بازگشت

القصيدة للشيخ الخليعي






هجرت مقلتي لذيذ كراها

لمصاب الشهيد من آل طه



و استعدت في شهر عاشور أجفاني

لطول البكاء علي مولاها



و قيل لمصرع السبط مجراها

و لو أن دمعها من دماها



لقتيل ساءت رزيته الأملاك

و استعبرت عليه سماها



لقتيل أضحت له البعضه الزهرا

ثكل و الوجد حشو حشاها



كاتبته العصابه الغدر و التبديل

تشكوا أميه و أذاها



و توالت عهودها و المواثيق

و آلت أن تحل عراها



و أتاها للحكم بالعدل فارتدت

وجدت بالغدر لما أتاها






بأبي ركبه المجد تجوب البيد

و خدا و هادها و رباها



بأبي الفتيه الميامين تسري

حوله و الردي أمام سراها



بأبي حين حل في كربلا يسأل

عنها مستشقا لثراها



قائلا: ههنا تراق دماها

و تنال مستشقا لثراها



ههنا تهتك الكرائم منا

و تذل الآبطال من آل طه



لهف قلبي له و قد خطب القوم

و كأن البليغ من خطاباها



ثم قال: ارجعوا سلمتم أكباد

الأعادي مرضي و قتلي و شفاها



فأجابوا لا سلم الله نفسا في

غد من قلاك يوم لقاها



حاش لله بل نموت كراما

و نروي من السيوف ظماها



فجزاهم خيرا و مر ينادي

أخته زينبا بكسر خباها



أخت يا زينب احفظي القول عني

زادك الله يقظه و انتباها



ان نعاني اليك ناع فبالصبر

ينال المصاب أجرا و جاها



لا تشقي جيبا و لا تلطمي خدا

و لا تندبي بحلم سفاها



و مضي مسرعا يقيم قناه الدين

من بعد ميلها و التواها



مستعدا للحرب حتي اذا كسر

خطبها و قل ظباها



فرمته أيدي الطغاه بسهم

البغي عن قوس غدرها و جفاها



و مضي المهر ناعيا فاستغاثت

زينب و غدت تطيل بكاها



و أتت و هو في السابق تناديه

بشجو و لا يجيب نداها



حر قلبي لها تضج و تدعو

من جوي الثكل أمها و أباها



أم يا أم عجلي وانظري فاطم

في السبي تستجير عداها



أم قد خمرت سكينه منها

الرأس بالردن بعد سلب رداها



أين جدي أين البتول ألا أين

علي، وا ذلها وا سباها



لهف قلبي لأم كلثوم خوف

السبي تبكي و تستغيث أخاها



يا أخي كيف حال من سلب

الناصر منها و خاف فيه رجاها



ثم تشكو الي النبي و قد كان

لدي الطف سامعا شكواها



جد هل أمه هداه نبي

اشترت بعد العمي بهداها






فأقام النبي فيها فشقت

حين غاب العصي علي مولاهال



و سبت بعده الذراري واضحي

المال نهبا و الآل من قتلاها



و سرت تقطع البلاد سرورها

و بنوهع الأدنون من أسراها



لا رعي الله أمه نقضت عهدك

فيبنا و من بنا أغراها



كيف صبر أمري ء يود ذوي القربي

و رأس الحسين فوق قناها



و يزيد اللعين يقرع بالعود

ثنايا ذاق النبي لماها



قتلته عصابه الكفر عطشانا

فلا بل ذو الجلال ثراها



ليست الناقه التي دمدم الله

علي معشر أبو سقياها



كحسين و سوف ينتقم الله

له عند بعثه أشقاها



فبحت أنفس أطاعت هواها

و عصمت من بلطفه سواها



ألهمت رشده و علمها الله

فجور النفوس من تقواها



وعداها نهج السبيل و قد

أفلح من بالولاء قد زكاها



مؤمنا عارفا وجوه البر أمن

كل باغ و خاب من دساها



يا بن بنت النبي يومك أذكي

في الحشا جمره تشب لظاها



ليت أني لك الفدا يا بن مولاي

قليل لو صح منك رضاها



كم لمملوكك الخليلعي فيكم

مدحا يهتدي بها رواها



فتجلي بها عقول ذوي اللب

و تجلو عن القلوب صداها



و مراث قد اكمن الطيب فيها

كلما أنشدت بطيب شذاها



راجيا منكم الأمان اذا عد

ذنوبا يخاف من عقباها