بازگشت

القصيدة للشيخ الفاضل محمد بن نقيح






عجبا لقلب فيكم لا يفجع

و لأنفس في رزئكم لا تجزع



للله در مراركم بمصابكم

لم تنصدع و نواظر لا تدمع



ما هل عاشورا الا وهاج لي

حزن فصرت كبومه استبشع



لم أنس مولاي الحسين بمكه

عن بيعه الباغي غدا يتمنع



تبا لقوم خالفوه و خالفوا

أمر الرسول و للوصيه ضيعوا



كتبوا اليه من العراق و أجمعوا

أن ينصروه فنذ أتي لم يزمعوا



و تقاعدوا عن نصره و تعاقدوا

في خذله و علي الأذيه أجمعوا



فأراد لما أن نبين غدرهم

جزما الي حرم المدينه يرجع



بعثوا اليه الحر عند قدومه

فبقي يساير تاره و يجعجع



ساروا فوافوا في العشيه كربلا

أرض الطفوف من البراري سلقع



قال انزلوا فهنا مناخ ركابنا

و هنا نحط رحالنا و المصرع



و أتي ابن سعد مقبلا في عصبه

نحو الأطائب و العساكر تتبع



و تأهبوا للحرب بعد تظاهر

و العلج في اضرامها يتشجع



فاستمهل البسط الطغاه لعله

يدعو الي الله العلي و يضرع



فأقام ليلته يناجي ربه

طورا و يسجد في الظلام و يركع



و يقول ان القوم لا بغيا لهم

غيري و اني عارف من يرجع



فأقام بين يديه كل موفق

و غدا يقهقر كل من يتطمع



و أتي الحسين يناشد القوم الذي

لم يبق فيهم من ينيب و يخشع



و غدا ابن سعد راشقا بسهامه

قوم الامام و في الأذيه يسرع



و أتت سهام القوم بعد كأنها

مطر تدفعه الرياح الزعزع



ذادوه عن ماء الفرات بجحفل

فيه الصوارم و السلاح يقعقع



فتيقن السيط اللقاء لربه

فأتي الخيام بدرعه يتلفع






يوصي سكينه بالسكينه بعده

بالصبر عند مصابه و يودع



و بقي رجال السبط يقتل واحد

منهم و آخر بعده يتوقع



حتي بقي فردا وحيدا ظاميا

لا مانع عنه و لا اللوذعي الأشجع



مذ اثخنوه بالجراح و أضعفوا

منه الجوارح و هو لا يتروع



و شكي النساء الي الحسين نت الظما

و أتينه بالطفل مضي يرضع



فمضي به نحو الطغاه كأنه

بدر بدا من برجه يتطلع



و دعا له ماء يبل غليله

و يقول هل قلب يرق و يخشع



و أتاه سهم مارق من مارق

بغروره و بكفره يتمتع



قطع الوريد من الوليد و أقلبت

منه الماء و احمر منه البرقع



أخذ الدماء بكفه فرمي به

نحو السماء و العين منه تدمع



و مضي يجدل كل صل صائل

و يقد هاما منهم و يدرع



حتي دني أجل الكتات و بم يكن

من بغدما حتم المقدر ينفع



أردوه عن ظهر الجواد كأنه

جبل لخشيه ربه متصدع



لهفي له يبغي هنالك شربه

فيجاب بالشتم الشنيع و يمنع



لهفي لمرعه الشريف علي الثري

بين اللئام و عز ذاك المصرع



لهفي لجثته الشريفه في الثري

مطروحه يسفي عليها الزوبع



لهفي له اذ يستغيث فلم يغث

أفلم يكن عند النداء من يسمع



ذبحوه ظمآنا و كوثر جده

بالماء في يوم القيامه مترع



حملوا الكريم علي القناه مضمخا

و النور من أعضائه يتشعشع



قطع اللعين سنان منه وريده

هل كان يدري أي عضو يقطع



تبت يداه لقد أساء بفعله

و له جهنم في القيامه تسفع



و أتي الجواد الي الخيام منهما

بصهيله و السرج منه بلقع



و أتت سكينه و هي تندب حاسرا

بأبي الشجاع الاريحي الأروع



وا سيده عدمت بعدك صحتي

فالي الاله المشتكي و المفزع



فالدين أضحي بعد فقدك ثاكلا

و الدهر أمسي و هو بعدك أجدع






أين الحماه و أين جدي المصطفي

بل أين حيدره البطين الأنزاع



اليوم مات محمد و استوسرت

أولاده من بعده و تضعضعوا



كم حرمه ظهرت محاسن وجهها

و كريمه قد مال عنها البرقع



فالطيبات الطاهرات حواسر

و تماط عنهن الثياب و تنزع



و السيد السجاد في أيدي العدا

مضني علي حمل الشدائد يرفع



هذا و ما سكنت به اضغانهم

و بما جري في حقه لم يقنع



سلبوه من أثابه و دروعه

و لنزع خاتمه تبين الاصبع



رضوا جانجن صدره بخيولهم

بغيا و عن أحقادهم لا يقلع



و يزيد ينكث ثغره بقضيبه

متثلا بالشعر لا يتنعنع



فليأتين غدا بقبح صنيعه

من الندامه في القيامه يقرع



تالله لا عاد و لا فرعونها

كلا و لا فعلت ثمود و تبع



كفعال هذا النكس ابن أميه

و مقامه في غيه يتسكع



أين الصحابه أين حزب محمد

لا منكر منهم و لا متوجع



خص الكرام بكل خطب فادح

فيه العقول مع القلوب تروع



صبروا علي البلوي بكل كريهه

و السر فيهم لا محاله يودع



طوبي لأرض حل في أكنافها

جسد الحسين و طاب ذاك الموضع



قد قدست أرض الطفوف و بوركت

لما اغتدي لك في ثراها مضجع



لك تربه فيها الشفاء وقبه

فيها الدعاء الي المهيمن يرفع



هم ساده الدنيا و يوم معادنا

في الحشر منهم شافع و مشفع



و لسوف يدرك ثأرهم مهديهم

و أنا ليوم ظهوره أتوقع



يا بن الامام العسكري و من له

صيد الملوك اذا تمثل تخضع



يا سيدي ظهر الفساد و أظلمت

سبل الرشاد فهل لنورك مطمع



و جرت علينا في الزمان ملاحم

لم ندر في تدبيرها ما نصنع



لم يبق الا عالم متصنع

أو جاهل متنسك أو مبدع



جعل العلوم علي الفساد ذريعه

أكلوا بها الدنيا و لم يتورعوا






يبغون في الأرض العلو و قصدهم

قبل العوام اليهم كي يخدعوا



كل يريد رئاسه بوقاحه

و اذا رأي أهل النهي لا يتبع



يتنافسون علي المناصب و العلي

و الله يخفض ما يشاء و يرفع



و الله يصلح شأنهم و يصدهم

عن غيهم و عن المعاصي يرجع



و بقي رجال أخصلوا في ودهم

خصوا ببلوي للجبال تصدع



أما طريد أو شريد ضائع

بين البريه أو فقير مدقع



فالله يجبر كسرهم بظهوره

يا من بهم جل المكاره تدفع



و يعين منا الصالحين بعصمه

من كل فعل موثق يستبشع



و به نؤمل أن ينجي كل من

يبغي الهدي و لسلبه تتبع



و نعوذ من خطب يهول و فتنه

فيها المعارف و الحقوق تضيع



يا عتره الهادي النبي و من هم

عزي و كنزي و الرجا و المفزع



و اليتكم و برئت من أعدائكم

و أنا بغير ولاكم لا أقنع



و نظمت في علياكم من مقولي

درا لها و شي القريض يرصع



علما بأن مديحكم لي نافع

و مديح قوم غيركم لا ينفع



و أنا بكم متنسك و بحبكم

متسك و بجدكم مستشفع



لم أهو دينا أصله من غيركم

حسبي افتخاري أنني أتشيع



و الي نقيح نسبتي و محمد

اسمي فكم لي منكر و مضيع



لم استعن في نظمها بسواكم

كلا و لست لمن تقدم اتبع



بل هذه بكره أتت من فكرتي

و قريحتي للبكر دوما تقرع



و قبولها يا سادتي مهر لها

ان صح فزت بنعمه لا تقطع



صلي الاله عليكم ما أحييت

فكر و أوقضت العيون الهجع



أبغي الشفاعه في معادي يوم لا

مال هناك و لا بنون ينفع



بكم اؤمل نجح سعيي دائما

و الي الاله بحبكم أتدرع