بازگشت

الباب 1


لو صفت أفكار المتفكرين لأشرقت عليها أنوار اليقين و لو طلب طريق الحق بالتحقيق لأدرك الطالب سؤاله و خرج عن المضيق، و لكن كثره الشوائب يصدر عنها الرأي العازب كيف و قد شهد بفضلهم التوراه و الانجيل و بمدحهم العظيم الجليل في محكم التنزيل يا اخواني أي شرف أعظم من شرف من يخدم بالملائكه المقربين الي رب العالمين، أخلاقهم طاهره و معجزاتهم ظاهره و دولتهم مستمره دائمه قاهره حتي الآخره أبوهم عين الله في العباد و حجه الله علي أهل البلاد و الهادي الي الرشاد أمام الصادقين البرره قاتل الجاحدين الكفره نور الله في العالمين مدمر الناكثين و القاسطين و المارقين أصل الفخار، غره شمس النهار شجره أصلها النبي المختار و فرعها بنوه المعصومون الأطهار في مدحه نزل القرآن و في التمسك به يكمل الايمان:



كم بين من شك في عقيدته

و بين من قيل أنه الله



روي عن كعب بن محمد القرطي قال:افتخر طلحه بن عبدالدار و العباس بن عبدالمطلب و علي بن أبي طالب فقال طلحه: معي مفتاح الكعبه و لو شئت أبت بها و قال العباس: أنا صاحب السقايه القائم عليها و لو شئت أبت في المسجد، فقال علي عليه السلام: ما أدري ما تقولان لقد صليت الي القبله سته


أشهر قبل الناس و أنا صاحب الجهاد الأكبر فأنزل الله تعالي فيه: (أجعلتم سقايه الحاج و عماره المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله و الله لا يهدي القوم الظالمين):



يقولون لي قل في علي مدائحا

فان أنا لم أفعل يقولوا معاند



و ما صنعت عنه الشعر عن ضعف هاجر

و لا انني عن مذهب الحق حائد



و لكن عن الأشعار و الله صنت من

عليه بني قرآننا و المساجد



فلو أن ماء الأبحر السبعه التي

خلقن مدادا و السماوات كاغد



و أشجار خلق الله أقلام كاتب

اذا الخط أفناهن عادت عوائد



و كان جميع الجن و الانس كتبا

اذا كل منهم واحد قام واحد



و خطوا جميعا منقب بعد منقب

لما خط من تلك المناقب واحد



فوا عجبا ممن أنكر الوصيه بالأمر اليه و خالف في النص بالخلافه عليه مع اعترافهم لعصه الرسول التي دل عليهم المعقول و المنقول و وا عجبا كيف ينكرون نصه عليه يوم (غدير خم) في حجه الوداع و قذ ملأ بذلك الأسماع، أما قال له عمر بخ بخ لك أصحبت مولي كل مؤمن، كأنهم زعموا أن ذلك كان في النوم فغفلوا عن ذلك اليوم كلا ولكنهم رجعوا علي الأعقاب كما وعدهم به في الكتاب الله العزيز الوهاب يقول: (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين) تركوا أخا الرسول و عكفوا علي الأول كقوم موسي حيث تركوا أخاه و عكفوا علي العجل تصديقا لكلام الرسول حيث يقول: تحذو أمتي حذو بني اسرائيل النعل بالنعل و القذه بالقذه. و من طريقهم ما رواه أحمد بن حنبل عن أنس بن مالك قال: قلت لسلمان سل النبي عن وصيه، و قال سلمان من وصيك؟ فقال يا سلمان من كان وصي موسي عليه السلام فقال يوشع بن نون قال: فقال وصيي و وارثي يقضي ديني و ينجز وعدي علي بن أبي طالب، فقد هبلت الهبول شأني ء آل الرسول:



اذا كان الناس سبعين فرقه

و نيففا كما قد جاء في واضح النقل






و لم يك منهم ناجيا غير فرقه

فماذا تري يا ذا البصيره و العقل



أفي الفرقه الناجين آل محمد

أم الفرقه الهلاك أيهما قل لي



رضيت عليا لي اماما و سيدا

و أنت من الباقين في سائر الحل



فأبشروا أيها الاخوان بموالات مولاكم الذي هو سبب هديكم و به تحصلون الفوز في آخرتكم و اعلموا أنه لا بد لكم من معاينته في سياق الموت و كربته كما أشار اليه في قوله سلام الله عليه يقول:



يا حار همدان من يمت يرني

من مؤمن أو منافق قبلا



يعرفني شخصه و أعرفه

بعينه و اسمه و ما فعلا



و أنت يا حار ان نمت ترني

فلا تخف عثره و لا زلا



أسقيك من بارد علي ظمأ

تخاله في الحلاوه العسلا



أقول للنار حين تعرض للحشر

ذريه لا تقربي الرجلا



ذريه لا تقربيه ان له

حبلا بحبل الوصي متصلا



روي من طريقهم عن أبي مريم عن علي عليه السلام قال: انطلقت أنا و النبي صلي الله عليه و آله و سلم حتي انتهينا الي الكعبه فقال لي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اجلس فصعد علي منكبي و ذهبت انهض به فرأي مني ضعفا فجلس لي نبي الله صلي الله عليه و آله و سلم و قال اصعد علي منكبي فصعدت علي منكبيه قال فنهض في فخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتي سقطت علي البيت و عليه تمثال صفرا و نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه و عن شماله و من بين يديه و من خلفه حتي استمسكت منه فقال لي رسول الله: نستيق أقذف به فقذفت به فتكسر كالقوارير ثم نزلت و انطلقت أنا و رسول الله نستيق حتي توارينا بالبيوت خشيه أن يلقانا أحد من الناس، و روي من طريقهم أيضا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لو أن الرياض أقلام و البحر مداد و الجن حساب و الانس كتاب ما أحصوا فضائل علي عليه السلام:



و اذا الدر زان حسن نحور

كان للدر حسن بحرك زينا



و تزين طيب الطيب طيبا

عند ذكرك أين مثلك أينا



فضائله لا تحصي و مناقبه لا تستقصي و لو لم يكن الا مبارزته لعمروبن ود


الذي قال فيها النبي صلي الله عليه و آله و سلم برز الاسلام كله الي الشرك كله، فلما قتله قال: ضربه علي لعمر و توازي عمل أمتي الي يوم القيامه و لقد أحصيت برزاته عليه السلام بين يدي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فكانت ألفا و سبعين فاذا كان جزء واحد من نيف و سبعين من قوته العلميه بمقدار عمل جميع أهل الاسلام الي يوم القياه فما ظنك بباقي أعماله صلوات الله عليه في سائر أحواله فتبا لقوم غرتهم الدنيا فاختاروها علي الأخري و هو الآفه الكبري كان منتها هم الي الذل و الهوان و في الآخره عذاب النيران، روي أن عمرو بن العاص قال لمعاويه بن أبي سفيان يا معاويه ما أشد حبك للمال فقال: و لم لا أحبه و أنا استبعد به مثلك و أبتاع به دينك و مروتك فلعمري ما ربحوا بل خسروا و ما جبروا بل كسروا و سيندمون و يعلمون أي منقلب ينقلبون، روي أن معاويه بن أبي سفيان لما مرض الموت رقي المنبر و خطب الناس و كانت آخر خطبه للناس في جامع بني أميه و أنه قال: أيها الناس اني من زرع قد استحصد و اني وليتكم و لم يتولكم أحد من بعدي الا من هو شر مني كما كان من قبلي هو خير مني يا ليتني كنت رجلا من قريش و لم أتول من أمور الناس شيئا، ثم قال ما أغني ماليه هلك عني سلطانيه فوالله لو علمت هكذا عمري قصيرا ما فعلت ثم بكي و قال: وا بعد سفراه وا قله زادااه، ثم نزل عن المنبر و دخل داره و ثقل حاله و ازدادت علته فعادوه أخوانه و جلسوا حوله و قالوا له يا معاويه أوصي الينا بما تريد فقال يا اخواني: أحذركم مصرعي هذا فانه لا بد لكم منه ثو قال: أجلسوني و سندوني فأجلسوه و سندوه فقال الهي أنا الذيب أمرتني فقصرت و نهيتني فعصيت، ثم قال: الآن تذكر ربك يا معاويه بعد الهرم و الانحطاط فلم لا كان هذا غصن الشباب نظر ريان فقيل له: يا معاويه كأنك تحب الحياه فقال: لا ولكن القدوم علي الله شديد. قال و دخل عليه قوم آخرون فقالوا له كيف أصحبت يا معاويه فقال: أصبحت من الدنيا راحلا و للاخوان مفارقا و لسوء عملي ملاق ثم أنصرف الناس عنه قالت زوجته: فسمعته يقول عند موته تلك الدار الآخره نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبه للمتقين ثم سكت فجعلت لا أسمع له كلاما أبدا فقلت لوصيف كان عنده أنظر أنائم هو أم يقظان فنظر اليه فوجده قد مات، و أما مروان بن الحكم


لما مرض مرضه الذي مات فيه مر علي غسال يغسل ثيابا بجانب نهر في دمشق فنظر اليه و هو يلوي ثوبا بيده ثم يضرب به في المسله فقال مروان: ليتني كنت غسالا آكل من كسب يدي يوما بيوم و لم أكن واليا علي المسلمين قال فبلغ كلامه الي أبي حازم الغسال. فقال الحمدلله الذي جعل الملوك اذا حضرهم الموت يتمنون ما نحن فيه من الغسل. قال فدخلوا علي اخوانه يعودونه في مرضه فقالوا له: كيف نجدك يا أمير قال تجدوني كما قال الله تعالي: (و لقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم أو مره و تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) ثم بكي فقيل له: و ما يبيك يا أمير، فقال: ما أبكي جزعا علي الدنيا و لكن عهد الينا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: يكون بلغه أحدكم من الدنيا كزاد راكب، ثم قال: وا بعد سفراه وا قله زاداه ثم أغمي عليه فمات لا رحمه اله و أما عمروبن العاص فانه لما دنت منه الوفاه و قد نظر الي خزائنه و صناديق ماله قال من يأخذها بما فيها وليتني كنت أعيش أبدا فبكت امرأته فقال لها: ان كنت باكيه فابكي علي نفسك ثم أغمي عليه فمات لا رحمه الله تعالي. و أما المأمون لما دنت منه الوفاه و أيس من الحياه فرش رمادا و اضطجع عليه و جعل يقول: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه فقيل له: لا بأس عليك، فقال ليس الا هذا لقد ذهبت مني الدنيا و الآخره ثم أغمي عليه فمات لا رحمه الله تعالي، و أما الحجاج بن عبيده الثقفي فانه كان يقول عند موته اللهم اغفر لي فان الخلق مجتمعون علي أنك لا تغفر لي ثم أغمي عليه فمات لا رحمه الله تعالي. و أما الشمر اللعين فانه كان عاقبته أن قتله المختار أشر قتله و أحرق داره بمن فيها من أهله و عشيرته ألا لعنه الله علي الكافرين:



ستعلم أمه قلت حسينا

بأن عذاب قاتله و بيل



اذا عرضوا علي الرحمن صفا

و جاءت ثم فاطمه البتول



و في يدها قميص السبط تشكو

ظلامتها فينصفها الجليل



و يهوي الظالمين بها جميعا

الي قعر الجحيم لهم عويل



فعلي الأطائب من أهل بيت الرسول فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكونون كبعض ماديحهم حيث عرته


الأحزان و الأشجان فنظم و قال فيهم: