بازگشت

الباب 3


أو لا ينتبه من الضلال من رغب عن الآل، و تحمل الذنوب الثقال أم علي القلوب الأقفال ولكن اعلموا رحمكم الله و هداكم الطريق القويم و الصراط المستقيم ان أهل البيت و من تابعهم من الأنام لم يزالوا مضطهدين في الدنيا الي يوم القيامه و الرزايا تعمهم ليعظم لهم الثواب و يرفون بأجورهم يوم الحساب و ليس سبي الذريه و قتل العتره النبويه بأول منكر نهض أهل الشنآن اليه و حملهم الشيطان عليه بل تقدمته أحوال كانت له كالأساس و تربت عليها هذا الرزء فكان أعظم منها علي الناس. روي نه لما جاءت فاطمه الي أبي بكر و كلمته في أمرك فدك و العولي قال لها: يا بنت رسول الله ما أورثكي أبوك لا درهما و لا دينارا و انه قال: الأنبياء لا يورثون، فقالت له: من يشهد لك بذلك؟ فجاء علي فشهد لها أبي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال لها: من يشهد لك بذلك؟ فجاء علي فشهد لها بذلك ثم جاءت أم أيمن فقالت: يا أبابكر ان السماء تشهد اني من أهل الجنه و اني ما أقول الا حقا و اني أشهد أن رسول الله أعطي فدكا و العوالي لا بنته فاطمه، فقال أبوبكر: يا بنت رسول الله صدق علي و صدقت و لكن رسول الله يدفع اليكم من فدك و العوالي قوتكم و يقسم الباقي علي المؤمنين من أصحابه و ينفق الباقي في سبيل الله و أنت فما تصنعين بها؟ فقالت: و أنا أصنع بها ما كان يصنع بها أبي فارتج الأمر بينهم و غضب أبوبكر من قولها و خرجت فاطمه


تزل فدك و العوالي في أيديهم الي أن ولي الأمر معاويه بن أبي سفيان فاقتطع مروان بن الحكم ثلثها و اقتطع يزيد بن معاويه ثلثها و لم يزالوا يتداولونها الي أن انحصرت كلها في يد مروان بن الحكم في أيام خلافته فوهبها مروان لوالده عبدالعزيز و لابنه عمر، فلما تولي الأمر عمر بن عبد العزيز كانت فدك أول ظلامه ردها علي أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و رفع السب ع علي عليه السلام ثم أن عمر بن عبد العزيز دعا بعلي بن الحسين عليه السلام فدفع فدك اليه و صارت فدك بيد أولاد فاطمه الزهراء عليها السلام مده خلافه عمر بن عبد العزيز فلما توفي و صار الأمر الي بني أميه جعلوا يتداولونها الي أن نقلت الخلافه عنه فلما آل الأمر الي السفاح ردها الي أهل البيت ثم غصبها منهم موسي بن المهدي و أخوه هارون الرشيد، و لم تزل في أيدي بني العباس الي أن آل الأمر الي المأمون فردها الي نسل فاطمه عليها السلام قال صاحب الحديث: فلما جلس المأمون تخت الملك ناول رقعه وقعت في يد المأمون قصه فدك فنظر اليها طويلا و بكي و قال لبعض غلمانه: أدع لي أولاد فاطمه فقدم اليه شيخ كبير علوي من نسل فاطمه فجعل العلوي يناظر المأمون و يباحثه فيها و المأمون يحتج عليه و العلوي يحتج المأمون الي أن حصحص الحق فأمر المأمون له بها و أمر القاضي أن يسجلها فلما كتب السجل و قرأ عليه الواقعه استحسنه، و لم تزل فدك في أيدي أولاد فاطمه الي أيام سلطنه المتوكل من بني العباس و قد تبقي من نخل فدك أحد عشر نخله من غرس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كان بنو فاطمه يأخذون ثمرها و يحفظونه عندهم في مدينه الرسول فاذا قدم الحاج الي المدينه أهدوا اليهم ثمرا من غرس رسول الله فيتبركون به و يأخذونه الي بلادهم و أهاليهم ثم يوصلون أولاد فاطمه نفقه من الدراهم و الدنانير فيصير اليهم من ذلك مال جزيل فيتشيعون به طول سنتهم. و ذلك كله من بركات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لم تزل بركات رسول الله الي آخر الدهر فانظروا يا أهل العقول و الأفهام الي فعل هؤلاء الكفره اللئام كيف تطاولت أيديهم علي غصب ميراث ابنه رسول الملك العلام و ابنه خيره الله و في الأنام و استمر ظلمهم لفاطمه الي الذريه و العتره النبويه فشردهم في أطراف البلاد و قتلوا منهم الآباء و الأجداد و الأبناء و الأولاد و سبوا حريمهم علي الأقتاب بالمذله و الاكتئاب


و لم يخشوا من أهوال يوم الحساب فلعنه الله تغاشهم أجمعين الي يوم الجزاء و الدين. روي عن عبدالله بن عامر قال: لما أتي نعي الحسين عليه السلام الي المدينه خرجت أم أسماء بنت عقيل بن أبي طالب في جماعه من نسائها حتي انتهت الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم به وشهقت عنده، ثم التفت الي المهاجرين و الأنصار و هي تقول:



ماذا تقولون اذ قال النبي لكم

يوم الحساب و صدق القول مسموع



خذلتم عترتي أو كنتم غيبا

و الحق عند ولي الأمر مجموع



أسلمتموهم بأيدي الظالمين فما

منكم له اليوم عند الله مشفوع



ما كان عبد غداه الطف اذ حضروا

تلك المنايا و لا عنهن مدفوع



قال: فما رأينا باكيا و لا باكيه أكثر ما رأينا ذلك اليوم، و في الخبر عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان يوم أحد شج النبي صلي الله عليه و آله و سلم في وجهه و كسرت رباعته فقام صلي الله عليه و آله و سلم رافعا يديه يقول: ان الله تعالي أشد غضبا علي اليهود اذ قال العزيز بن الله واشتد غضبه علي النصاري اذ قالوا المسيح بن الله و ان الله قد اشتد عضبه علي من أراق دمي و آذاني في عترتي ألا لعنه الله علي القوم الظالمين، ألا و ان الجنه محرمه عليهم أجمعين كما جاء بذلك الخبر عن سيد البشر حيث قال: حرمت الجنه علي من ظلم أهل بيتي و قاتلهم و المعترض عليهم و الساب لهم أولئك لا خلاق لهم في الآخره و لا يكلمهم الله يوم القيامه و لا ينظر اليهم و لهم عذاب أليم، الا و علي محبي أهل البيت رحمه الله و بركاته و لهم في الحياه الدنيا و الآخره كما وردت به الأخبار عن المكرمين الأبرار، فعن رسول الله حبنا أهل البيت يكفر الذنوب و يضاعف الحسنات و ان الله تعالي ليتحمل عن محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد الا ما كان منهم فيهم علي اصرار و ظلم للمؤمنين فيقول للسئيات كوني حسنات. و عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: نفس المهموم لظلمنا تسبيح و همه لنا يكتب هذا الحديث بماء الذهب، عنه عليه السلام أنه قال: رحم الله شيعتنا أنهم أوذوا فينا و لم نود فيهم شيعتنا منا قد خلقوا من فاضل طينتنا و عجنوا بنور ولايتنارضوا بنا أئمه و رضينا بهم شيعه


يصيبهم مصابنا و يبكيهم ما أصابنا و يحزنهم حزننا و يسرهم سرورنا و نحن أيضا نتألم لتألمهم و نطلع علي أحوالهم فهم معنا لا يفارقونا و لا نفارقهم لأن مرجع العبد الي سيده و معوله علي مولاه فهم يهجرون من عادنا و يجهرون بمدح من والانا و يباعدون من آذانا، اللهم أحيي شيعتنا في دولتنا و أبقهم في ملكنا، اللهم ملكتنا، اللهم ان شيعتنا منا و مضافين الينا فمن ذكر مابنا و بكي لأجلنا أو تباكي استحي الله أن يعذبه بالنار:



فيا لك مقتولا أصيب بقتله

ملائكه الرحمن و الجن معهم



و يا لك من رزء عظيم اذا به

تقاس الرزايا كلها فهو أعظم



و يا لك من يوم مهول تزلزلت

له الأرض و الأطيار بالجو حوم



و يا لك من حزن كان مذاقه

علي شيعه المختار صأب و علقم



روي عن عبدالله بن العباس قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اذا بفاطمه الزهراء قد أقبلت تبكي فقال لها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما يبكيك يا فاطمه فقالت: يا أبه ان الحسن و الحسين قد غابا عني هذا اليوم و قد طلبتهما في بيوتك فلم أجدهما و لا.دري أين هما و ان عليا راح الي الداليه منذ خمسه أيام يسقي بستانا له، اذ أبوبكر قائم بين يدي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال له يا أبابكر أطلب لي قره عيني ثم قال: يا عمر و يا سلمان و يا أباذر و يا فلان و يا فلان قوموا فاطلبوا قره عيني قال: فأحصينا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه وجد سبعين رجلا في طلبهما فغابوا ساعه و رجعوا و لم يصيبوهما فاغتم النبي صلي الله عليه و آله و سلم غما شديدا فوقف عند باب المسجد و قال: اللهم بحق ابراهيم خليلك و بحق آدم صفيك ان كان قرتا عيني و ثمرتا فؤادي أخذ برا أوء بحرا فاحفظهما و سلمهما من كل سوء يا أرحم الراحمين فاذا بجبرائيل عليه السلام قد هبط من السماء و قال يا رسول الله: لا تحزن و لا تغتم فان الحسن و الحسين فاضلان في الدنيا و الآخره و قد كل الله بهما ملكا يحفظهما ان ناما أو قعدا قاما و هما في حضيره بني النجار، ففرح النبي بذلك و سار و جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و المسلمون من حوله حتي دخلوا حضيره بني النجار و ذلك الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما و الآخره فوقهما و علي كل واحد منهما دراعه من صوف و المداد علي شفتيهما و اذا الحسن معانق


الحسين و هما نائمان فجثي النبي علي ركبتيه و لم يزل يقبلهما حتي استيقظا فحمل النبي الحسين عليه السلام و حمل جبرائيل الحسن و خرج النبي من الحضيره و هو يقول: معاشر الناس اعلموا أن من أبغضهما فهو في النار و من أحبهما فهو في الجنه و من كرمهما علي الله تعالي سماها في التواره شبرا و شبيرا فيا اخواني هذا و الله الشرف الرفيع و الفضل المنيع و المجد الفاخر و النور الزاهر و العنصر الطيب الطاهر، فعلي الأطائب من أهل بيت الرسول فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكونون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان فنظم و قال فيهم: