بازگشت

القصيدة للشيخ علي بن عبدالحميد






أيحسن من بعد الفراق سرور

و كيف و عيشي بعد ذاك مرير



تنكرت الأيام من بعد بعدهم

فعيني عبري و الفؤاد كسير



علي لذه العيش الحشاء و ه تري

يلذذ مكروب الفؤاد أسير



يقول عذولي أين صبرك اننا

عهدناك لا تخشي و أنت صبور



تروح عليك النائبات و تغتدي

و ما أنت مما يعتريك ضجور






اذا ما عري الخطب المهول و أصحبت

له نوب أمواجهن تمور



لبست له الصبر الجميل ذريعه

فقلبك مرتاح و أنت قرير



فأي مصاب هد ركنك وقعه

فقلبك فيه حرفه و زفير



لحي الله عذالي أما علموا الذي

عراني و مما الدمع ظل يفور



أعاذل خل اللوم عني فانه

أصابك اثم لو علمت كبير



أتنسي مصاب السبط نفسي له افدا

مصاب له قتل النفوس حقير



أبي الذل لما حالوا منه بيعه

و ان حسينا بالاباء جدير



وراح الي البيت الحرام يؤمه

بعزم شديد ليس فيه تصوير



فجاءته كتب الغادرين بعهده

فأقدم الينا فالنصير كثير



فقدم من قبل القدوم بمسلم

فأسلمه العادون و هو كسير



فألقوه من فوق الجدار معفرا

له طيب جنات الخلود مصير



ووافاهم حتي أناخ بكربلا

علي أنهم عون له و نصير



فلما أتاه الحر بالخليل ضمرا

جياد علي أصواتهن شرور



فقال علينا أم لنا قال بل الي

قتالك يا بن الأكرمين نسير



فقال أما كاتبتموني و قلتم

الينا فها كل اليك يشير



فقالوا كذبنا كي يحط بك الردي

و نشفي بأخذ الثأر منك صدور



و جاء ابن سعد بالجيوش كأنها

عمام تفاديها صبا و دبور



فقال لهم يا عصبه الكفر انني

لعمري علي مر الزمان صبور



أما فاطم أمي أما حيدر أبي

و جعفر عمي في الجنان يطير



أما جدي الهادي أما أنا سبطه

أما بذوي القربي الي يشير



بأي اجترام أم بأي جنايه

أبحتم قتلي أن ذا لغور



فقالوا أطع حكم الأمير فاننا

الي أمره فيما يقول نصير



و الا فدع عنك الجدال و قم الي

القتال فان القول منك كثير



فلما رأي أن لا مناص من الردي

و ان مراد القوم منه كبير



فقال لأهليه و باقي صحبه

ألا ان لبثي فيكم ليسير



عليكم بهذا الليل فاستتروا به

و قوموا و جدوا في الظلام و سيروا






و يأخذ كل منكم يد واحد

م الآن و اخفوا في البلاد و غوروا



فما بغيه الأرجاس غيري و خالقي

علي كل شي ء يبتغيه قدير



فقالوا معاذ الله نسلمك للعدي

و تضفي علينا للحياه ستور



فأي حياه بعد فقدك نرتجي

و أي فؤاد يعتريه سرور



و لكن نقي عنك الردي بسيوفنا

لتحظي بنا دار النعيم و حور



فقال جزيتم كل خير فأنتم

لكل الوري يوم القيامه نور



فأصبح يدعو هل مغيث يغيثنا

فقل مجيبوه و عز نصير



و لم تبق الا عصبه علويه

لهم عزمات ما بهن قصور



و لما شبت نار الحروب و أضرمت

وقت نفسه هام لهم و نحور



و لم أنسه يوم الهياج كأنه

هزبر له وقع السيوف زئير



يكر عليهم و الحسام بكفه

فلم ير الا صارخ و عفير



وراح الي نحو الخيام مودعا

يهميهم بالقرآن حيث يسير



فقمن اليه الفاطميات حسرا

يفدينه و المعولات كثير



فقال استعينوا بالاله فانه

عليم بما يخفي العياد بصير



ألا لا تشققن تالجيوب و لا يري

لكن عويل ان ذاك غرور



ألم تعلمي يا أخت أن جميع من

علي الأرض كل اامماه يصير



عليك بزين العابدين فانه

امامك بل للمؤمنين أمير



أطيعي له ان قال مولي فانه

المطاع بأحكام الكتاب خيبر



علي بطفلي كي أودعه انني

عليه لعمري مشفق و حذير



فلما أقل الطفل يطلب لثمه

و من حوله خيل العداه تدور



رموه بسهم ظل منه معفرا

و ظل دم الأوداج منه يفور



فقال الهي أنت أعلم بالذي

لقيت و هذا في رضاك يسير



و شد عليهم شده علويه

تكاد لها الصم الصلاد تمور



فقاتلهم فردا وحيدا و اذا هم

ثلاثون ألفا دارع و حسير



يفرون كالمعزي اذا شد نحوهم

أبو أشبل عبل الذراع مبير



اذا ما سطا شاهدت هاما مفلقا

و أيد من الضرب الدراك تطير



بخط يخطي القنا في ظهورهم

خطوطا وقع السيوف سطور






اذا جرددت يوم الهياج سيوفه

فلا سيف الا و الرقاب حفير



رقا فوق أطباق الطباق و قد غدا

له فوق أملاك السماء سرير



له زجل كالرعد و البرق سيفه

فيمطرهم حتفا لهم فيبير



ذوابله شهب الشياطين كلما

دنا منه شيطان رمته شرور



فلما رأوا أن لا وصول الي الذي

يريدون و الأمر المراد خطير



تنادوا ألا بالنبل نيل مرادكم

و الا فخلوا عن لقاه و سيروا



فظلت بنو الزرقاء ترشق وجهه

بنبل له نحو الحسين دروروا



رموه بسهم طاح في وسط لبه

و آخر في نحر الحسين يفور



فخر صريعا لليدين مرمل

الترائب لا يلوي عليه نصير



و جاء سنان فارتقي فوق صدره

و ظل لأوداج الحسين يبير



و علا كريم السبط من فوق ذابل

كبدر مطل في البلاد يسير



فيا ذله الاسلام من بعد عزه

و يا لك رزء في الأنام خطير



و أي حياه بعد ذي الرزء يرتجي

و أي فؤاد يعتريه سرور



فيا عبرتي سحي و يا حرقتي ازدي

و يا نفس ذوبي فالمصاب كبير



علي طيب عيش لو صفا بعدك العفا

و ظلمه حزني لا أضاء لك نور



و مر جواد السبط يبدي صهيله

الي نعي مولاي الحسين يشير



فقمن اليه الفاطميات حسرا

يقلن ألا ويل لكم و ثبور



قتلتم حسينا ليت لا در فوقكم

سحاب هطول صوبهن درور



و راحوا الي سلب الفواطم جهره

و ظل علي في القيود أسير



و لم أنس بنت المرتضي زينبا و قد

رأته صريعا و الدماء تفور



فنادت بأعلي صوتها مستجيره

ألا هل لنا مما نراه مجير



أيا جد لو عاينت سبطك بالعرا

قتيلا بأرض الطف و هو عفير



أيا جد لو عاينتنا و رأيتنا

اساري الي نحو الشئام نسير



أخي يا أخي ما كان أسرع فرقتي

ألا أن دهري بالكرام عثور



حياري علي الأقتاب تبدوا وجوهها

و كان لعمري دونهن ستور



بناتك يا جداه تبدوا جسومها

و نسوه حرب دونهن قصور



ألسنا ذوي القربي أما حقنا علي

الأنام به نص الكتاب يشير






أما قلت يا جد احفظوهم فانهم

لكم عصم فيها الحياه و نور



فلو لم تقل هذا تري كان أمرنا

الي بعض ما قد صيروره يصير



فأبكت جميع الناس طرا بنوحا

لعمري كبير منهم و صغير



لقد هدموا الدين الحنيف بقتله

و ظل عمود الدين و هو كسير



و أني ليعرفوني اذا ما ذكرتهم

غرام تكاد النفس منه تطير



أفكر في هذا المصاب فأغتدي

كأني رغاء في الرغاء أغور



و قال أناس جل أن ير هالكا

و لكن لعيش راح و هو نظير



و ليس كما قالوا و لكن الهنا

ابتلاه لكي يلقاه و هو صبور



فيجزيه بالفضل العميم و جنه

النعيم و يجزي قاتليه سعير



أيا آل طه و الحواميم و النسا

و من بهم يرجو النجاه أسير



وعودكم دار الرضا و وعيدكم

سعير لها في الظالمين سعير



علي فتي عبدالحميد بمدحكم

طروب بكم يوم الحساب قرير



بحبكم يعلو علي قمم العلا

و أنتم له يوم القيامه نور



و من أنتم عون به في وجودكم

فمتن بأن يلقي الرسا و جدير



منحتكم مدحي رجاء شفاعه

لدي الحشر و الراجي لذاك كثير



خذوها قصيدا يخجل الشمس نورها

و يعجز عنها جرول و جرير



اذا نثرت بين الملأ بمديحكم

تضوع منها مندل و عبير



محرره قد زانها بث مدحكم

و ما شأنها عما يراد قصور



عليكم سلام الله ما لاح بارق

و ما غردت فوق الغصون طيور