القصيدة للشيخ مغامس
كيف السلو و الخطوب تنوب
و مصائب الدنيا عليك تصوب
ان البقاء علي اختلاف طبائع
و رجائي أن ينجو الفتي لعجيب
و الدهر أطوار و ليس لأهله
ان فكروا في حالتيه نصيب
ليس اللبيب من اسقر بعيشه
ان المفكر في الأمور لبيب
يا غافلا و الموت ليس بغافل
عش ما تشاء فانك المطلوب
أبرزت لهوك اذ زمانك مقبل
زاه و اذ غصن الشباب رطيب
فمن النصير من الخطوب اذ أتت
و علا علي شرخ الشباب مشيب
عمل الفتي من علمه مكتوبه
حتي الممات و عمره مكتوب
فتراه يكدح في المعاش ورزقه
في الكائنات مقدر محسوب
ان الليالي لا تزال مجده
في الخلق أحداث لها و خطوب
من سر فيها ساءه من صرفها
ريب له طول الزمان قريب
عصفت بخير الخلق آل محمد
صر شأميه لها و صبوب
أما النبي فخانه من قومه
في أقربيه محاكم و صحيب
من بعدما ردوا عليه و صاله
حتي كأن مقاله مكذوب
و نسوا رعايه أحمد في حيدر
في (خم) و هو وزيره المحصوب
فأقام فيهم برهه حتي قضي
في الفرض و هو بغضبهم مغضوب
و الطهر فاطمه زوي ميراثها
شر الأنام و دمعها مكسوب
من بعدما رمت الجنين بضربه
فقضت و حقها مغصوب
و سليلها الهادي سقته جعيده
سما له سبط الفؤاد لهيب
و جري من الجفن الغريق بمائه
دمع علي قتل الحسين صبيب
يا يومه ما كان أقبح منظرا
و أمر طعما أنه لعصيب
بأبي الامام المستظام بكربلا
يدعو و ليس لما يقول مجيب
بأبي الوحيد و ما له من راحم
يشكو الظمأ و الماء منه قريب
بأبي الحبيب الي النبي محمد
و محمد عند الاله حبيب
يا كربلاء أفيك يقتل جهره
سبط المطهر ان ذا لعجيب
ما أنت الا كربه و بليه
كل الأنام بهولها مكروب
هل لا انتصرت له من القوم الأولي
قتلوه ظلما و هو فيك غريب
فتدكدكت فيهم رباك و غورت
منك المياه و ضاق منك رحيب
لهفي و قد زحفت اليه جموعهم
فلهم رفيف نحو و وثوب
لهفي و قد وافي اليه منهم
سهم لمقتله الشريف مصيب
لهفي عليه و قد هوي متعفرا
و به أوام فادح و لغوب
لهفي عليه بالطفوف مجدلا
تسفي عليه شمائل و جنوب
لهفي عليه و الخيول ترضه
فلهم ركض حوله و خبيب
لهفي له و الرأس منه مميز
و الشيب من دمه الشريف خضيب
لهفي عليه و درعه مسلوبه
لهفي عليه و رحله منهوب
لهفي علي حرم الحسين حواسرا
شعثا و قد رعبت لهن قلوب
أبصرت شمرا فوقه فزجرته
عنه و قلن و للقلوب و جيب
يا شمر ويحك خله لبناته
و لك المهيمن ان فعلت يثيب
يا شمر ويحك من أبوه و أمه
فكر لعلك تهتدي و تثيب
حتي اذا قطع الكريم بسيفه
لم يثنه خوف و لا ترغيب
جددن ثم علي الحسين مأتما
فحريمه تبكي له و حريب
لله كم لطمت خدود عنده
جزعا و كم شقت عليه جيوب
ما أنس لا أنس الزكيه زينبا
تبكي له و قناعها مسلوب
تدعو و تندب و المصاب يكضها
بين الطفوف و دمعها مسلوب
و تقول أي شقوه أولي لها
صرف الزمان و حظنا المتعوب
أأخي بعدك ما صفي متكدر
و لخاطري عما يطيب نكوب
أأخي بعدك قد شقيت و رابني
دهر لأخبار الرجال مريب
أأخي بعدك لا حييت بغبطه
و اغتالني خسف الي قريب
أأخي بعدك من أطول به و من
أسطو به و النائبات تنوب
أأخي بعدك من يدافع جاهلا
عني و يسمع دعوتي و يجيب
لم يلق خلق ما لقيت و لا ابتلي
يوما بمثل بليتي أيوب
حزني تذرف به الجبال و عنده
يسلو و ينسي يوسفا يعقوب
فأتت اليه أم كلثوم لها
ذبل علي وجه الثري محسوب
قالت مصابك يا حسين أصابني
حزنا و نوري فاحم و غريب
ما كنت أحسب يا بن أمي أنني
أشقي و ان الظن فيك يخيب
قد كنت دخرا لي ولكن الفتي
أبدا اليه حمامه مجلوب
فالآن بعدك ظل مجدي قالص
و لماء وجهي جفه و تصوب
و دعت سكينه بالصغيره فاطم
قومي أخيه فالمصاب يصوب
هذا أبوك معفرا ثاوله
خد علي عفر الثراء تريب
فابكي أخيه دائما لمصابه
فمصابه منه الجبال تذوب
قتلت أحبائي و أهل مودتي
كملا فليس لما شكوت طبيب
و دعا ابن سعد برزوا نسوانه
فسليبه مكشوفه و سليب
قال أوقدوا النيران في أبياته
فسما لها بين البيوت لهيب
قال اقصدوا بأرض الشآم فقربت
أنقاض بزل للحريم و نيت
فركبن يندبن النبي محمدا
و هم علي حر الركاب ركوب
يا جدنا ساقوا علينا موثقا
بالقيد و هو خائف المرعوب
يا جدنا ساقوا بناتك حسرا
حتي تهتك سترها المحجوب
يا للرجال الأكرمين لما جري
و الدهر فيه مصائب و خطوب
آل النبي المصطفي الهادي لهم
بالأرض في آفاقها تغريب
يحدوا بهم زجر ليرضي منهم
رجس لكأس مدامه شريب
فالرأس بين يديه ينكت ثغره
و يرجع الألحان و هو طريب
يدعو بأشياخ له لا قدسوا
فهم الذين عليهم مغضوب
فعلي الذي ساس المضالم أولا
لعن مدي الأيام ليس يغيب
و علي أميه أجمعين و من لهم
يهوي من اللعن الشديد ضروب
يا أهل بيت محمد دمعي لكم
جار و قلبي ما حييت كئيب
أنتم ولاه المسلمين و حبكم
فرض و نهج هديكم ملحوب
طبتم فحبكم النجاه و بغضكم
كفر برب العالمين وجوب
أولاكم الفضل الجسيم لأنه
أبدا يعاقب فيكم و يثيب
و اليكم مني قصيده شاعر
ذي مقول من طبعه التهذيب
أهداكم مدحا لكي تمحي بها
عنه جرائم جمه و ذنوب
فانظم مغامس ما تشاء منقحا
بالرغم ممن يزدري و يعيب
ثم الصلاه علي النبي و آله
ما ماس من مر النسيم قضيب