بازگشت

الباب 1


تفكروا أيها الاخوان: في أهل الظلم و العدوان؛ كيف حملتهم الأحقاد و الغل الكامل في الفؤاد علي انتهاك حرمه الرسول و ذريه الزهراء البتول فصرعوهم علي الرمال و لم يراقبوا الكبير المتعال و لا بما قيل و قال بل رفعوا رؤوس آل النبي علي الرماح و تركوا أجسادهم شابحه تسفي عليها الرمال، فهم ما بين قتيل يجري منه الصديد و أسير بالحديد، و امرأه تحن، و مرسض يئن، و سبايا كسبي العبيد، يقادون بالعنف الي يزيد كأنهم أساري بني الأصفر و ليسوا من ذريه النبي المطهر:



قليل لهذا الرزء تكوير شمسها

و ان تفطر السبع الشداد له قطرا



مصاب بكت منه السماء و أهلها

و أشقت به الشم الرعان علي المسري



و خطب جليل قليل حين حلوله

لدمع رسول الله من عينه أجري



لبيك بنو الاسلام طرا عليهم

كما بكت الآيات و المله الغرا



حملتهم الدنيا الدينه علي قتل العتره النبويه. و قد ورد في الخبر عن سادات البشر حبها من أعظم الأخطار الموجبه للسخط و دخول النار. و في الحديث القدسي: لو صلي عبدي صلاه أهل السماوات و أهل الأرضين و صام صيام أهل السماوات و أهل الأرضين و حج حجيج أهل السماوات و أهل الأرضين


و طوي عن أكل الطعام مثل الملائكه المقربين ثم أري في قلبه من حب الدنيا ذره أو من سمعتها أو من رئاستها أو من محمدتها أو من حليتها أو من زينتها أدني من ذره فانه لا يجاورني في دار كرامتي، و لأنزعن من قبله محبتي و ل؟ظلمن قلبه حتي ينسي ذكري حتي لا أذيقه رحمتي يوم القيامه. و في الخبر عن الصادق عليه السلام قال: اذا كان يوم القيامه يمر رسول الله بشفير جهنم و معه علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهم السلام فيراهم المختار و هو يومئذ في النار فينادي بصوت عال يا شفيع المذنبين أنقذني من النار فلم يجبه، فينادي يا علي أغثني من النار فلم يجبه، فينادي: يا حسن يا سيد شباب أهل الجنه أدركني فلم يجبه، فينادي: يا حسين يا سيد الشهداء أنا الذي قتلت أعداءك و أخذت لك بالنأر أنفذني من النار؛ فيقول النبي: يا حسين ان المختار قد احتج عليك بأخذ الثأر من أعدائك فأنقذه من النار، قال: فينتفض الحسين عليه السلام سريعا كالبرق الخاطف و يخرجه من النار و يغمسه في نهر الحيوان و يدخله الجنه مع الأخيار ببركه النبي المختار، فسئل الصادق يا بن رسول الله فلم أدخل المختار النار و هو من الأخيار و الشيعه الأبرار و أفضل الأنصار لأهل بيت النبي المختار؟ فقال عليه السلام: ان المختار كان يحب السلطنه و كان يحب الدنيا و زينتها و زخرفها و ان حب الدنيا رأس كل خطيئه لأن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: و الذي بعثني بالحق نبيا لو أن جبرائيل أو ميكائيل كان في قلبهما ذره من حب الدنيا لأكبهما الله علي وجوهمها في نار جهنم؛ فنزهوا أيها الاخوان أنفسكم عن الراكعون الي الدنيا و اياكم و طلب الرئاسه و اللعليا فانها دار لا يدوم فيها نعيم و لم يبق أحد من شرها سليم و كيف يرضي العاقل بالدنيا دار بعد آل الرسول و يلاله الطاهره البتول، هده و الله دار غدرت بمواليها فلا خير و الله فيها الا من اتخذ فيها الزاد ليوم المعاد، و لعمري لا عمل فيها أفضل من موالاه الآل الدافعه لتلك الأهوال يوم الحشر و المآل:



هم الساده الأطهار آل محمد

هم الدين و الدنيا لمن يتعقل



هم الطور و الأعراف و النور و الضحي

و ياسين و الأحقاف و المترمل



مهابط وحي الله في حجراتهم

و تبيان برهان الكتاب المنزل






فما مثلهم في الكون ان عد مفخر

أعد نظرا يا صاح ان كنت تعقل



خلت منهم أرض العقيق و عطلت

منازل آيات بها الوحي ينزل



منازل تنزيل بها الحزن قد ثوي

و مجلس أنس قد خلا منه نزل



حدا بهم حادي المنايا معجلا

و سارت بهم عنفا علي الابن نزل



أصابتهم أيدي المصائب فاغتدوا

أمائيل في الدنيا لمن يتمثل



فما منهم الا قتيل و هالك

بسم و مذبوح و ذاك مكبل



علي مثلهم فلبيك بالمدي المدي

و يذرف دمعا كالمسيل مسبل



روي عن علي بن عاصم الكوفي الأعمي قال: دخلت علي سيدي و مولاي الحسن العسكري عليه السلام فسلمت عليه فرد علي السلام و قال: كرحبا بك يا ابن عاصم اجلس مكانك هنيئا لك يا بن عاصم أتدري ما تحت قدميك؟ فقلت: يا مولاي اني أري تحت قدمي هذا البساط كرم الله وجه صاحبه؛ فقال لي يا بن عاصم اعلم أنك علي بساط جلس عليه كثير من النبيين و المرسلين، فقلت يا سيدي ليتني لا أفارقك ما دمت في دار الدنيا ثم قلت في قلبي ليتني أري هذا البساط، فعلم الامام ما في ضميري فقال أدن مني فدنوت منه فمسح يده علي وجهي فصرت باذن الله، ثم قال لي: هذا قدم أبينا آدم و هذا أثر هابيل و هذا أثر شيث و هذا أثر ادريس و هذا أثر هود و هذا أثر صالح و هذا أثر لقمان و هذا أثر ابراهيم و هذا أثر لوط و هذا أثر شعيب و هذا أثر موسي و هذا أثر داود و هذا أثر سليمان و هذا أثر الخضر و هذا أثر دانيال و هذا أثر ذي القرنين الاسكندر و هذا أثر عدنان و هذا أثر جدي علي بن أبي طالب، قال علي بن عاصم فأوهيت علي الأقدام كلها و قلبتها و قبلت يد الامام العسكري عليه السلام و قلت له: يا سيدي اني عاجزا عن نصرتكم بيدي و ليس أملك غير موالاتكم و البراءه من أعدائكم و اللعن لهم في خلوتي فكيف حالي يا سيدي؟ فقال حدثني أبي عن جدي عن رسول الله قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت و لعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته الي جميع الملائكه فكلما لعن أحدكم أعداءنا ساعدته الملائكه و لعنوا من لا يلعنهم، فاذا بلغ صوته الي الملائكه استغفروا له


