القصيدة للشيخ مفلح الصيمري
أعد لك يا هذا الزمان محرم
أم الجور مفروض عليك محتم
أم أنت ملوم و الجدود لئيمه
فلم ترع الا للذي هو الأم
فشأنك تعظيم الأراذل دائما
و عرنين أرباب الفصاحه ترغم
اذا زاد فضل المرء زاد امتحانه
و ترعي لمن لا فضل فيه و ترحم
اذا اجتمع المعروف والدين و التقي
لشخص رماه الدهر و هو مصمم
و كم جامع أسباب كل رذيله
و ليس لما قد قال أو قيل هم
فضحي و قد ألقي الزمان جراءه
لديه فيقضي ما يشاء و يحكم
و ذاك لأن الدين و العلم و الندي
له معدن أهلوه يؤخذ عنهم
فمعدنه آل النبي محمد
و خيرهم صنو النبي الأعظم
فأقبلت الدنيا عليه بزينه
و ألقت اليهم نفيها و هي تبسم
فاعرض عنها كارها لنعيمها
و قابلها منه الطلاق المحرم
فمالت الي أهل الرذائل و الخنا
و أومت اليهم أيها القوم أقدموا
فجاءوا اليها يهرعون فأقبلت
عليهم و قالت فاسمعوا ثم افهموا
صداقي عليكم ظلم آل محمد
و شيعتهم أهل الفضائل منهم
فقالوا رضينا بالصداق و أسرجوا
علي حربهم خيل الضلال و أاجموا
و شنوا بها الغارات من كل جانب
و خصوا بها آل النبي و صمموا
أزالوهم بالقهر عن ارث جدهم
عنادا و ما شاءوا أحوا و حرموا
و قادوا عليا في حمائل سيفه
و عمار دقوا ضلعه و تهجموا
علي بيت بنت المصطفي و امامهم
ينادي ألا في بيتها النار أضرموا
و تغصب ميراث النبي محمد
و توجع ضربا بالسياط و تلطم
و أعظم من كل الرزايا رزيه
مصارع يوم الطف أدهي و أعظم
فما أحدث الأيام من يوم أنشئت
و لا حادث فيها الي يوم تعدم
بأعظم منها في الزمان رزيه
يقام لها حتي القيامه مأتم
و لم أنس سبط المصطفي و هو ظامي
يذاد عن الماء المباح و يحرم
و قد صرعت أنصاره و هو مفرد
ينادي ألا هل راحم يترحم
ألسنا أولي القربي الذي أجبت لنا
مودتنا آي الكتاب عليكم
ألسنا آل النبي محمد
يصلي عليهم دائما و يسلم
تموت عطاشي آل بيت محمد
و يشرب هذا الماء ترك و ديلم
أهذا الذي أصي النبي بآله
ألم تسمهوا أم ليس في القوم مسلم
فقالوا له ان شئت ترجع سالنا
و تسقي من الماء الزلال و تطعم
فبايع طوعا للأمير مسالما
و الا فحد السيف فيك محكم
فقال لهم لا تزعمون بأنني
أبايع رهبا خيفه الموت فاعلموا
و ما هي الا ياعه ثم ألتقي
بجدي و أحظي بالجنان و أنعم
و يجمعنا يوم القيامه معشر
و أقبل فيه شاكيا أتظلم
فخصمون فيه النبي و حيدر
و فاطمه و السجن فيها جهنم
أها تخصمون المصطفي و ابن عمه
و فاطمه لم ذلك اليوم تخصموا
فما زادهم ما قال الا تجبرا
و صاح ابن سعد عجلوا و تهجموا
فمالوا عليه بالسيوف و بالقنا
فبارزهم و هو الهزبر الغشمشم
و حكم فيهم سمهريا مقوما
و أبيض لا ينبوا و لا يتثلم
وصال عليهم صوله علويه
فكانوا كضأن صال فيهم ضيغم
فصاروا عرينا كلما فر فوقه
و مال الي الأخري ففي الحال تهزم
فنادي ابن سعد بالرماه ألا أقصدوا
اليه جميعا بالسهام و يمموا
ففوق كل سهمه و هو مغرق
من النزع نحو السبط و هو مصمم
فصادته في النحر سهم مصرد
له شعب قعب المنيه تعلم
فخر طريحا في التراب معفرا
يعالج نزع السهم و السهم محكم
و يأخذ من دم الوريد بكفه
و يرمي به نحو السما يتظلم
فنادي ابن سعد من يجي ء برأسه
فسار اليه الشمر لا بتبرم
و أضجعه فوق التراب مهفرا
ينادي أيا جداه هل أنت تعلم
بأني صريع في التراب مجدلا
أو ينحر نحري و الضلوع تحطم
فقال له من أنت يا ذا ألا انتمي
فانك أقسي كل قلب و أجرم
فقال هو أنا الشمر الضبابي راجيا
بقتلك أن أحبي عظيما و أكرم
فقال له ان الحبي عند والدي
و جدي و أمي في القيامه أعظم
فما زاد قلب الرجس الا قساوه
و ميز عنه الرأس لا يترحم
تكاد السماوات الشداد لقتله
تفطرن و الأرضون تخسف فيهم
و كور أنوار النجوم جميعهنا
و أمطرت الدم السماء عليهم
و بادر ينعاه الحصان مسارعا
الي خيم النسوان و هو يحمحم
فلما رأين المهر و السرج خاليا
خرجن و كل حاسر و هي تلطم
و نادين هذا اليوم مات محمد
و مات علي و الزكي و فاطم
فهذا الذي أبقي لنا الدهر بعدهم
نصان به من كل سوء و نعصم
و هذا الذي كنا نعيش يظله
يلوذ به طفل رضيع وايم
و هذا هو الحصن الذي كان محصنا
لنا من صروف الدهر فهو مهدم
فهذا حسين في التراب نجدلا
و نحن سبايا نستباح و نغنم
فشن عليهم ابن سعد بغاره
و نادي مباح ما حواه المخيم
و صرن بأيدي المجرمين غنيمه
و تسلب كل ما عليها و تلطم
فيا لك من يوم به الكفر ناطق
و دين الهدي أعمي أصم و أبكم
فوالله ما أدري الحسين و رهطه
و صيرهم فيئا يحاز و يقسم
سوي حبتر ثم الدلام و نعثل
لأنهم في كل ظل تقدموا
و تلك التي جاءت تقود عساكرا
علي جمل يحدوا بها المترنم
و خالفت القرآن ثم تبرجت
تبرج أهل الجهل بل هي أعظم
لنفرق شمل الدين بعد اجتماعه
و تنقض ما قد أبرموه و أحكموا
أبوا يولي الدبر في كل موقف
و ابنته عند اللقاء تتقدم
ألا لعن الله المهيمن حبترا
و ابنته تعداد ما الله يعلم
و بعدهما فالعن دلاما و نعثلا
و هندا و نغليها و من مال معهم
و العن مروانا و آل أميه
كذلك معي العاص فهو المزنم
و لا تنسي أبا موسي و ضاعف لعنه
و من قد رضي في أنه يتحكم
برئت الي الرحمن ثم محمد
و حيدره و ابنيه و الأم منهم
و من دان في أقوالهم و أفعالهم
و من كل شيعي ففي اللعن عنهم
فلعنهم للدين أصل مؤصل
و دين بلا أصل فذاك مهدم
أيا سادتي يا آل بيت محمد
بكم مفلح مستعصم متلزم
فأنتم له حصن منيع و جنه
و عروته الوثقي بداريه أنتم
ألا فاقبلوا من عبدكم ما اسنطاعه
فعبدكم عبد مقل و معدم
فأنتم مما قلت أو قال قائل
من الناس طرايا موالي أعظم