القصيدة للشيخ ابن حماد
أري الصبر و الهموم تزيد
و جسمي يبلي و السقام جديد
اذا ما تهدت السلو في خاطري
أباه فؤادي للهموم عنيد
و ذكرني بالحزن و النوح و البكا
غريب بأكناف الفوف فريد
يودع أهليه وداع مفارق
لهم أبد الأيام ليس يعود
كأني بمولاي الحسين و صحبه
كأنهم تحت الوطيس أسود
عطاشي علي شاطي ء الفرات فمالهم
سبيل الي قرب المياه ورود
فيا ليتني يوم الطفوف شهدتهم
و كنت كما جادوا هناك أجود
لقد صبروا لا ضيع الله صبرهم
الي أن قتلوا من حوله و أبيدوا
و قد خر مولاي الحسين مجدلا
قتيلا عفيرا في التراب وحيد
و أقبل شمر الرجس و احتز رأسه
بقلب مشؤوم فارقته سعود
و ساقوا السبايا من بنات محمد
يسوقهم قاسي الفؤاد عتيد
و فاطمه الصغري تقول لاختها
و قد كضها جهد هناك جهيد
يا أخت قد ذابت من السير مهجتي
سلي سائق الأضعان أين يزيد
تنادي و قد أبدت من الثكل صبرها
بصوت تكاد الأرض منه تميد
بكي رحمه لي حاسدي و معاندي
فيا سوء حال اذ بكاه حسود
فني جلدي يا بن الوصي و ليس
فؤادي علي ما لقيت جليد
فيا غائبا لا يرتجي منه أوبه
مزارك من قرب الديار بعيد
ظننت بأن تبقي فأيسني الرجا
و يأسي المرجي يا بن أمي شديد
تبيد الليالي و الدهور و مهجتي
و حزني علي مولاي ليس يبيد
سيعلم أعداء الحسين و رهطه
اذا ما هم يوم المعاد أعيدوا
و أقبلت الزهراء فاطم حولها
من أملاك رب العالمين جنود
تنادي الهي خذ بحق ظالمي
فانك عدل للخصوم عنيد
فهذا يزيد قاتل ابني و رهطه
علي ظمأ حتي فنوا و أبيدوا
و ساقوا لها الأملاك جمعا و عندها
كما سيل من نسل العبيد عنيد
فتبكي لها الأملاك جمعا و عندها
ينادي منادي الحق أين يزيد
فيؤتي به سبحا و يؤتي برهطه
وجوههم بين الخلائق سود
فيأمر مولاي الجليل بقتلهم
اذا قتلوا من بعد ذاك أعيدوا
و تقتلهم أولاد فاطم كلهم
و شيعتهم و العالمون شهود
و يحشرهم ربي الي ناره التي
يكون بها للظالمين خلود
اذا نضجت فيها هناك جلودهم
أعيد لهم من بعد ذلك جلود
فما فعلت عاد كقبح فعالهم
و لا استحسنت ما استحسنته ثمود
شهدت بمن حج الملبون بيته
و ربي علي ما قد شهدت شهيد
بأن رسول الله أكرم من مشي
و من حملته في المهامه قود
و عترته أزكي و أطهر عتره
و من جاد حتي لا يكون يجود
و لولاهم لم يخلق الله خلقه
و لم يك و عد فيهم و وعيد
و ما خلقوا الا ليمتحن الوري
فيشقي شقي فيهم و سعيد
عليهم السلام الله ما در شارق
و ما اخضر يوما في الأرائك عود
و اني ابن حماد بمدح أئمتي
أعيش و عيشي في الزمان حميد
أحبر في آل النبي مدائحي
و أحسن ما حبرته و أجيد