و أثنوا عليه و قالوا: اللهم صل علي روح عبدك هذا الذي بذل في نصره أوليائه جهده و لو قدر علي أكثر من ذلك لفعل فاذا النداء من قبل الله تعالي يقول: يا ملائكتي اني قد أجبب دعاءكم في عبدي هذا و سمعت نداءكم و صليت علي روحه مع أرواح الأبرار و جعلته من المصطفين الأخيار. و كذلك قال علي بن أبي طالب عليه السلام لأصحابه الذين كانوا معه لما غصبت الخلافه منه حيث قال: يا أصحابي الزموا بيوتكم و اصبروا علي البلاء و لا تحركوا بأيديكم و سيوفكم و أهواء ألسنتكم و لا تستعجلوا بما يعجله الله لكم فانه من مات منكم علي فراشه و هو علي معرفه من حق ربه و حق نبيه و حق آل نبيه كان كمن مات شهعيدا أو أجره علي الله و استوجب ثواب ما نوي من صالح عمله و قامت النيه مقام صلاته و جهاده بسيفه و يده و ان كل شي ء أجلا و انتهاء، فيا اخوتي لله در الشيعه المخلصين و الاتباع المتقين و أهل الولايه أجمعين الذين بذلوا قلوبهم في المحبه و ايتعملوها في الموده و المسبه. روي في الخبر عن سيد البشر صلي الله عليه و آله و سلم أنه كان يقول للحسن و الحسين: أنتما زينه عرش الرحمن أنتما اللؤلؤه و المرجان فقيل له: يا رسول الله و كيف ذلك و كيف يكونان تزيين عرش الرحمن؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم اذا كان يوم القيامه يزين عرش رب العالمين بكل زينه ثم يؤتي بمنبرين من نور كل منبر طوله مائه ميل فيوضع أحدهما عن يمين العرش و الآخر عن يسار العرش، ثم يؤتي بالحسن و الحسين عليهما السلام فيقف الحسن علي أحدهما و الحسين علي الآخر يزين الرب تبارك و تعالي بهما عرشه كما تزين المرأه قرطاها ثم قال صلي الله عليه و آله و سلم: و يوضع يوم القيامه منابر تحت العرش لشيعتي و لشيعه أهل بيتي المخلصين في ولايتنا؛ فيقول الله عزوجل هلموا يا عبادي الي لأنشر عليكم كرامتي فقد أوذيتم في دار الدنيا، و قال أيضا صلي الله عليه و آله و سلم: أنا الشجره و فاطمه فرعها و علي لقاحها و الحسن و الحسين ثمرها و شيعتنا أهل البيت أوراقها قد أفلح من تمسك بهذه الشجره. و في الخبر أيضا عنه عليه السلام أنه قال: يدخل الجنه من أمتي سبعون ألفا بلا حساب عليهم و لا عذاب يصل اليهم، ثم التفت الي علي عليه السلام فقال شيعتك هم أنت امامهم، و عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اذا بلغت نفس المؤمن الحنجره و أهوي ملك الموت بيده اليها يري قره عين يقال له أنظر عن يمينك فيري رسول الله


و عليا و فاطمه و الحسن و الحسين فيقولون له: الينا الي الجنه و الله لو بلغت روح عدونا الي صدره و أهوي ملك الموت بيده اليها لا بد أن يقال أنظر عن يسارك فيري منكرا و نكيرا يهددانه بالعذاب نعوذ بالله منه:



مناقبهم بين الوري مستنيره

لها غرر مجلوه و حجول



مناقب جلت أن يحاط بحصرها

نمتها فروع قد زكت و أصول



مناقب وحي الله أثبتها لهم

بما قام منه شاهد و دليل



مناقب من خلق النبي و خلقه

ظهرت فما يغتالهن أفول



أمولاي آمالي تؤمل نصركم

و قلبي اليكم بالولاء يميل



و قد طال عمر الصبر في أخذ ثاركم

كما آن للظلم المقيم رحيل



متي يشتفي حر الغليل و يشتفي

فؤاد بآلام المثاب عليل



و يجبر هذا الكسر في ظل دوله

لها النصر جند و الأمان دليل



هنالك يضحي دين آل محمد

عزيزا و يمسي الكفر و هو ذليل



و يطوي بساط الحزن بعد كآبه

و تنشر نشرا للهناء ذيول



فيا آل طه الطاهرين رجوتكم

ليوم به فصل الخطاب طويل



أقيلوا اعثاري يوم فقري و فاقتي

فظهري بأعباء الذنوب ثقيل



فيا اخواني: دعوا التشاغل عنكم بالأهل و الأوطان و الأتراب و الأخدان تفكروا فيما أثاب سادات الزمان الذين تم لكم بهم الايمان و استحققتهم بموالاتهم دخول الجنان و رضاء الرحمن، فعلي الأطائب من أهل بيت الرسول فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون، أو لا تكونون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان و تتابعت عليه الأشجان فنظم و قال فيهم: