بازگشت

القصيدة للشيخ الكامل الدرمكي






خل الحزين بهمه و بلائه

و بوجده و حنينه و بكائه



لا تعذل المحزون تجرح قلبه

فالبين أوري النار في أحشائه



ان الشقاء علي الحزين مسلط

لا يستطيع الصبر في اخفائه



يكفيك عن عذل الحزين سقامه

قد ملت العواد من ايتائه



و تجمعت كل الأطبا حوله

و تفرقوا لم يظفروا بشفائه



و تعاهدوا كتبا لهم مخزونه

عجزوا و ما قدروا علي استشفائه



فهو المحن لما تضن صدره

يخفي لعل العذل في اخفائه



يخفي من الأعداء ما في نفسه

و يذيعه سرا الي أمنائه



فاستخبروه ذوا البصائر و التقي

عما يحن ليعلموا بأذائه



قالوا له يا صاح بالله أنبئنا

و بجمله النعماء من آلائه



نما الذي تشكوه من ألم و ما

تخفي لعل البر في ابدائه



قالوا اسمعوا الله أكرم عادل

لا ينكر المقدور من امضائه



لو نال رضوي بعض ما قد نلته

هد البلاء لصخره و صفائه



و الله ما أجري الدما من مقتلي

الا الحسين مغسلا بدمائه



أبكي له أم لليتامي حوله

أم اللجواد أنوح أم لنسائه



أم أسكب الدمع المصون لفتيه

عافوا الحياه و طيبها لفدائه



فكأنه طود هوي و كأنهم

أعجاز نخل جثم بفنائه






يا عين سحي للغريب و اسبكي

و تعودي سهر الدجي لنعائه



وابكي لزينب اذ رأته مجدلا

فوق الصعيد معفرا بدمائه



عريان مبتول الجبين مجرحا

وا حسرتاه لذله و عرائه



لهفي له و الشمر يقطع رأسه

و خيولهم تجري علي أعضائه



و المهر يندبه ويلثم نحره

و يقول عاري السرج في بيدائه



قتل الحسين و هتكت نسوانه

و غدا يباح المحتمي بحمائه



فلأبكيك يا بن بنت محمد

حتي يذوب القلب عن أفضائه



و يزيدني حزنا و يسهر مقلتي

خبر روي الصدوق من روائه



اسفاده عن ابن عباس التقي

أكرم به و بزهده و تقائه



قال: اجتمعنا و النبي جليسنا

و شعاعه يعلو علي جلسائه



قد طيبت كل البقاع بطيبه

و تلامعت حيطانها بضيائه



في غبطه بالقرب منه فبينما

بعض يهني بعضنا بولائه



فاذا بسبطيه الذيول غوافلا

كل يصول بجده و آبائه



فرآهما اله ادي النبي بنعمه

فتنفس الصعداء من صعدائه



فتظاهرت ز فراته و تحادرت

عبراته سحا لعظم بلائه



حزنا و قال بحرقه و كآبه

و دموعه كالسيل في اجرائه



يعزز علي و من توالي ملتي

من كل بر ماحض بولائه



ما يلقيان من الاهانه و الأذي

بعدي و قلبي واله بشجائه



فدعاهما فتساقطا في حجره

فرحا به ولذاذه بلقائه



فترشف الحسن الزكي و ضمه

مترشف الشفتين لثم لمائه



و أتي الي نحر الحسين و شمه

و الدمع يسقيه بساكب مائه



فبكي الحسين و سرها في نفسه

و غدا يهرول مسرعا بخطائه



نحو البتول فساء ما قد ساءه

و دموعها كاغيث في اهمائه



و تقول و العبرات تسبق نطقها

يا من حياتي اردفت ببقائه






ماذا الذي يبيك يا من حبه

في اقلب مشتمل علي افصائه



قال الحسين كان جدي ملني

ما كنت قبل معدوا لجفائه



جئنا أنا و أخي اليه نزوره

فدعا الزكي و شمه في فائه



و أتي الي نحري و أعرض عن فمي

اعراض من أبدي عظيم جفائه



و أنا أظن بأن ما في من

شي ء يخاف الجد من لقيائه



فتخمرت ست النساء و يممت

نحو النبي شجيه لشجائه



في الذيل عاثره و معها ابنها

فرآهما المختار وسط خبائه



يبكون قال لهم فما هذا البكا

يا صفوه الرحمن من خلصائه



قالت حبيبي كيف تكسر خاطري

لم لا تقبل شبرا كأخائه



قال النبي لها بقلب موجع

سر أخاف عليك من ابدائه



قالت بحقك يا أبتاه أبنه لي

و بحق من أنشئت في نعمائه



فبكي و أطرق ساعه مسترجعا

و الدمع يسقيه بساكب مائه



فتعاهدته فقال ربي عالم

و الكل في تدبيره و قضائه



أما ترشف شبر في فيه قد

ظلما يذوق السم من أعدائه



و ترشفي نحر الحسين فانه

باليف ينحرنا زخا بظمائه



فجعلت ألثم ذا بموضع سمه

و أشم ذا في نحره لأذائه



فتجسرت ست النساء بحرقه

أسفا عليه و لوعه لعزائه



فأتت تقبله و تلثم نحره

و الجيب قد مزقته عن أقصائه



حزنا و تلطم خدها و تقول ذا

لهفي عليه و خيبتي لربائه



يا قره العينين يا ثمره الحشا

هل في زماني أم زمان آبائه



ان كان في زمني أقمت عزائه

و صبغت ثوبي من نجيع دمائه



و نشرن ش عري فوق كتفي شاملا

و ندبته يا أب في يتمائه



قال النبي اذا مضينا كلنا

دار المون عليه قطب رحائه



بئس الزمان و من تولي أمره

فالغوث كل الغوث من ولائه



قالت بأي الأرض يقطع رأسه

و بأي شهر كان كون فنائه



قال النبي يكون ذا بمحرم

في يوم عاشورا شنيع نعائه






و يكون مصرعه المهول بكربلا

و مصارع الأنصار في صحرائه



قالت غريبا قال أعظم غربه

قالت و حيدا قال من نصرائه



فبكت و قالت وا شماته حاسدي

وا صفوه الجبار من خلصائه



من ذا يغسله و يحمل نعشه

من ذا يواري جسمه بثرائه







من يكفل الأيتام بعد وفاته

من ذا يقيم مأتما لعزائه



فبكي الحسين و قال رزئي فادح

فتصارخوا أهل العبا لبكائه



فاتي الأمين الي الأمين يقول قد

أوحي اله العرش في أنحائه



أن قل لسيده النساء بأنني

أنشي كراما شيعه لعزائه



الناهظين الي منازل كربلا

الخايظين غبارها لهوائه



الساكبين دموعهم لمصابه

المظهرين الحزن عن أقصائه



يتوالدون فينسلون أطائبا

حتي يصير الحق في ولائه



و يقوم قائم آل محمد

و يطير طير النصر فوق لوائه



قال الحسين فما يكون جزاءهم

عند الاله غداه يوم جزاءه



قال النبي أنا أكون شفيعهم

و أجيب كلا منهم بندائه



قال الوصي أنا الذي أسقيهم

يوما يفر المرء من ابنائه



قالت حبيبه أحمد فوحق من

ربيت مذ أنشئت في نعمائه



فلأوقفن و شعر رأسي ناشر

و الجيب ممروق الي أقصائه



حتي يشفعني الهي فيهم

و يمد كلا منهم برضائه



قال الحسين و حق من خلق الوري

طرا و سقف أرضه بسمائه



لا أدخل الجنات حتي يدخلوا

و الله يهدي من نشأ بهدائه



يا أيها الزوار مشهد كربلا

كل يقصر منكم لخطائه



فلكل عبد حجه مبروره

في كل ما يخطوه من سعائه



و لكم بما أنفقتم من درهم

في جنه حرصا علي ايتائه



في جنه الفردوس ألف مدينه

في قصرها الاعلاء من اعلائه



و لمن بكاه تفجعا لمصابه

و تأسفا بالحزن عن اقصائه



في الحشر قصر لا يقاس علوه

در و مرجان بحسن جزائه






و جميع أملاك السما يستغفروا

لكم و من ظل لكم بسمائه



يا رب مد الدرمكي بسؤله

عجلا و بلغه جميل رجائه



صلي الاله علي النبي محمد

و علي الكرام الغر من أبنائه



الطيبين الطاهرين من الخنا

سفن النجاه لمن حضي بولائه