بازگشت

الباب 2


نوحوا أيها المحبون لآل الرسول علي مصاب أبناء الزهراء البتول وابكوا عليهم بالدموع السجام لأنهم الهداه الأعلام و أئمه أهل الاسلام فلا خير و الله في البكاء علي الأطلال الخاليه و لا خير في الحزن علي الرمم الباليه و لا فضيله و الله في البكاء علي الآباء و الأجداد و الأبناء و الأولاد ما لم يكن علي مصاب العتره النبويه و الذريه العلويه.

كما ورد في الخبر عن سيد البشر أنه قال: من ذكرنا عنده فبكي لمصابنا و حزن لما نابنا من نوب الدهر غفر الله ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر.

و في الخبر أيضا عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطره أو دمعت عيناه فينا دمعه الا بوأه الله في الجنه حقبا.

و عنهم عليهم السلام أنهم قالوا: من بكي و أبكي و لو واحدا ضمنا له علي الله الجنه و من لم يتأت له البكاء فتباكي فله الجنه، فهذه يا اخواني النعمه العظمي و الفضيله الكبري وفقنا الله و اياكم للأجر العظيم و الثواب الجسيم و الخلود في جنان النعيم مع محمد و أخيه و عترته و ذراري:



حتي متي و الي متي تتصبر

فلمثل هذا اليوم دمعك يذخ



اليوم فلتذهب النقفوس كآبه

و علي الخدود من المحاجر تقطر



و جدي يزيد و حسرتي ما تنقضي

وجوا يحل و مدمع يتحدر






ظفرت علوج أميه بامامنا

ظفرا تكاد له الصخور تفجر



قتل الحسين فيا سماء تفطري

فلمثل مصرعه المرائر تفطر



و من العجائب أن مولانا اشتكي

ظمأ و في كلتا يديه أبحر



أخذ الحسين مرمل

دامي الترائب و الجبين معفر



فغدت تعفر وجهها بدمائه

و تقول وا كرباه مثلك ينحر



و غدت تناجي جدها و تقول قد

حكمت بنا قوم عتوا و تجبروا



يا آل أحمد ما رأينا نكبه

الا و نكبتكم أجل و أكبر



صلي الاله عليكم ما غردت

ورق الحمام و لان غصن مثمر



فيا ويهم باعوا الآخره بالاولي و استبدلوا بالأرذل الأدني، قيل لما جمع ابن زياد لعنه الله تعالي قومه لحرب الحسين عليه السلام كانوا سبعين ألف فارس فقال ابن زياد أيها الناس: من منكم يتولي قتل الحسين له ولايه أي بلد شاء فلم يجبه أحد منهم فاستدعي بعمر بن سعد لعنه الله و قال له: أريد أن تتولي حرب الحسين بنفسك فقال له: اعفني من ذلك، فقال ابن زياد: قد أعفيتك يا عمر فاردد علينا عهدنا الذي كتبناه اليك بولايه الري، فقال عمر: امهلني الليه، فقال له: قد أمهلتك فانصرف عمر بن سعد الي منزله و جعل يستشير قومه و اخوانه و من يثق به من اخوانه فلم يشر عليه أحد بذلك و كان عند عمر بن سعد رجل من أهل الخير يقال له كامل و كان صديقا لأبي من قبله فقال له يا عمر ما لي أراك بهيئه و حركه فما الذي أنت عازم عليه و كان كامل كاسمه ذا رأي و عقل و دين كامل فقا له: ابن سعد لعنه الله اني قد وليت أمر هذا الجيش في حرب الحسين و انما قتله عندي و أهل بيته كآكله آكل أو كشربه ماء و اذا قتلته خرجت الي ملك الري، فقال له كامل: أف لك يا عمر بن سعد تريد تقتل الحسين ابن بنت رسول الله أف لك ولدينك يا عمر اسفهت الحق و ضللت الهدي أما تعلم الي حرب من تخرج و لمن تقاتل انا لله و انا اليه راجعون و الله لو أعطيت الدنيا و ما فيها علي قتل رجل واحد من أمه محمد لما فعلت فكيف تريد قتل الحسين بن بنت رسول الله و ما الذي تقول غدا لرسول الله اذا وردت عليه و قد


قتلت ولده و قره عينه فؤاد ابن سيده نساء العالمين و ابن سيد الوصيين و هو سيد شباب أهل الجنه من الخلق أجمعين و انه في زماننا بمنزله جده في زمانه و طاعته فرض علينا كطاعته و انه باب الجنه و النار فاختر لنفسك ما أنت مختار و اني أشهد بالله أن من حاربته أو قتلته أو أعنيت عليه أو علي قتله لا يلبث في الدنيا بعده الا قليلا، فقال له عمر بن سعد: فبالموت تخوفني و اني اذا فرغت من قتله أكون أميرا علي سبعين ألف فارس و أتولي ملك الري، فقال له كامل اني أحدثك بحديث صحيح أرجو لك فيه النجاه ان وفقت لقبوله اعلم أني سافرت مع أبيك سعد الي الشام فانقطعت بي مطيتي عن أصحابي و تهت و عطشت فلاح لي دير راهب فملت اليه و نزلت عن فرسي و أتيت الي باب الدير لأشرب ماء فأشرف علي راهب من ذلك الدير و قال ما تريد؟ فقلت له: اني عطشان فقال لي: أنت ن أمه هذا النبي الذي يقتل بعضهم بعضا علي حب الدنيا مكاليه و يتنافسون فيها علي حطامها فقلت لهه: أنا من الأمه الرحومه أمه محمد صلي الله عليه و آله و سلم فقال: انكم أشر أمه فالويل لكم يوم القيامه و قد عدوتم الي عتره نبيكم تسبون نساءه و تنهبون أمواله، فقلت له: يا راهب نحن نفعل ذلك؟ قال: نعم، و انكم اذا فعلتم ذلك عجب السماوات و الأرضون و البحار و الجبال و البراري و القفار و الوحوش و الأطيار باللعنه علي قاتله ثم لا يلبث قاتله في الدنيا الا قليلا ثم يظهر رجل يطلب بثأره فلا يدع أحدا أشرك في دمه الا قتله و عجل الله بروحه الي النار، ثم قال الراهب: اني لا أري لك قرابه من قاتل هذا ابن الطيب و الله اني لو أدركت أيامه لوقيته في نفسي من حر السيوف، فقلت يا راهب: اني أعيذ نفسي أن أكون ممن يقاتل ابن بنت رسول الله، فقال: ان لم تكن أنت فرجل قريب منك و ان قاتله عليه نصف عذاب أهل النار و ان عذابه أشد عذابا من عذاب فرعون و هامان ثم رد الباب في وجهي و دخل يعبد الله تعالي و أبي أن يسقيني الاء، قال كامل: فركبت فرسي و لحقت أصحابي، فقال لي أبوك سعد: ما أبطأك عنا يا كامل، فحدثته بما سمعته من الراهب فقال لي: صدقت ثم ان سعدا أخبرني أنه نزل بدير هذا الراهب مره من قبل فأخبره أنه هو الرجل ابن بنت رسول الله فخاف أبوك سعد من ذلك و خشي أن تكون أنت قاتله فأبعدك عنه و أقصاك فاحذر


يا عمر أن تخرج عليه يكون عليك نصف عذاب أهل النار، قال فبلغ الخبر الي ابن زياد فاستدعي بكامل و قطع لسانه فعاش يوم أو بعض يوم و مات رحمه الله تعالي. و روي أن علي بن أبي طالب عليه السلام لقي عمر بن سعد يوما فقال له: كيف تكون اذا قمت مقاما تتخير فيه بين الجنه و النار فتختار لنفسك النار؟ فقال له معاذ الله أيكون ذلك فقال له عليه السلام سيكون ذلك بلا شك.

قال الراوي: ثم ان عمر بن سعد نزل علي شاطي ء الفرات فحالوا بين الحسين و بين الماء حتي كظهم العطش فأخذ الحسين عليه السلام فأسا و جاء الي وراء الخيمه خيمه النساء فحفر قليلا فنبع الماء فشرب و أسقي حرمه و أطفاله و جميع أصحابه و ملأ القرب و أسقي الخيل ثم غار الماء فعلم الحسين أنه آخر ماء يشربه:



باعوا بدار الفناء دار البقاء و شروا

نار اللظي بنعيم غير منتقل



يا حسره في فؤادي لا انقضاء لها

يزول أحدو رضوي و هي لم تزل



بنات أحمد في الأسفار سافره

وجوهها و بنو سفيان في الكل



يحملن من بعد ذاك العز وا حزني

أسري حواسر فوق الأنيق الذلل



و الرأس يحمله الباغي سنان علي

سنان لدن أصم الكف معتدل



مصيبه بكت السبع الشداد لها

دما ورزء عظيم غير محتمل



نقل أن علي بن الحسين عليه السلام كان عمره يوم قتل أبوه عشر سنين أو أحد عشر سنه فدخل جامع بني أميه في يوم الجمعه و استأذن اخطيب أن يأذن له بالصعود علي المنبر ليتكلم بكلام يرضي الله و رسوله فأذن له فصعد المنبر و قال أيها الناس: من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أنا ابن المذبوح بشاطي ء الفرات عطشانا أنا ابن النقتول ظلما بلا ذحل و لا تراث أنا ابن من انتهك حريمه و قطع كريمه و ذبح فطيمه و سلب قميصه و نهب من ماله و سبي عياله أنا ابن من قتل في الله صبرا و كفاني بهذا فخرا أيها القوم هل تعلمون أنكم كتبتم الي أبي و دعوتموه و أرسلتم اليه و خدعتموه و أعطيتموه من أنفسكم العهد و الميثاق و خنتموه و قلتم له نحن أنصارك فقاتلتموه فتبا لما قدمتم لأنفسكم و سوءا لكم فيما فعلتم بأي عين تنظرون


رسول الله و بأي لسان تخاطبون به حبيب الله اذ يقول لكم قتلتم عترتي و أهل بيتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي، قال فارتفعت أصوات الناس بالبكاء و النحيب من كل ناحيه و قال بعضهم لبعض أهلكتم و الله أنفسكم و ما تعلمون فقال له زين العابدين: يا قوم رحم الله أمرءا قبل نصيحتي و حفظ وصيتي في الله و رسوله و أهل فانا لقولك سامعون و لأمرك طائعون و لذممك حافظون غير زاهدين فيك و لا راغبين عنك فأمرنا بأمرك يرحمك الله و نحن حرب لمن حاربك و سلم لمن سالمك و نبرأ ممن ظلمكم و غصب حقكم ألا لعنه الله علي القوم الظالمين، فقال علي بن الحسين عليه السلام: هيهات هيهات أيها الغدره المكره حيل بينكم و بين ما تشتهون أتريدون أن تأتوا الي كما أتيتم الي أبي و أخي و بني عمي و وجدهم بلهاتي و مراره مصلبكم بين حناجري و غصصهم في فراش صدري و قولي هذا لكم لئلا تكونوا لنا و لا علينا و لا حول قوه الا بالله العلي العظيم:



رموا باسهم بغي عن قسي ردا

من كف كفر رماها الله بالشلل



فغودروا في عراص الطف قاطبه

صرعي بحد حسام الغدر و الدجل



سقوا بكأس القنا خمر الفنا فغدي

الحمام تشدوا ببيت صار كالمثل



لله كم قمر حاقي المحاق به

و خادر دون باب الخدر منجدل



نجوم سعد بأرض الطف آفله

و أسد غيل دهاها حادث الغيل



و أصبح السبط فردا لا نصير له

يلقي الحمام بقلب غير منذهل



يشكو الظمأو نمير الماء مبتذل

يعل منه وحوش السهل و الجبل



صاد يصد عن الورد المباح و من

وريده مورد الخطيه الذبل



لهفي له عافر ملقي لا كفن

سوي السوافي بلا لحد و لا غسل



مترب الخد دامي النحر منعفر

الجبين بحر قضا ظام الي الوشل



ذا فادح هد أركان الهدي و دها

غرار صارم دين الله بالقلل



فانظروا يا اخواني: الي هؤلاء الظلمه الكفره الطغاه الحسده كيف انتهكوا حرمه الرسول و فتكوا في ذريه البتول بغير ذنب أذنبوه و لا جرم اجترموه، اللهم فاحصهم عددا وا قتلهم بددا و لا تذر علي وجه الأرض منهم أحدا و لا تغفر لهم


أبدا و عذبهم العذاب الأليم في أسفل درك من الجحيم، و علي الأطائب من أهل بيت الرسول فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و مثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكونون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان و تتابعت عليه الأشجان فنظم و قال فيهم: