بازگشت

الباب 2


أيها المؤمنون الأخيار: لا تبخلوا بالدمع الغزار علي عتره النبي المختار، ألا تحبون أن يغفر الله لكم و يجزل لديه ثوابكم؟ أليس هم شفعاؤكم يوم المعاد اذا وقفتم بين يدي رب العباد؟ أليس هم العده لكم بكل شده؟ أليس بهم تحط الأوزار؟ أليس هم الجنان الواقيه من النار؟ فمن بخل منكم عليه باثاره الأحزان و الأشجان فعلي نفسه بخل و لقدر مواليه و ساداته حقر و جهل؛ أيبكي الباكون منكم علي الأهل و الأولاد و الآباء و الأجداد فيا عجبا لمن أساء اليهم و ظلمهم و قصر في حقم! و ما أكرمهم! و ما ارتكب منهم ما يوجب السخط العظيم و العدل عن النهج القويم و الصراط المستقيم: (أمر تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا):



ان كنت في شك فسل عن حالهم

سنن الرسول و محكم التنزيل



فهناك أعدل شاهد لذوي النهي

و بيان فضلهم علي التفصيل






و وصيه سبقت لأحمد فيهم

جاءت اليه علي يدي جبرائيل



روي عن أم سلمه: أن الحسن و الحسين دخلا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كان عنده جبرائيل عليه السلام فجعلا يدوران حوله يشبهانه بديحه الكلبي فجعل جبرائيل يومي بيده نحو السماء كالمتناول شيئا فاذا بيد جبرائيل تفاحه و سفر جله و رمانه فناولهما الجميع فتهللت وجوههما فرحا وسيعا الي جدهما فقبلهما و قال لهما: اذهبا الي منزلكما و ابدءوا بأبيكما ففعلا كما أمرهما جدهما و لم يأكلوا نها شيئا حتي جاء النبي اليهم فجلسوا جميعا و أكلوا حتي شبعوا و لم يزالوا يأكلون من ذلك السفرجل و التفاح و الرمان و هو يرجع كما كان أولا حتي قبض النبي صلي الله عليه و آله و سلم و لم يلحقه التغيير و النقصان في مده أيام حياه فاطمه عليها السلام. قال الحسين عليه السلام: فلما توفيت أمي فاطمه فقدنا الرمان و بقي التفاح و السفرجل أيام حياه أبي، فلما استشهد أبي علي بن أبي طالب عليه السلام فقدنا السفرجل و بقي التفاح علي الي وقت منعت فيه شرب الماء فكنت أشمها اذا عطشت فيسكن لهيب عطشي، فلما دنا أجلي رأيتها قد تغيرت فأيقنت بالفناء. قال علي بن الحسين سمعت أبي يقول ذلك قبل مقتله بساعه فلما قضي نحبه و جد ريح التفاح في مصرعه فالتمست التفاحه فلم أجد لها أثرا فبقي ريحها بعد مقتله عليه السلام و لقد زرت قبره فشممت منه رائحه التفاح تفوح من قبره صلوات الله عليه فمن أراد ذلك من شيعتنا الصالحين الزائرين قبر الحسين فيلتمس ذلك في أوقات السحر فانه يجد رائحه التفاح عند قبر الحسين ان كان مخلصا مواليا صادقا و عن الصادق عليه السلام: أن جبرائيل نزل الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال يا محمد: ان الله يقرؤك السلام و يبشرك بمولود من ابنتك فاطمه الزهراء عليها السلام و تقتله أمتك من بعدك؛ فقال يا جبرائيل: قل لربي لا حاجه لي في مولد يولد من فاطمه و تقلته أمتي من بعدي، قال: فعرج جبرائيل عليه السلام الي السماء في أسرع من طرفه عين ثم هبط و قال: يا محمد ان ربك يقرأ عليك السلام و يبشرك أنه جاعل في ذريته الأمانه و الولايه و الوصيه، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم رضيت بذلك، ثم أرسل النبي الي ابتنه فاطمه عليها السلام يقول ان الله يبشرك بمولود يولد منك و تقتله أمتي من بعدي فجزعت فاطمه و أرسلت اليه تقول: لا حاجه لي في مولود يولد مني و تقلته أمتك من بعدنا، فأرسل اليها يقول: ان الله


جاعل من ذريته الامامه و الولايه و الوصيه، فأرسلت اليه تقول: اني قد رضيت (فحملته كرها و وضعته كرها و فصاله ثلاثون شهرا حتي اذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنه قال: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و علي والدي و أن أعمل صالحا ترضاه و اصلح لي في ذريتي) فكانت ذريته كلهم أئمه فهذه الآيه نزلت في شأن الحسين. و روي أن الحسين لم يرضع من ثدي فاطمه شيئا و لا رضع من انثي لبنا و لكنه كان يؤتي به الي جده رسول الله فيضع ابهامه في فيه فيمص منها لبنا يكفيه و يغذيه يومين أو ثلاثه أيام؛ فنبت لحم الحسين من لحم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و دمه من دمه و عظمه من عظمه و مخه من مخه و شعره من شعره و لم يولد مولود لسته أشهر الا عيسي بن مريم و الحسين بن فاطمه عليهم السلام. و في خبر آخر أن فاطمه عليها السلام لما اغتسلت بعدما ولدت الحسين جف لبنها فطلب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مرضعه فلم يجد له مرضعه فكان يأتيه الحسين مع أم سلمه فيلقمه ابهامه فيمصه و يجعل الله له من ابهام النبي رزقا يغذي به بقدره الله تعالي. و في خبر آخر بل كان رسول الله يدخل لسانه في فم الحسين فيغره كما يغر الطير فرخه فيجعل الله له في ذلك رزقا بقدره الله تعالي ففعل ذلك به أربعين يوما و ليله، فنبت لحمه من لحم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.



أيقتل ظمآنا حسين بكربلا

و في كل عضو من أنامله بحر



و والده الساقي علي الحوض في غد

و فاطمه ماء الفرات لها مهر



فوا لهف نفسي للحسين و ما جني

عليه غداه الطف في حربه شمر



سنان سنان خارق منه في الحشا

و صارم شمر في الوريد له شمر



تجر عليه العاصفات ذيولها

و من نسج أيدي الصافنات له طمر



فيا لك مقتولا بكته السماء دما

فمغبر وجه الأرض بالدم محمر



مصابكم يا آل طه مصيبه

و رزء علي الاسلام أحدثه الكفر



حكي عبدالله بن اعباس قال؛ جاءني رجل من بني أميه فقال: أريد أن أسألك عن سؤال فقلت له سل عما تريد، فقال لي: يا عبدالله ما تقول في دم البعوضه هل ينقض الوضوء أم لا؟ و هل هو طاهر أم نجس؟ فقلت له: ثكلتك أمك يا عديم الرأي تسأل عن دم البعوضه فلم لا سألت عن دم الحسين ابن بنت


رسول الله سفكنم دمه و قطعتم لحمه و كسرتم عظمه و قتلتم أولاده و أطفاله و أنصاره و سبيتم حريمه و منعتموه من شرب الماء؟ ألا لعنه الله علي الظالمين، ثم التفت عبدالله الي جلسائه و قال: انظروا الي هذا اللعين كيف يسألني عن دم البعوضه و لا يخاف أن يسأله عن دم الحسين ابن بنت رسول الله، ثم قال لأصحابه: و الله اني سمعت ريحانتاي في الدنيا و هما مني و أنا منهما أحب الله من أحبهما و أبغض الله من ابغضهما و آذي الله من آذاهما و وصل الله من وصلهما و قطع الله من قطعهما فانهما ابناي و سبطاي و قرتا عيني و سيدي شباب أهل الجنه من الخلق أجمعين، فقلت يا رسول الله أي أهل بيتك أحب اليك؟ فقال: الحسن و الحسين أحب الناس الي و كان يقول صلي الله عليه و آله و سلم: يا فاطمه أدعي لي من ابني فيأتيان اليه فيضمهما اليه و يشمهما و يقبلهما و يقول: أحب الله من أحب الحسن و الحسين و من أحب ذريتهما فمن أحبهم لم تمس جسده نار جهنم و لو كنت ذنوبه بعدد رمل عالج الا أن يكون له ذنب يخرجه عن الايمان. و عن الأوزاعي عن عبدالله بن شداد عن أم الفضل بنت الحرث انها دخلت علي رسول الله، فقالت: يا رسول الله رأيت البارحه حلما منكرا شديدا قال و ما هو يا أم الفضل؟ قالت: رأيت كأن قطعه من جسدك قطعت و وضعت في حجري، فقال رسول الله: يا أم الفضل ستلد ابتني فاطمه غلاما فتكون تربيته في حجرك، فقالت: فولدت فاطمه الحسين و كان كما قال رسول الله فربيته في حجري، فدخلت به يوما علي النبي فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاته فاذا عينا رسول الله تهرتان بالدموع فقلت بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما لك تبكي؟ فقال: أتاني جبرائيل أخي و أخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا و أتاني بقبضه من تربه حمراء فارانيها. و من طرقهم: ان عيسي ابن مريم عليه السلام مر بكربلاء فرأي عده من الظباء هناك مجتمعه فأقبلت اليه و هي تبكي و انه جلس و جلس الحواريون فبكي و أبكي الحواريين و هم لا يدرون لم جلس و لم بكي؟ فقالوا: يا روح الله و كلمته ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه؟ قالوا: لا، قال: هذه أرض يقتل فيها فرخ لرسول أحمد و فرخ الخيره الطاهره البتول شبيهه أمي و يلحد فيها و هي أطيب من المسك لأنها طيبه الفرخ المستشهد و هكذا تكون الأنبياء و أولاد الأنبياء عليهم السلام و هذه الظباء


تكلمني و تقول: انها ترعي في هذه الأرض شوقا الي تربه الفرخ المبارك و زعمت أنها آمنه في هذه الأرض ثم ضرب بيده الي تلك الظباء فشمها و قال: اللهم ابقها حتي يشمها أبوه فتكون له عزاء فبقيت الي أيام أمير المؤمنين عليه السلام فشمها و بكي و أخبر بقصتها. و عن سلمان الفارسي أنه قال: كان سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام يحدثنا كثيرا بالأشياء و المغيبات التي تحدث علي مرور السنين و الأوقات و أنه يوم الجمعه يخطب علي منبره في جامع الكوفه فقال في خطبته: (أيها الناس سلوني قبل أن تفتدوني فوالله لا تسألوني عن فئه تضل مائه و تهدي مائه الا أنبأتكم بناعقها و سائقها الي يوم القيامه) قال: فقام اليه رجل فاجر فاسق و قال له: يا علي أخبرني كم في رأسي و لحيتي من طاقه شعر؟ فقال له عليه السلام: و الله لقد أخبرني بسؤالك هذا ابن عمي رسول الله و نبأني بما سألت عنه و ان علي كل طاقه من شعر رأسك و لحيتك شيطانا يغويك و يستفزك و ان علي كل شعره من بدنك شيطانا يلعنك و يلعن ولدك و نسلك و ان لك ولدا رجسا ملعونا يقتل ولدي الحسين بن بنت رسول الله و أنت و ولدك برئيان من الايمان و لو لا أن الذي سألتني عنه يعسر برهانه لأخبرتك به و لكن حسبك فيما نبأتك به من لعنتك و رجسك و ولدك الملعون الذي يقتل ولدي و مهجه قلبي الحسين؛ قال: و كان له ولد صغير في ذلك الوقت فلما نشأ و كبر و كان من أمر الحسين ما كان نمي الصبي و تجبر و تولي قتل الحسين عليه السلام و قيل ان ذلك الصبي كان اسمه خولي بن يزيد الأصحبي و هو الذي طعن برمحه فخرج السنان من ظهره فسقط الحسين علي وجهه يخور في دمه و يشكو الي ربه (ألا لعنه الله علي القوم الظالمين) فيا ويلهم ما أجرأهم علي الله و علي انتهاك حرمه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كأنهم ما سمعوا ما ورد في حقهم أم سمعوا و هم غافلون (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) فعلي الأطائب من آل بين محمد فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون، أو لا تكونون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان فنظم و قال فيهم: