بازگشت

الباب 1


أيها الأمناء الصالحون و الأتقياء الثادقون اعلموا: أن الله تعالي جعل أعمار العباد مضمار السابق الي دار السلام، فيا خيبه من أفني عمره فيما ليس له بل عليه و يا حسرته اذا جاء الأجل و وافي اليه (حتي اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمه هو قائلها و من وارئهم برزخ الي يوم يبعثون) لا سيما اذا كان الخصم في يوم المعاد رسول الله الشاهد علي العباد، فيا ليت علمي ماذا هناك الظالم لعتره الرسول جهدوا في اطفاء نور خاتم النبيين و محوا ذريته من بين العالمين و منعوهم من الأخماس التي جعلها الله تعالي لهم عوضا عن أوساخ الناس و انتزعوا ما انتحلهم الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و لم يرقبوا ربهم و لم يلتفتوا اليه حتي أذاقوهم حر السيوف و مرارات الحتوف فهم ما بين قتيل مرمل بدمائه و مشرد عن أوطانه و أحبائه أو طريح ملقي بالعراء يود أنه يكون تحت طباق الثري الثري لا يري، أهكذا أمرهم الرحمن؟ أم علي هذا دلهم الرسول والديان:



الفي ء منقسم لغيرهم

و أكفهم من فيئهم صفر



المال حل للعصات و يحرمه

الكرام الساده الغر



و الناس في أمن و ليس لهم

عن طارق يغشاهم حذر






و يكاد من خوف و من فزع

بهم يضيق البر و البحر



حال تسود ذوي النهي و بها

يستبشر المتجاهل العمر



روي عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: لما ولي أبوبكر بن أبي قحافه قال له عمر: ان الناس عبيد هذه الدنيا لا يريدون غيرها فامنع عن علي و أهل بيته الخمس و الفي ء و ايثارا لها و محاباه عليها ففعل أبوبكر ذلك و أضرب عنهم جميع ذلك فلما أقام مناديه من كان له عند رسول الله دين أو عده فليأتي حتي أقضيه قال علي لفاطمه عليها السلام: سيري الي أبي بكر و ذكريه فسارت فاطمه اليه و ذكرت له فدكا مع الخمس و الفي ء فقال لها: هاتي بينه يا بنت رسول الله! فقالت: أما فدك فان الله أنزل علي نبيه قرآنا يأمره بأن يعطيني و ولدي حقي قال الله تعالي: (فآت ذا القربي حقه) فكنت أنا و ولدي أقرب الخلائق الي رسول الله فنحلني و ولدي خاصه فدكا تلا جبرائيل (و المسكين و ابن السبيل) قال رسول الله: أين حق المسكين و ابن السبيل؛ فأنزل الله تعالي: (و اعلموا انما غنمتم من شي ء فان الله خمسه و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل) فقسم الله الخمس سته أقسام فقال: (و ما أفاء الله علي رسوله من أهل القري فلله و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل) كي لا يكون دوله بين الأغنياء منكم فما لله و ما لرسول الله فهو لذي القربي و قد قال الله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا الموده في القربي) فنظر أبوبكر الي عمر و قال له: ما تقول؟ فقال عمر: فأري الخمس و الفي ء كله لكم و لمواليكم و أشياعكم فقالت فاطمه عليها السلام: أما فدك فقد أوجبه الله لي و لولدي من دون موالينا و شيعتنا و أما الخمس فقسمه الله لنا و لموالينا و شيعتنا كما تقرأ في كتاب الله تعالي، قال عمر: فما لسائر المهاجرين و الأنصار و التابعين باحسان؟ فقالت فاطمه ان كانوا من موالينا و أشياعنا فلهم ما لنا و عليهم ما علينا و ان لم يكونوا من أشياعنا فلهم الصدقات التي أوجبها الله في كتابه فقال: (انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفه قلوبهم و في الرقاب) «الآيه». فقال عمر: فدك خاصه و الخمس و الفي ء لكم و لأوليائكم ما أحسب


أصحب محمد يرضون بهذا، فقالت فاطمه: ان الله تعالي رضي بذلك و رسوله رضي له و قسمه علي الموالاه و المتابعه لا علي المعاداه و المخادعه و من عادانا فقد عادا الله من خالفنا فقد خاف الله و من خاف الله فقد استوجب من الله العذاب الأليم و العقاب الشديد في الدنيا و الآخره فقال عمر هاتي بينه علي ما تدعين فقالت فاطمه: قد صدقتم جابربن عبدالله و جريرا ذكرا أمرا هينا و أنت تدعين أمرا و بينتي في كتاب الله، فقال عمر ان جابرا و جرير ذكرا أمرا هينا و أنت تدعين أمرا عظيما تقع به الرده من المهاجرين و الأنصار؛ فقالت عليها السلام: ان المهاجرين برسول الله و أهل بيت رسول الله هاجروا الي دينه و الأنصار بالايمان بالله و برسوله و بذي القربي أحسنوا فلا هجره الا الينا و لا نصره الا لنا و لا أتباع باحسان الا لنا و من ارتد عنا فالي الجاهليه، فقال لها عمر دعينا من أباطيلك و احضرينا بنت عميس و كانت يؤمئذ تحت أبي بكر و كانت من قبل زوجه جعفر بن أبي طالب فشهدوا لها بجميع ما قالت، فرد عمر شهاده الجميع! و قال كل هؤلاء يجرون النفع الي أنفسهم! فقال له علي: أما فاطمه فبضعه رسول الله و من آذاها فقد آذي رسول الله و من كذبها فقد كذب رسول الله و أما الحسن و الحسين فابنا رسول الله و سيدا شباب أهل الجنه من كذبهما فقد كذب رسول الله اذا كان أهل الجنه صادقين؛ و أما أنا فقد قال رسول الله: أنت مني و أنا منك و أنت أخي في الدنيا و الآخره و الراد عليك كالراد علي من أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني؛ و أما أم أيمن فقد قال رسول الله: أنت مني و أنا منك و أنت أخي في الدنيا و الآخره و الراد عليك كالراد علي من أطاعك فقد أطاني و من عصاك فقد عصاني؛ و أما أم أيمن فقد شهد لها النبي بالجنه و دعا لأسماء بنت عميس و ذريتها، فقال عمر: أنتم كما وصفتم به أنفسكم و لكن شهاده الجار الي نفسه لا تقبل، فقال علي عليه السلام اذا كنا بحيث تعرفون و لا تنكرون شهادتنا لأنفسنا لا تقبل و شهاده رسول الله لا تقبل فانا لله و انا اليه راجعون اذا دعينا لأنفسنا سئلنا البينه أفما من معيم يعين؟ و قد وثبتم علي سلطان الله و سلطان رسوله فأخرجتموه من بيته الي بيت غيره من غير بينه و لا حجه (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) ثم قال لفاطمه: انصرفي حتي يحكم الله بيننا و هو خير الحاكمين، قال المفضل بن عمر: قال مولاي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: كل ظلامه حدثت في الاسلام


أو تحدث و كل دم مسفوك حرام أو منكر مشهور و أمر غير محمود فوزره في أعناقهما و أعناق من شايعهما و تابعهما و أعانهما و رضي و لايتهما الي يوم تقوم الساعه. و عن الحارث البصري قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فجلست عنده فاذا نجبه قد استأذن عليه فأذن له فدخل فجثي علي ركبتيه ثم قال: جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسأله ما أريد بها الا فكاك رقبتي من النار، فكأنه رق له فاستوي جالسا فقال: جعلت فداك ما تقول في فلان و فلان 7 فقال يا نجبه لنا الخمس في كتاب الله لنا و الأنفال و لنا صفو المال، هما و الله أول من ظلمنا حقنا في كتاب الله و أول من حمل الناس علي رقابنا و دماؤنا في أعناقهما الي يوم القيامه بظلمنا أهل البيت، فقال نجبه: انا لله و انا اليه راجعون (ثلاث مرات) هلكنا و رب الكعبه فرفع فخذه عن اوساده و استقبل القبله و دعا لدعاء فلم أفهم منه شيئا الا انا سمعنا في آخر دعائه و هو يقول: اللهم انا احللنا ذلك لشيعتنا، قال: ثم أقبل الينا بوجهه و قال: يا نجبه ما علي فطره ابراهيم غيرنا و غير شيعتنا. فيا اخواني هل يجب الاقتداء في الدين بالذين اتخذوا دينهم لهوا و غرتهم الدنيا و قنعوا بعاجلها و رضوا برئاستها و بما نالوه من حطامها و جلسوا غير مجالسهم و وردا مشاربهم و نازعوا الأمر مستحقيه و لوا في الدين الله بالرأي و حكموا بغير ما أنزل الله فاتبعهم في المآكل و المشارب و المناكح و من أبدع في الفجور و شرب الخمور، و عبث بالمردان بخلاف ما أمر الرحمن، و التواريخ و الكتب تنطق بأعمالهم فهل هؤلاء أئمه الدين أم علي و أولاده المعصومون المأمونون علي سر الله المحتجون بغيبته المستسرون بدينه المعلنون به الواصفون لعظمته للمتزهون عن معاصيه الداعون الي سبيله السابقون في علمه المجاهدون في طاعه تلامذه الرسول في المنقول و المعقول أهل العلوم و الأذكار نقله الأسرار، حمله الكتاب أولوا الأباب الذين حفظوا في جوارحم من العبث و نفوسهم من الوعث الزهاد العباد الأتقياء الأمجاد. فيا اخواني أي الفريقين علي الحق و أولي بالأمر و أحق و لكن الشمس تطمس أعين الخفاش و الحق مضر باستماع الأوباش (و يلعم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون):