بازگشت

القصيدة للشيخ ابن حماد






ابك ما عشت بالدموع الغزاري

لذراري محمد المختار



شردوا في البلاد شرقا و غربا

و خلت منهم عراص الديار



و غزتهم بالجند أرجاس حقد

بغليل من الصدور الحرار



و كأني بهم عطاشا يسقون

كؤوس الردا بحد الشفار



و كأني أري الحسين و قد نكس

عن سرجه تريب العذار



و هوي شمر اللعين عليه

ففري رأسه بماضي الجمار



ثم علاه في السنان سنان

يتلألأ كضوء شمس النهار



و كأني بالطاهرات و قد

أبرزن للسبي من سجوف الديار



و أني بزينب اذ رأته

و هو ملقي علي الجنادل عار



سقطت دهشه و نادت بصوت

يترك الصخر ذكره ذا انفطار



يا أخي لا حييت بعدك بل لا

نعمت مقتلي بطيب القرار



أبرزت للسباء منا وجوه

طال ما صينتها عن الأبصار



يا أخي لو تري سكينه قد

ألبسها اليتم حله الانكسار



لو تراها تخمر الرأس ببالكم

حياءا من بعد اسلب الخمار



تستر الوجه باليمين و قد

تمسك حزنا أحشاءها باليسار



كلما حث حادي العيس بالسير

وحدت في حداتها باشتهار



هتفت عمتاه ما لي أري

السائق مستعجلا بحث القطار






عمتاه ليته يرفق بالسير

فأعطيه دملجي و سواري



و عزيز علي أبي لو أبي يراني

أتلافاه خيفه و أداري



لعن الله ظالميكم من الناس

معا بالعشي و الابكار



لو دري زائر الحسين بما

أوجبه ذو الجلال للزوار



فلهم عفوه و رضوانه عنهم

و حط الذنوب و الأوزار



و تناديهم الملائكه قد أعطيتهم

الأمن من عذاب النار



بشروهم بأنهم أوليائي

في أماني و ذمتي و جواري



و خطاهم محسوبه حسنات

هبه من الهنال الجبار



و عليهم أخلاف ما انفقوه

ضعف من درهم و من دينار



فاذا زرته فزده بأخبار

و نسك و خشيه و وقار



وادع من يسمع الدعاء من

الزائر في جهره و في الاسرار



و يرد الجواب اذ هو حي

لم يمت عند ربه الغفار



ثم طف حول قبره و التثم

تربه قبر معظم المقدار



فيه تفاحه النبي و علي

و ابن بر و خامس الأبرار



و هو خير الوري أبا ثم أما

و أبو الساده الهداه الخيار



جده المصطفي و ولده الهادي

علي من مثله في الفخار



سبط الحمي بلحمهم و دمي

فهو محل الشعار ثم الدثار



فعليهم صلي المهيمن ما غرد

طير علي ذري الأحجار



و أنا الشاعر ابن حماد الناظم

فيهم قلائد الأشعار