القصيدة للشيخ مفلح الصيمري
الي كم مصابيح الدجي ليس تطلع
و حتام غيم الجو لا يتقشع
لقد طبق الآفاق شرقا و غربها
فلا ينجلي آنا و لا يتقطع
و أمطر في كل البلاد صواعقا
و هبت له ريح من الشر زغزع
فلم ينج منهم غير من باع دينه
و قال بما يرضي الضلوع و يقنع
و لا عز الا من أتي بنميمه
و لا ذل الا مؤون متورع
منازل أهل الجور في كل بلده
عمار و أهل العدل في تلك بلقع
يقولون في أرض العراق مشعشع
و هل بقعه الا و فيها مشعشع
فلا فرق الا عجزهم و اقتداره
و ظلمهم فيما يطيقون اشنع
لقد صاقت الآفاق و ارتق الفضا
فليس لأهل الدين في الأرض موضع
فهل عامر في الأرض بل أو مفازه
و ليس لها في الظلم جمع مجمع
و ما سن فيها الظلم الا عصابه
تقول علي آل النبي تجمع
فأولهم نسل القحافي حبتر
لئيم له في اللؤم أصل و أوضع
و تابعه ابن الصهاكي أدلم
عتل زنيم فاجر متبدع
اذا كان منسوبا لسبع...
فهل عجب فيما يقول و يصنع
و تابعه في الظلم آل أميه
تواطوا علي ظلم الوي و أجمعوا
فلم يتركوا للدين أصلا يقله
و لم يتركوا فرعا له يتفرع
و قادوا عليا في حمائل سيفه
و كسر أسيافا لقوم و أضلع
كسيف زيبر ثم ضلع ابن ياسر
و ضلع ابن مسعود و للصحف قطع
اذا فعلوا هذا بأصحاب أحمد
و قالوا لنا ان الصحابه أجمعوا
علي حبتر ثم ارتضوه أميرهم
فهل عاقل يرضي بهذا و يقنع
و فاطمه الزهراء حازوا تراثها
عنادا فجاءت حبترا تتشفع
فقال أبوك المصطفي قال معلنا
بأن أولي القربي من الارث يمنعوا
فقالت فهاتوا نحلتي و عطيتي
فقالوا لها هل شاهد لك يسمع
فقالت شهودي أذهب الرجس عنه
لهم آيه التطهير ما فيه مدفع
هم حيدر و ابناه مع أم أيمن
فهل لك في رد الشهاده مطمع
فقال لها ظلما و كفرا و قسوه
فلسنا بقول البعل و الابن نقنع
فلما رأت تصميمه في ضلاله
و ليس عن العصيان أو الظلم يقلع
فقامت و أنت عند ذلك أنه
يكاد لها صم الصفا يتصدع
و تابعت الزفرات و النوح و البكا
الي أن قضت لم يرق للطهر مدمع
فيا عجبا من رده لشهودها
و قول أناس ليس في الكفر تطمع
ألم يفقهوا أقواله و فعاله
ألم ينظروا يا ويلهم ثم يسمعوا
فهل رد الا من نفي الرجس عنهم
ورد الذي قد جاء بالوحي يصدع
يزكي اله العالمين و أحمد
أناسا و يأتي نغل تيم و يمنع
فتبا لها من أمه ضل سعيها
توالي كفرا بالاله و تتبع
و أعظم من كل الرزايا رزيه
مصارع يوم الطف أدهي و اشنغ
بها لبس الدين الحنيفي خلعه
من الذل لا تبلي و لا تتقطع
فما أنس لا أنس الحسين و رهطه
و عترته بالطف ظلما تصرع
و لم أنسه و الشمر من فوق رأسه
يشهم صدرا و هو للعلم مجمع
و لم أنس مظلوما ذبيحا من القنا
و قد كان نور الله في الأرض يلمع
يقبله الهادي النبي بنحره
و موضع تقبيل النبي يقطع
اذا حز عضو منه نادي بجده
و شمر علي تصميمه ليس يرجع
و ميز عنه الر.س ظلما و قسوه
و لا عينه تندو و لا القلب يخشع
تزلزلت الأفلاك من كل جانب
تكاد السما تنقض و الأرض تقلع
و عرج جبرائيل ينوح بحرقه
و يشجي أملاك السما و يفجع
و ضبحت أملاك السماء و تناوحت
طيور الفلا و الوحش و الجن أجمع
و جئن كريمات الرسول حواسرا
و لم يبق جيب لا يشق و يرقع
تقبل جثمان الحسين سكينه
و شمر لها بالسوط ضربا يقنع
فيؤلمها السيلط فتلتجلي
لعمتها من حيث بالضرب توجع
تقول له يا شمر ويحك خلها
اذا كان بالتقبيل ترضي و تقنع
و ترفع صوتا أم كلثوم بالبكا
و تشكو الي الله العلي و تضرع
و تندب من عظم الرزيه جدها
فلو جدنا ينظر الينا و يسمع
أيا جدنا نشكو اليك أميه
فقد بالغوا في ظلمنا و تبدعوا
أيا جدنا لو أن رأيت مصابنا
لكنت تري أمرا الصخر يصدع
أيا جدنا هذا الحسين معفرا
علي الترب محزوز الوريدين مقطع
فجثمانه تحت الخيول و رأسه
عنادا بأطراف الأسنه برقع
أيا جدنا لم يتركوا من رجالنا
كبيرا و لا طفلا علي الثدي يرضع
أيا جدنا لم يتركوا لنسائنا
خمارا و لا ثوبا و لم يبق برقع
أيا جدنا سرنا عرايا حواسرا
كأنا سبايا الروم بل نحن أوضع
أيا جدنا لو أن ترانا أذله
أساري الي أعدائنا نتضرع
أيا جدنا شمر يبز قناعنا
و يضربنا ضرب الاماء و يوجع
أيا جدنا زين العباد مكبل
عليل سقيم مدنف متوجع
اذا كما رآنا حاسرات بلا غطا
تكاد الحشا تنفت و الروح تنزع
فيصرف عنا الوجه من غير بغضه
و يرنو الي الرأس الحسين فيجزع
فما فعلت عاد كفعل أميه
و لكنهم آثار قوم تتبع
فما قتل السبط الشهيد و رهطه
سوي أصلوا للظلم و القوم فرعوا
ألا لعن الله الذين توازروا
علي ظلم آل المصطفي و تجمعوا
أيا سادتي يا آل بيت محمد
بكم مفلح مستعصم متمنع
و أنتم ملاذي عند كل كريهه
و أنتم له حصن منيع و مفزع
اذا كنتم درعي و رمحي و منصلي
فلا اختشي بأسا و لا أتروع
بكم أتقي هول المهمات في الدنا
و أهوال روعات القيامه أدفع
فدونكموها من محب و مبغض
له كبد حري و قلب مفجع
و لا طاقتي الا المدائح و الهجا
و ليس بهذا عله القلب تنفع
ألا ساعه فيها أجرد صارما
و أضرب هام القوم حتي يصرع
فحينئذ يشفي الفؤاد و حزنه
مقيم و لو لم يبق للقوم موضع
فكبف و لو بالحر قسنا جميعهم
لزاد عليهم للرياحي اصبع
أيا سادتي يا آل بيت محمد
و يا من بهم يعطي الاله و يمنع
ألا فاقبلوا من عبدكم و محبكم
قليلا فان الحر يرضي و يقنع
فان كان تقصير بما قد أتيته
فساحه غدري يا موالي مهيع
فلست بقوال و لست بشاعر
و لكن من فرط الأسي أتولع