنهم معا

اعنا يدوم مجددا لا يقطع



فالأولان هما لهذا أسسا

و الآخرون بنوا عليه و رفعوا



و الله لو لا نكق عهد المصطفي

يوم الغدير و ظلم حيدر فاسمعوا



ما استنهضت آل النبي أميه

كلا و لا لخلافه يوم دعوا



لا زال لعن الله يغشاهم و من

يرضي بفعلهم الشنيع و يقنع



و علي بني الزهراء صلي ربهم

ما دام صبح خلف ليل يصدع



يا آل بيت محمد أني لكم

يوم القيامه في السلام أطمع



أنا عبدكم نعمان حبكم معا

ذخري اذا ظم الأنام المضصجع



و اذا منعتم حين يشتد الظمأ

أعداءكم من حوضكم لا امنع



مني السلام عليكم ما غردت

و رقاء نهتف في الغصون و تسجع