بازگشت

القصيدة للسيد المرتضي






شغل الدموع عن الديار بكاؤها

لبكاء فاطمه علي أولادها



وا لهفتاه لعصبه علويه

تبعت أميه بعد ذل قيادها



الله سابقكم الي أرواحها

و كسبتم الآثام في أجسادها



ان قوضت تلك القباب فانها

خرت عماد الدين قبل عمادها



هي صفوه الله التي أحيي لها

و قضي أوامره الي أمجادها



تروي مناقب فضلها أعداؤها

أبدا فتسندها الي أضداد ها



يا فرقه ضاعت دماء محمد

و بينه بين يزيدها و زيادها



صفدت بمال الله ملأ أبناءه

ضرب الغرائب عدن بعد زيادها



ضربوا بسيف محمد أبناءه

ضرب الغرائب عدن بعد زيادها



يا يوم عاشوراء كم لك لوعه

تترقص الأحشاء في ايقادها



ما عدت الا عاد قلبي غله

حزني و لو بالغت في ايرادها



روي عن رسول الله أنه قال: بي أنذرتم ثم بعلي بن أبي طالب اهتديتم و قرأ: (انما أنت منذر و لكل قوم هاد) و بالحسن اعطيتم الاحسان و بالحسين تسعدون و به تشقون ألا و انما الحسين باب من أبواب الجنه من عانده حرم الله


عليه رائحه الجنه. و روي أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خرج مع أصحابه الي طعام دعوا له فتقدم رسول الله أمام القوم و الحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله أن يأخذه فطفق يفر ههنا مره و ههنا مره فجعل رسول الله أيضا يضاحكه حتي أخذه قال فوضع احدي يديه تحت فاه و الأخري تحت ذقنه فوضع فاه علي فيه فقبله، و قال: (حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، حسينا سبط من الأسباط):



حسب الذي قتل الحسين

من الخساره و الندامه



ان الشفيع لدي الاله

خصيمه يوم القيامه



ذكر أحمد بن أعثم الكوفي: أن الفرزدق الحسين و سلم عليه و دنا منه فقبل يده فقال له الحسين عليه السلام: من أين أقبلت يا أبا فراس؟ فقال: من الكوفه يا بن رسول الله، قال: فكيف خلفت أهل الكوفه؟ قال: خلفت قلوب الناس معك و سيوفهم مع بني أميه و القضاء ينزل من السماء و الله يفعل ما يشاء، فقال له الحسين: صدقت و بررت ان الأمر لله يفعل ما يشاء ربنا تبارك تعالي كل يوم هو في شأن فان نزل القضاء بما نحب فالحمد لله علي نعائمه و هو المستعان علي أداء الشكر و ان حال القضاء دون الرجاء فلن تبعد من الحق بليه، فقال له الفرزدق: يا بن رسول الله و كيف تركن الي أهل الكوفه و هم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل و شيعته؟ قال: فاستعبر الحسين باكيا ثم قال: رحم الله مسلما فلقد صار الي روح الله و ريحانه و تحيته و رضوانه. أما انه قد قضي ما عليه و بقي ما علينا قال ثم أنشأ يقول:



فان تكن الدنيا تعد نفيسه

فدار ثواب الله أعلي و أنبل



و ان تكن الأبدان للموت أنشئت

فقتل امري ء في الله بالسيف أفضل



و ان تكن الأرزاق قسما مقدرا

فقله حرص المرء في الرزق أجمل



و ان تكن الأموال للترك جمعها

فما بال متروك به المرء يبخل



ثم ودعه الفرزدق في نفر من أصحابه و مضي يريد مكه فأقبل عليه ابن عم له من بني مجاشع فقال: يا أبا فراس هذا الحسين بن علي فقال الفرزدق: هذا


الحسيت بن فاطمه الزهراء بنت محمد المصطفي هذا و لله ابن خير الله و أفضل من مشي علي الأرض من ولد آدم أبي البشر كنت قلت أبياتا قبل اليوم فلا عليك أن تسمعها فقال له ابن عمه: ما أكره ذلك يا أبا فراس فان رأيت أن تنشدني ما قلت فيه فقال الفرزدوق: نعم أنا القائل فيه و في أبيه و أخيه وده هذه الأبيات:



هذا الذي تعرف البطحاء و طأته

و البيت يعرفه و الحل و الحرم



هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم



هذا حسين رسول الله والده

أمست بنور هذاه تهتدي الأمم



هذا ابن فاطمه الزهراء عترتها

أئمه الدين مجريا به القلم



اذا رأته قريش قال قائلها

الي مكارم هذا ينتهي الكرم



يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم



بكفه خيزران ريحه عبق

بكف أروع في عرنينه شمم



يغضي حياء من مهابته

فلا يكلم الا حين يبتسم



ينشق نور الدجي عن نور غرته

كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم



مشتقه من رسول الله نبغه

طابت أرومته و الخيم و الشيم



من معشر حبهم دين و بعضهم

كفر و قربهم و الخيم و الشيم



يستدفع الظلم و البلوي بحبهم

و يستقيم به الاحسان و النعم



ان عد أهل الندي كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم



لا يستطيع جوازا بعد غايتهم

و لا يدانيهم قوم و ان كرموا



بيوتهم في قريش يستضاء بها

في النائبات و عند الحكم ان حكموا



وجده من قريش يستضاء بها

في النائبات و عند الحكم ان حكموا



وجده من قريش في أرومتها

محمد و علي بعده علم



بدر له شاهد و الشعب من أحد

و الخندقان و يوم الفتح قد علموا



و خيبر و حنين يشهدان له

و في قريضه يوم صيلم قتم



مواطن قد علت في كل نائبه

علي الصاحبه لم أكتم كما كتموا



ثم أقبل الفرزدق علي ابن عمه ذلك فقال: و الله لقد قلت فيه الأبيات غير معترض لمعروفه و لكن أردت الله بذلك و الدار الآخره، فعلي مثل هؤلاء الأطائب


فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون، أو لا تك ونون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان فنظم و قال فيهم: