بازگشت

الباب 3


يا اخواني: شهد لهم بالفوز الجليل و الثناء الجميل الرب الجليل فقال تعالي في كتابه المكنون لا يسمه الا المطهرون: (الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم أعظم درجه عند الله و أولئك هم الفائزون) و لا جهاد أعظم من جهاد أنصار الامام الحسين عليه السلام أذن لهم في ترك القتال و مقاسات الأهوال فأبوا و اختاروا الموت علي الحياه في طاعته و أحبوا مفارقه الدنيا دون مفارقته:



جادوا بأنفسهم في حب سيدهم

و الجود بالنفس أقصي غايه الجود



يعد أحدهم مصافحه الصفاح غنيمه بارده، و مزاحمه الرماح فائده زائده،


و مكاحفه الكتاب مكرمه عائده، و مناوحه المقانب منقبه شاهده:



يري الموت أولي من ركوب دنيه

و لا يغتدي للناقصين عديلا



و يستعذب التعذيب فيما يفيده

نزاهه عن أن لا يكون ذليلا



فوا حر قلباه علي تلك الأجساد بلا مهاد و وساد. روي: أن فاطمه عليها السلام أتت النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هي تبكي و تقول: خرج الحسن و الحسين و لا أدري أين هما؟ فقال يا فاطمه طيبي نفسا فهما ضمان الله تعالي حيث كانا فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: هما في حائط بني النجار نائمان متعانقان، و قد بعث الله اليهما ملكا فبسط جناحا تحمتهما و جناحا فوقهما فخرج رسول الله و أصحابه معه فرآهما هناك (وحيه) دائره كالحلقه حوالهما، فأخذهما رسول الله علي سكينه فحملهما، فقال أصحابه نحملهما عنك يا رسول الله فقال: نعم المطيه مطيتهما؛ و نعم الركبان هما و أبوهما خير منهما. ألا فيا اخواني: هذا هو الشرف الرفيع و الفضل الشامخ المنيع، و لذا حسدوهم علي الكمال فجل و علا مجدهم أن ينال:



اليكم كل منقبه تؤول

اذا ما قيل جدكم الرسول



و فيكم كل مكرمه تجول

اذا ما قيل أمكم البتول



فلا يبقي لمادحكم كلام

اذا تم الكلام فما أقول



روي أن فاطمه عليها السلام جاءت الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هي تبكي فقال ما يبكيك؟ فقالت: ضاع مني الحسين فلا أجده فقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم و اغرورقت عيناه و ذهب ليطلبه فلقيه يهودي فقال: يا محمد ما لك تبكي؟ فقال ضاع ابني فقال: لا تحزن فاني رأيته علي تل كذا نائما فقصده النبي صلي الله عليه و آله و سلم و اليهودي معه فلما قرب من التل ضبا بفمه غصن أخضر يروح به الحسين فلما رأي الضب النبي قال بلسان فصيح: السلام عليك يا زين القيامه و شهد له بشهاده الحق ثم قال: لم أر أهل بيت أكثر بركه من أهل بيتك لأن ولدي ضاع مني ثلاث سنين فطمت العالم أطلبه فلم أجدد فببركه ولدك وجدته الآن فأكافيه ثم قال ولد الضب يا رسول الله أخذني السيل فادخلني البحر ثم ضربت بي الأمواج الي أن وقعت


بجزيره كذا فلم أجد سبيلا و مخرجا منها حتي أهب الله ريحا فأخذتني و ألقتني في هذا الموضع عند أبي، فقال صلي الله عليه و آله و سلم من تلك الجزيره الي ههنا ألف فرسخ فأسلم اليهودي و قال: أشهد أن لا اله الا الله و أنك رسول الله:



لآل محمد أصبحت عبدا

و آل محمد خير البريه



أناس حل فيهم كل خير

مواريث النبوه و الوصيه



روي ابم عباس أنه قال: لما ولد الحسين أمر الله عزوجل جبرائيل أن يهبط الي الأرض بألف من الملائكه المقربين ليهني ء محمدا خاتم النبيين بمولود سيده نساء العالمين، قال فبهط جبرائيل مع الملائكه علي جزيره من جزائر البحر فرأي فيها ملكا يقال له (فطرس) و كان قد أرسله الله الي أمر من أموره فأبطأ عليه فغضب عليه فكسر جناحه و ألقاه في تلك الجزيره مده طويله فمكث الملك يعبد الله تعالي سبعمائه عام حتي ولد الحسين عليه السلام فقال الملك: يا أخي جيرائيل أين تريد؟ فقال: ان الله تعالي أنعم علي محمد بمولود من أبنته فبعثت اليه أهنئه عن الله تعالي فقال الملك: يا جبرائيل قد مكثت في هذه الجزيره سبعمائه سنه و قد ضاق صدري و عيل صبري أريد أن تحملني معك اليه لعل محمدا يدعو لي بالعافيه و يشفع لي عند الله تعالي في جبر جناحي المكسور قال 6 فحمله جبرائيل معه علي طرف ريشه من جناحه حتي أدخل به علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فهنأه جبرائيل من الله تعالي و منه و أخبره بحال الملك فطرس فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا جبرائيل قل له يقوم و يمسح بجاحه بهذا المولود وعد الي قال: فقام الملك و مسح جناحه المكسور بالحسين عليه السلام فعوفي من ساعته و صار كما كان فقال الملك فطرس: يا رسول الله اعلم أن أمتك تقتل ولدك هذا يعني الحسين عليه السلام و له علي مكافأه يا محمد لا يزوره زائر الا أبلغته عنه الزياره و لا يسلم عليه مسلم الا أبلغته سلامه، و لا يصلي عليه مصل الا أبلغته صلاته، ثم ارتفع طائرا الي السماء ببركه الحسين سيد الشهداء و هو يقول: من مثلي و أنا عتيق الحسين بن فاطمه و عتيق جده النبي الأمي؛ قال ابن عباس: فهذا الملك لا يعرف في السماء بين الملائكه الا أن يقال: هذا مولي الحسين عليه السلام.

و نقل عن أبي جعفر الطوسي في (مصباح الأنوار) ان الله عزوجل لما


غضب علي هذا الملك خيره في عذاب الدنيا أو عذاب الآخره فاختار عذاب الدنيا فكسر جناحه و ألقاه في تلك الجزيره و كان معلقا بأشفار عينه سبيعمائه سنه لا يمر به حيوان من تحته الا احترق من دخان يخرج منه غيير منقطع فلما أحس بجبرائيل و الملائكه النازلين من السماء كان ما كان من أمره باذن الله تعالي فعفي الله عنه ببركه الحسين عليه السلام. فانظروا يا أهل المعالي الي هذا الشرف العالي جعلنا الله و اياكم من أشياعهم و أتباعهم و مواليهم:



نعم باذكاري كربلاء و من بها

تفاقم كربي و استحم بلائي



و أنفذ عيني ماءها ببكائها

عليهم و قد أمددها بدمائي



و سيق بنو بنت النبي محمد

الي الشام للذبح العنيف كشائي



فيا ويح قوم قاتلوهم اذا بدا

شفيعتهم في معرض الخصماء



عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآيه: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا الموده في القربي) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم؟ قال: علي و فاطمه و ابناهما. و عن الحسينت بن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاطمه بهجه قلبي و ابناهما ثمره فؤداي. بعلها نور بصري و الأئمه من ولد أمنائي و حبله الممدود بينه و بين خلقه، و من اعتصم بهم نجي و من تخلف عنهم هوي. و عن بلال بن حمامه قال: طلع علينا النبي صلي الله عليه و آله و سلم ذات يوم و وجهه مشرق كدائره القمر فقام عبدالرحمن بن عوف فقال يا رسول الله ما هذا النور؟ فقال: بشاره من ربي في أخي و ابن عمي و ابتني و ان الله تعالي زوج عليا من فاطمه و أمر رضوان خازن الجنان فهز (شجره طوبي) فحملت رقاقا يعني صكاكا بعدد محبي أهل بيتي و أنشأ من تحتها ملائكه من نور و دفع الي كل ملك صكا، فاذا استوت القيامه بأهلها نادت الملائكه في الخلائق، فلا تلقي محبا لنا أهل البيت الا دفعت اليه صكا فيه فكاكه من النار بأخي و ابن عمي و ابتني عن جابر قال: رأي رسول الله علي فاطمه كساء من أوبار الابل و هي تطحن فبكي و قال: يا فاطمه اصبري علي مراره الدنيا لنعيم الآخره غدا قال: فنزلت عند ذلك (و لسوف يعطيك ربك فترضي):



محن الزمان سحلئب مترادفه

هي بالفوادح و الفواجع ساجمه






و اذا الهموم تعاورتك فسلها

بمصاب أولاد البتوله فاطمه



عن ابن عباس قال: كنت جالسا بين يدي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ذات يوم و بين يديه علي و فاطمه و الحسن و الحسين عليهم السلام اذ هبط جبرائيل و معه تفاحه فتيحا بها النبي و حيا بها علي بن أبي طالب فتحيا بها علي و قلبها وردها الي رسول الله فتحيا بها رسول الله و حيا بها الحسن فتحيا بها الحسن و قلبها وردها الي رسول الله فتحيا بها رسول الله و حيا الحسين فتحيا بها الحسين و قلبها وردها الي النبي فتحيا بها صلي الله عليه و آله و سلم و حبيا بها فاطمه فتحيت بها فاطمه و قبلتها وردتها الي النبي فتحيا بها الرابعه و حيا بها علي بن أبي طالب فتحيا بها علي بن أبي طالب فلما هم أن يردها الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم سقطت التفاحه من بين أنامله فانفلقت نصفين فسطع منها نور حتي بلغ السماء فاذا عليها سطران مكتوبان: (بسم الله الرحمن الحيم: تحيه من الله تعالي الي محمد المصطفي و علي المرتضي و فاطمه الزهراء و الحسن و الحسين سبطي رسول الله و أمان لمحبيهما يوم القيامه من النار).

و عن أبي سلمان راعي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: سمعت رسول الله يقول ليله أسري بي الي السماء قال لي الجليل جل جلاله: (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه)، قلت و المؤمنون؟ قال: صدقت يا محمد من خلفت في أمتك؟ قلت خيرها قا: علي بن أبي طالب قلت: نعم يا رب، قال يا محمد اني اطلعت علي الأرض اطلاعه فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع الا ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمد ثم اطلعت الثانيه فاخترت منها عليا و شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلي و هو علي يا محمد اني خلقتك و خلقت عليا و فاطمه و الحسن و الحسين و الأئمه من ولده من سنخ نور من نوري، و عرضت ولايتكم علي أهل السماوات و أهل الأرض فمن قلبها كان عندي من المؤمنين و من جحدهما كان عندي من الكافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتي ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتي يقر بولايتكم، يا محمد تحب أن تراهم؟ قلت نعم يا رب فقال لي التفت الي يمين العرش فالتفت و اذا أنا لعلي و فاطمه و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن


موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون هو في وسطم - يعني المهدي - كأنه كوكب دري و قال يا محمد هؤلاء الحجج، و انه يعني المهدي عليه السلام الحجه الواجبه لأوليائي و المنتقم من.عدائي:



هم النور الله جل جلاله

هم التين و الزيتون و الشفع و التور



مهابط وحي الله خزان علمه

ميامين في أبياتهم نزل الذكر



و أسماؤهم مكتوبه فوق عرشه

و مكنونه من قبل أن يخلق الذر



فولاهم لم يخلق الله آدما

و لا كان زيد في الأنام و لا عمو



و لا سطحت أرض و لا رفعت سما

و لا طلعت شمس و لا أشرق البدر



و نوح بهم في الفلك لما دعا نجي

و غيض به طوفانه و قضي الأمر



و لولاهم نار الخليل لما غدت

سلاما و بردا و انطفي ذلك الجمر



و لولاهم يعقوب ما زال حزنه

و لا كان عن أيوب ينكشف الضر



و لان لداود الحديد بسرهم

و قدر في سر يحير به الكفر



و لما سليمان البساط بهم دعا

اسليت له عين يفيض بها القطر



و سخرت الريح ارحاء بأمره

فغدوتها شهر و روحتها شهر



و هم سر موسي في العصا عندما عصي

أوامره فرعون و التقف السحر



و لولاهم ما كان عيسي بن مريم

يغادر من طي اللحود له نشر



سري سرهم في الكائنات و فضلهم

فكل نبي فيه من سرهم سر



مصابكم يا آل طه مصيبه

وزرء علي الاسلام أحدثه الكفر



فيا اخواني: علي مثل هؤلاء فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون، أو لا تكونون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان و تتابعت عليه الأشجان فنظم فيهم و قال: