بازگشت

شعر للخليعي






ألا من يدعي الايمان فأبذل

حنينا باحتراق و اكتئاب



و عزي المرتضي في السبط و أذرف

من الأجفان دمعا ذا انسكاب



و قل لو أن عينك عاينته

طعينا في ثري الرمضاء كأبي



و لو عاينت تستجير

الطغاه و تختفي بين الشعاب



صفيت القلب من أرجاس قوم

و مكنت الحسام من الرقاب



فيا رب السماء اليك نشكو

من الفجار نسل بني كلاب



روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم لما مرض مرض الموت اتفق يوما كان رأسه في حجر أم الفضل امرأه العباس فاستعرب أم الفضل و بكت و قطرت دموعها علي خد رسول الله فقال لها: ما يبكيك يا أم الفضل؟ قالت بأبي أنت و أمي يا رسول الله انك نعيت لنا نفسك فقلت قال الله تعالي: (انك ميت و انهم ميتون) فان كان هذا الأمر فينا فبينه لنا و ان كان في غيرنا فأوص بنا فقال صلي الله عليه و آله و سلم: ابعثي الي ابني الحسن و الحسين ففعلت فلما أقبلا استدناهما الي صدره و وضع خد أحدهما علي خده الأيمن و خد الآخر علي خده الآخر ثم استعبر فبكي و بكي من كان حاضرا و صاحت فاطمه و قالت شعرا:



و أبيض يستسقي الغام بوجهه

ثمال اليتامي عصمه للأرامل



فقال رسول الله: يا فاطمه هذا قول عمك ولكن قولي: (و ما محمد الا رسول الله قد خلت من قبله الرسل أفان مان أو قتل أنقلبتم علي أعقابكم) أنتم المقهورون بعدي المستضعفون فمن صبر منكم و احتسب في دار البوار كان له الدائم الباقي في دار القرار (و الآخره خير و ابقي) قالت أم الفضل: يا رسول الله الي من نفرع بعدك؟ قال الي أخي و وصيي و خليفتي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب فلما اشتد الأمر برسول الله خلا بعلي عليه السلام يوم الاثنين و قال لعائشه: و سائر نسائه و أصحابه و أهل بيته هذا يوم لا يجتمع فيه عندي غير عترتي أهل بيتي علي و فاطمه و الحسن و الحسين فانهم شركائي في ديني و دقيق أموري و جليلها فكان علي عليه السلام عند رأسه و يده اليمني علي ذقنه و فاطمه من الجانب الآخر


و الحسن و الحسين الي جانبهما ثم أن عليا غمض رول الله فلما مات النبي صلي الله عليه و آله و سلم سمع هاتف من ناحيه البيت يتلو (كل نفس ذائقه الموت و انما توفون أجودكم يوم القيامه فمن زحزح عن النار و ادخل الجنه فقد فاز و م الحياه الدنيا الا متاع الغرور) لنبلون آل محمد في أموالكم و أنفسكم و لتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قلبكم و من الذين أشركوا أذي كثيرا - في الله خلف من كل هالك و درك من كل فائت و عز كل مصيبه ألا أن المحروم من حرم ثوابه و المغبون من غير دينه و المصائب من ذهب يقينه، فيا اخواني: اذا رجعنا الي أنفسنا و تركناه عباده الهوي و متابعه من ضل و غوي أتري تكون فاطمه عليها السلام راضيه حين عصرها خالد بن الوليد فأسقطت محسنا و ضربها قنفذ مولي أبي بكر فأثر فيها الضرب أفتراها تكون راضيه حين سحب زوجها و ابن عمها و أبو السبطين؟ أفتري منع ارثها و تكذيب شهودها علي دعواها، ترضاها أتراها لو شاهدت عساكر بني أميه و قد استداروا علي ولدها الحسين عليه السلام يريدون قتله و يكيدونه بالعطش و يمنعونه شرب الماء المباح و يرشقونه بالنبال حتي خرقوا جلدته و يضربونه بالسيوف حتي رويت الأرض من دمه و يطعنونه بالرماح حتي خر الي الأرض مجدلا و أحروا السكاكين علي أوداجه و رقبته حتي فصلوا رأسه عن بدنه و سلخوا جلد وجهه و ألقوا عظامه و جسده أشلاء للطير و الوحش و قتلوا أهله و رجاله و نهبوا حرمه تتبعوا شيعته قتلا و تمثيلا، فهل تكون راضيه بذلك أم غضبانه؟ و اذا كانت غضبانه أيكون الله عزوجل غضبانا أم يكون هذا كله في رضا الأول و الثاني و الثالث و معاويه هينا عند الله؟ كلا و لكن راجعون علي الأعقاب القهقري (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) فعلي الأطائب من أهل بيت الرسول فليبك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان و تتابعت عليه الأشجان فنظم و قال فيهم: