القصيدة للسيد اسماعيل الحميري
لأم عمرو باللوي مربع
طامسه أعلامه بلقع
تروح عنه الطير وحشيه
و الأسد من خيفته تفزع
برسم دار ما بها مؤنس
الا ظلال في الثري وقع
رقش يخات الموت من نفثها
و السم في أنيابها منقع
لما وقفن العيس من رسمها
و العين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت ألهو به
فبت و القلب شج موجع
كأن بالنار لما شفني
من حب أروي كبد تلذع
عجبت من قوم أتوا أحمدا
بخطبه ليس لها موضع
قالوا له لو شئت أعلمتنا
الي من الغايه و المفزع
اذا توفيت وفارقتنا
و فيهم في الملك من يطمع
فقال لو أعلمتكم مفزعا
كنتم عسيتم فيه ان تصنعوا
صنيع أهل العجل اذ فارقوا
هارون فالترك له أودع
و في الذي قال بيان لمن
كان اذا يعقل أو يسمع
ثم أتته بعد ذا عزمه
من ربه ليس لها مدفع
أبلغ و الا لم تكن مبلغا
و الله منهم عاصم يمنع
فعندها قام النبي الذي
كان بما يأمره يصدع
يخطب مأمور و في كفه
كف علي ظاهرا يلمع
رافعها أكرم بكف الذي
يرفع و الكف الذي ترفع
يقول و الأملاك من حوله
و الله فيهم شاهد يسمع
من كنت مولاه فهذا له
مولي فلم يرضوا و لم ينقع
فاتهموه و جنت منهم
علي خلاف الصادق الأضلع
و ظل قوم غاضهم فعله
كأنما انافهم تجدع
حتي اذا واروه في قبره
و انصرفوا عن دفنه ضيع
ما قال بالأمس و أوصي به
و اشتروا الضر بما ينفع
و قطعوا أرحامه بعده
فسوف يحزون بما قطع
و ازمعوا غدرا بمولاهم
تبا لما كان به أزمع
لا هم عليه يردوا حوضه
غدا و لا هو فيهم يشفع
حوض له ما بين صنعا الي
أيله و العرض به أوسع
ينصب فيه علم للهمدي
و الحوض من ماء له مترع
يفيض من رحمته كوثر
أبيض كالفضه أو انصع
حصاه ياقوت و مرجانه
و لؤلؤ لم تجنه أصبع
بطحاءه مسك و حافاته
يهتز منها مونق مربع
أخضر ما دون الوري ناضر
و فاقع أصفر أو انصع
فيه أباريق و قد حانه
يذب عنها الرجل الأصلع
يذب عنها ابن أبي طالب
ذبا كجرباء ابل شرع
و العطر و الريحان أنواعه
ذاك و قد هبت به زعزع
ريح من الجنه مأموره
ذاهبه ليس لها مرجع
اذا دنوا منه لكي يشربوا
يرويكم أو مطمع يشبع
هذا لمن و الي بني أحمد
و لم يكن غيرهم يتبع
فالفوز للشارب من حوضه
و الويل و الذل لمن يمنع
و الناس يوم الحشر راياتهم
خمس فمنها هالك أربع
فرايه العجل و فرعونها
و سامري الأمه المشنع
ورايه يقدمها أذلم
عبد لئيم لكع أكوع
ورايه يقدمها حبتر
للزور و البهتان قد أبدع
و رايه يقدمها نعثل
لا برد الله له مضجع
أربعه في سقر أودعوا
ليس لهم من قعرها مطلع
وزايه يقدمها حيدر
و وجهه كالشمس اذ تطلع
غدا يلاقي المصطفي حيدر
ورايه الحمد له ترفع
مولا له الجنه مأموره
و النار من اجلاله تفزع
امام صدق و له شيعه
يرووا من الحوئض و لم يمنع
بذاك جاء الوحي من ربنا
يا شيعه الحق فلا تجزع
الحميري مادحكم لم يزل
و لو يقطع أصبع أصبع
و بعدها صلوا علي المصطفي
و صنوه حيدره الأصلع