بازگشت

القصيدة للخليعي






جفون لا تمل من الهمول

و جسم لا يفك من النحول



و قلب لا يفيق من الرزايا

لتذكار القتيل ابن القتيل



قتيل بالطفوف أطال نوحي

و أسلمني الي الحزن الطويل



قتيل أورث المختار حزنا

و أذكي النار في قلب البتول



بنفسي و هو يسري و المنايا

أمام الركب تسري بالحمول



بنفسي و هو يسري مستدلا

وضوء سناه نهج هذا الدليل



يقول ألا أخبروني ما اسم أرض

أراني كارها فيها نزولي



أبينوا ما اسمها المشهور عنها

فقالوا كربلا يا بن الرسول






فقال هي البلا و في ثراها

تريق دماؤنا أيدي النغول



بها تضحي أعزتنا أساري

يلوح عليهم كير الذليل



بها تسبي كرائمنا و فيها

يتامانا تعثر في الذليل



الي الرحمن أستعدي و أشكو

علي عضب رموني بالذحول



أضاعوا عهد جدي عن قريب

و ساقوني الي الورود الوبيل



ألا حطوا رحالكم و قيلوا

فليس من المنيه من مقيل



و من رام النجاه و حاد عني

الي الدنيا ففي دعه الجليل



فقالوا ما لنا فيها خلود

و ليس متاعها غير القليل



و كيف يلذ بعدك طيب عيش

لأرباب البصائر و العقول



أنا و أبيك لا نلوي وظل

سيوف مظنه الظل الظليل



فمر الي المضارب غير و أن

بقلب عاطف بر وصول



و نادي زينبا يا أخت قومي

الي التوديع من قبل الرحيل



أوصيكم بتقوي الله انا

قبيل نحند خير القبيل



عليك بطاعه السجاد بعدي

محل الذكر و العلم الجزيل



و ان نودي بقتل أخيك بين

الوري فعليك بالصبر الجميل



و قولي في سبيلي الله اني

رزيت فانه خير السبيل



و لطم الخد يقبح بالموالي

و شق الجيب يرزي بالأصيل



ومر مشمرا للحرب يسطو

علي الأبطال بالسيف الصقيل



فلما أثخنوا و خر ملقي

وراح المهر يعلن بالصهيل



بر زن الطاهرات مهتكات

حياري لا يفقن من العويل



و نادت زينب لما رأته

يجود بنفسه تحت الخيول



أخي هل للسبايا من ولي

أخي هل لليتامي من كفيل



و خرت فوقه تلقي دماءا

براحتها علي الخد الأسيل



و تدعوا أمها الزهراء و تطفي

بسح دموعها حر الغليل



ألا يا أم قومي و ساعديني

علي نكبات دهري و اندبي لي



تري هل أنت عالمه بأنا

نجرر بالحزون و بالسهول






و هل أخبرت بالسجاد أضحي

مع الأعداء في قيد ثقيل



عليلا يشتكي مرضا و أسرا

فوا أسفي علي العاني العليل



و يدعو السبط و هو لقي رميل

يلاحظها بناظره الكليل



فيا لله من نوب رمتنا

بأسمهما و من خطب جليل



أيحمل رأس مولي الخلق طرا

الي الأمصار في رمح طويل



و تهدي الطاهرات الي يزيد

سبايا بالذله و الخمول



ألا يا بن النبي و من هداني

بحبكم الي نهج السبيل



مصابك يا قتيل الطف أدمي

جفوني لا البكاء علي الطلول



و بعدي عن مزار ثراك أضني

فؤداي لا مفارقه الخليل



و ان وليك الخلعي يرجو

الشفاعه منك في اليوم المهول



محبكم و عارفكم يقينا

بايضاح المحجه و الدليل



يواليكم و يبري ء من عداكم

و لا يصنغي الي عذل العذول



ينوح عليكم ما دام حيا

و يبكيكم و ما هو بالملول



لقد بلغ المني عبد عطفتم

عليه و فاز منكم بالقبول