بازگشت

الباب 1


أيها المؤمنون ألم تسمعوا بمصائب آل الرسول و أولاد الزهراء البتول، أم سمعتم و أنتم غافلون باهراق الدموع متباخلون، ليس هذا من فعل المحبين و لا من دأب المريدين و كيف لا يحزن علي مثلهم و هم أمناء الرحمن و من شهد بفضلهم القرآن و بكي عليهم كل مخلوق كان و المخدومون و الملائكه الكرام و المباهي بفضلهم النبي صلي الله عليه و آله و سلم تركهم الأعداء بين مقتول بالسم و شهيد مضرج بالدم و فقيد لا يعرف و الي شي ء آل أمره و بين رأس علي سنان و بدن بلا رأس بين الأبدان و بين شيبه بالدماء مخضوبه و بنت لرسول الله مسلوبه و حرمه الرسول مهتوكه و طريده بالعلي منهوكه فيا شوها لطوائف الأدعياء و قبحا لأولئك الأشقياء كيف ترونهم ينظر اليهم النبي أو يسقيهم من الحوض الوصي و كيف بهم اذا أتت بنت سيد الثقلين مصبوغه ثيابها بدماء الحسين و تعلقت بقائمه العراش و هي تقول: يا عدل يا حكيم احكم بيني و بين قاتل ولدي (فهنالك حقت عليهم كلمه العذاب و لهم عذاب شديد غير مبيد) و لله در بعض ذوي العقول حيث يقول:



بنفسي طريحا نازحا عن دياره

تريب المحيا عاري الجسم مجتلا



بنفسي نساء السبط يبكين حوله

ظمايا حياري حاسرات و ثكلا






بنفسي علي بن الحسين مقيدا

بقيد ثقيل بالحديد مكبلا



تناديه بالشجو العظيم سكينه

أيا أبتا ماذا دهانا و أثكلا



و زينب تدعو جدها يا محمد

أيا جدنا صفوه الله ذي العلا



أيا جدنا يعزز عليك بأن يري

حبيبك مقتولا عفيرا مجدلا



و ساقو السايا حاسرات أذله

و قادوا علي بن الحسين مغللا



و ساروا برأس الطاهرين و خلفوا

حسينا بأرض الطف شلوا مجدلا



تجر عليه العاصفات ذيولها

و يبكي عليه الوحش و الطير في الفلا



الا لعن الرحمن آل أميه

و عجلهم ثم الدلام و نعثلا



و أشياعهم أو من زضي بفعالهم

و اتبعهم أو من لهم كان قد تلا



عليكم سلام الله ما در شارق

و ما أن حدي الحادي و ركب تحملا



روي شرحبيل بن أبي عون أنه قال: لما ولد الحسين عليه السلام هبط ملك من ملائكه الفردوس الأعلي و نزل الي البحر الأعظم و نادي في أقطار السموات و الأرض يا عباد الله البسوا ثوب الأحزان و أظهروا التفجع و الأشجان فان فرخ محمد مذبوح مظلوم مقهور ثم جاء ذلك الملك الي النبي صلي الله عليه و آله و قال: يا حبيب الله يقتل علي هذه الأرض قوم من أهل بيتك تقتلهم فرقه باغيه من أمتك ظالمه معتديه فاسقه يقتلون فرخك الحسين ابن ابنتك الطاهره يقتلوه بأرض كربلاء و هذه تربته ثم ناوله قبضه من أرض كربلاء و قال له: يا محمد احفظ هذه التربه عندك حتي تراها و قد تغيرت و احمرت و صارت كالدم فاعلم أن ولدك الحسين قد قتل ثم ان ذلك الملك حمل من تربه الحسين عليه السلام علي بعض أجنحته و صعد الي السماء بها فلم يبق ملك في السماء الا و شم تربه الحسين عليه السلام و تبرك بها؛ قال: و لما أخذ النبي صلي الله عليه و آله تربه الحسين عليه السلام جعل يشمها و يبكي و هو يقول: قتل الله قاتلك يا حسين و أصلاه في نار الجحيم، الهم لا تبارك في قاتله و أصله حر نار جهنم و بئس المصير ثم دفع تلك التربه من تربه الحسين الي زوجه أم سلمه و أخبرها يقتل الحسين عليه السلام بطف كربلاء و قال لها: يا أم سلمه خذي هذه التربه اليك و تعاهديها بعد وفاتي فاذا رأيتيها و قد تغيرت و احمرت و صارت دما عبيطا فاعلمي أن ولدي الحسين قد قتل بطف كربلاء فلما أتي للحسين سنه


كامله من مولده هبط الي رسول الله اثني عشر ألف ملك علي صور شتي محمره وجوههم باكيه عيونهم و نشروا أجنحتهم بين يدي رسول الله و هم يقولون يا محمد انه سينزل بولدك الحسين مثل ما نزل بهابيل من قابيل قال: و لم يبق ملك في السماء الا و نزل علي رسول الله يعزيه بولده الحسين و يخبره بما يعطي من الأجر لزائره و الباكي عليه و النبي مع ذلك يبكي و يقول: اللهم اخذل من خذله و اقتل من قتله و لات تمتعه بما أمله في الدنيا و أصله حر نارك في الآخره، و لله در من قال:



أذالوهم بالقهر عن ارث جدهم

عنادا و ما شاءوا أحلوا و حرموا



و قادوا عليا في حمائل سيفه

و عمار دقوا ضلعه و تهجموا



علي بيت المصطفي و امامهم

ينادي ألا في بيتها النار فاضرم



فوالله ما أدري الحسين و رهطه

و صبرهم فيئا يحاز و يقسم



سوي حبتر ثم الدلام و نعثل

لأنهم في كل ظلم تقدموا



و تلك التي جاءت تقود عسكرا

علي جمل يحدوا بها المترنم



أبوها يولي الدبر في كل موقف

و ابنته عند اللقا تتقدم



ألا لعن الله المهيمن حبترا

و ابنته تعداد ما الله يعلم



روي في بعض الأخبار عن ثقاه الؤخيار: أن نصرانيا أتي رسولا من ملك الروم الي يزيد و قد حضر في مجلسه الذي أتي فيه برأس الحسين عليه السلام فلما رأي النصراني رأس الحسين بكي و صاح و ناح حتي ابتلت لحيته بالدموع ثم قال: اعلم يا يزيد اني دخلت المدينه تاجرا في أيام حياه النبي صلي الله عليه و آله و قد أردت أن آتيه بهديه فسألت من أصحابه أي شي ء أحب اليه من الهدايا فقالوا: الطيب أحب اليه من كل شي ء و ان له رغبه فيه قال فحملت من المسك فارتين و قدرا من العنبر الأشهب و جئت به اليه و هو يومئذ في بيت زوجته أم سلمه (رضي الله عنها) فلما شاهدت جماله أزاد لعيني من لقائه نورا ساطعا و زادني منه سرورا و قد تعلق قلبي بمحبته فسلمت عليه و وضعت العطر بين يريه فقال: ما هذا قلت هديه محقره أتيت بها الي حضرتك فقال لي: ما اسمك؟ فقات: اسمي عبد شمس فقال لي بدل اسمك فأنا أسميك عبد الوهاب ان قبلت مني الاسلام قبلت منك الهديه قال فنظرته فعلمت انه نبي و هو الذي أخبرنا عنه عيسي حيث قال: اني


مبشر لكم برسول يأتي من بعدي لسمه أحمد فاعتقدت ذلك و أسلمت علي يده في تلك السلعه و رجعت الي الروم و أنا أخفي الاسلام ولي مده من السنين و أنا مسلم مع خمس من البنين و أربع من البنات و أنا اليوم و زير ملك الروم و ليس اأحد من النصاري اطلاع علي حالنا و اعلم يا يزيد أني يوم كنت في حضره النبي و هو في بيت أم سلمه رأيت هذا العزيز الذي رأسه وضه بين يديك مهانا حقيرا قد دخل علي جده من باب الحجره و النبي فاتح بابه ليتاوله و هو يقول: مرحبا بك يا حبيبي حتي أنه تناوله و أجلسه في حجره و جعل يقبل شفيته و يرشف ثناياه و هو يقول بعدا لا رحمه الله من قتلك يا حسين و أعان علي قتلك و النبي نع ذلك يبكي فلما كان اليوم الثاني كنت مع النبي صلي الله عليه و آله في مسجده اذ أتاه الحسن عليه السلام مع أخيه الحسين عليه السلام و قال يا جداه قد تصارعت مه أخي الحسين عليه السلام و لم يغلب أحدنا الآخر و انما نريد أن نعلم أشد قوه من الآخر فقال لهما النبي صلي الله عليه و آله يا حبيبي و يا نهجتي ان التصارع لا يليق لكما اذهبا فتكاتبا فمن كان خطه أحسن كذلك تكون قوته أكثر قال فمضيا و كتب كل واحد منها سطرا و أتيا الي جدهما النبي صلي الله عليه و آله فأعطياه اللوح ليقضي بينهما فنظر النبي اليهما ساعه و لم يرد أن يكسر قلب أحدهما فقال لهما يا حبيبي اني أمي لا أعرف الخط اذهب الي أبيكما ليحكم بينكما و ينظر أيكما أحسن خطا قال: فمضيا اليه و قام النبي صلي الله عليه و آله أيضا معهما و دخلوا جميعا الي منزل فاطمه عليها السلام فما كان الا ساعه و اذا النبي صلي الله عليه و آله وقبل و سلمان الفارسي معه و كان بيني و بين سلمان صداقه و موده فسألته كيف حكم أبوهما و خط أيهما أحسن قال سلمان: (رضي الله عنه) ان النبي صلي الله عليه و آله لم يجبهما بشي ء لأنه تأمل أمرهما و قال: لو قلت خط الحسن أحسن كان يغتم الحسين و لو قلت خط الحسين أحسن كان بغتم الحسن فوجهتهما الي أبيهما فقلت يا سلمان بحق الصداقه و الاخوه التي بيني و بينك و بحق دين الاسلام الا ما أخبرتني كيف حكم أبوهما بينهما فقال: لما أتيا الي أبيهما و تأمل حالهما رق لهما و لم يرد أن يكسر قلب أحدهما قال لهما: امضيا الي أمكما فهي تحكم بينكم فأتيا الي أمهما و عرضوا عليها ما كتبا في الاوح و قالا: يا أماه ان جدنا أمرنا أن نتكاتب فكل من كان خطه أحسن تكون قوته أكثر فتكاتبنا و جئنا اليه فوجهنا الي أبينا فلم


يحكم بيننا و وجهنا الي عندك فتفكرت فاطمه عليها السلام بأن جدهما و أباهما ما أرادا كسر خاطرهما أنا ما أصنع و كيف أحكم بينهما فقالت لهما: يا قرتي عيني اني أقطع قلادتي علي رأسكما فأيكما يلتقط من لؤلؤها أكثر كان خطه أحسن و تكون قوته أكثر قال: و كان في قلادتها سبع لؤلؤات ثت أنها قاست فقطعت قلادتها علي رأسهما فالتقط الحسن ثلاث لؤلؤات و التقط الحسين ثلاث لؤلؤات و بقيت الأخري فأراد كل منها تناولها فأمر الله تعالي جبرائيل عليه السلام بنزوله الي الأرض و أن يضرب بجناحيه تلك اللؤلوه و يقدها نصفين بالسويه ليأخذ كل منهما نصفا لئلا يغتم قلب أحدهما فنزل جبرائيل عليه السلام كطرفه عين و قد اللؤلؤه نصفين فأخذ كل منهما نصفا، فانظر يا يزيد أن رسول الله صلي الله عليه و آله لم يدخل علي أحدهما ألم الترجيح في الكتابه و لم يرد كسر قلبهما و كذلك أمير المؤمنين عليه السلام و فاطمه عليها السلام و كذلك رب العزه لم يرد كسر قلب أحدهما بل أمر من يقسم اللؤلؤه بينهما لجبر قلبهما و أنت هكذا تفعل بابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله أف لك ولدينك يا يزيد. ثم أن النصراني نهض الي رأس الحسين عليه السلام و احتضفه و جعل يقبله و هو يبكي و يقول: يا حسين اشهد لي عند جدك محمد المصطفي و عند أبيك المرتضي و عند أمك فاطمه الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين، فيا اخواني أديموا رحمكم الله الحزن الطويل و واظبوا علي الندب و العويل فعلي مثل أهل البيت فليبك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان و تتابعت عليه الأشجان فنظم و قال فيهم: