بازگشت

توضيح و اعادة


ونعود فنلخص ما نرمي إليه علي النحو التالي:

إنه تارة يكون تعظيم الشعائر بالوسائل والكيفيات التي جعلها الشارع مباشرة، وأخري يكون الأمر بالعنوان العام، وقد ترك إليك أمر الوسائل والتطبيقات التي يجب عليك اختراعها.

مثال ذلك:

لو أن الشارع أمرك بتعظيم والديك واحترامهما، فأنت الذي تختار، أو تخترع وسيلة ذلك، فتكرمهما بالهدية تارة، وبتقبيل اليد أخري، وبإجلاسهما في صدر المجلس ثالثة وهكذا..

وكذلك حين أمرك بالتحية، فقد تكون تحيتك بالسلام، أو برفع اليد، أو بكلمة مرحباً أو صباح الخير أو يوم سعيد، أو برفع القبعة، أو بالتحية العسكرية أو بضم اليدين مع انحناءة يسيرة، وما إلي ذلك.

وكذلك الحال إذا أمرك بإحياء أمر الحسين عليه السلام.. فتارة يحدد لك هو الوسيلة، كالزيارة، والاغتسال لها، ونحو ذلك. فلا بد أن تفعل نفس ما أمرك به. ولو أن العالم كله غضب واستاء لذلك، فغضبهم واستيائهم لا يضر بذلك، ولا يمنعك منه احتقارهم، واستهزاؤهم وشتمهم وأذاهم، وحتي قتالهم لك، لأن الله قد حصر الطريقة التي تحقق الغاية بهذه الوسيلة، فوجب القيام بها كما أمر سبحانه، ولهذا فنحن لا نصغي لأي انتقاد منهم لصلاتنا، أو لحجنا، أو لملايين الأضاحي التي نذبحها قربانا في كل سنة في موسم الحج، أو لرمي الجمرات، أو للطواف، أو غير ذلك..

وتارة يعطي لنا نحن الدور والخيار في اختيار الأسلوب والوسيلة كما هو الحال في الأوامر الشرعية بتعظيم شعائر الله وإحياء أمرهم عليهم السلام.. فقد لا نوفق نحن في اختيار الأسلوب، حيث تكون بعض مفردات هذه الأساليب والوسائل التي نختارها تسيء ولا تعطي النتيجة المرجوة أصلاً، أو أنها تعطي النتيجة في هذا المكان، ولا تعطيه في ذلك المكان، أو في هذا الزمان دون ذلك الزمان.

فالأمر إذن بالنسبة إلي اختيار الأسلوب والوسيلة يكون متوقفا علي النتيجة لا علي نفس العمل من حيث هو..

وعلي هذا نقول: إن موضوع التطبير وضرب الظهور بالسلاسل، قد يختلف الحكم فيه بحسب الأحوال، والأزمان، والأمكنة، فيكون معرضاً للأحكام الشرعية الخمسة: الإباحة، والوجوب، والاستحباب، والكراهة، والحرمة، إذن فقد يكون هذا العمل مستحبا هنا، ومكروها هناك، وقد يكون واجبا هنا، ومحرما هناك.

فاتضح مما تقدم أن جرح الرأس أو اللطم، بذاته ليس محرماً شرعا، ولا قبيحاً عقلاً..

والحمد لله، وصلاته وسلامه علي عباده الذين اصطفي محمد وآله الطاهرين..