بازگشت

النوايا في المواكب الحسينية


وبعدما تقدم نقول:

إن الفقيه يتكفل بأن يعطي حكم الله في الواقعة، وليس مطالباً بأن يفتش عن نوايا الناس، وعن قصودهم، فهو يقول: عظموا شعائر الله، وأحيوا أمر أهل البيت عليهم السلام، والناس هم الذين يختارون كيفيات ذلك ومفرداته كل بحسب حاله. ويقول: إن في المواكب الحسينية تعظيما لشعائر الله، وفيها أيضا إحياء لأمرهم عليهم السلام، وعلي الناس أن يقوموا بها لهذا الغرض، تحقيقا للأهداف الإلهية، وانصياعاً لأوامره سبحانه..

وليس له أن يقول: فلان يقصد هذا الأمر أو لا يقصده، وفلان الآخر حزين أو غير حزين.. وفلان الثالث يرائي في ما يفعل أو لا يرائي.. فإن الله لم يطلع أحدا علي غيبه ولا بد من حمل فعل المسلم علي الصحة.

ولنفترض وجود مرائين أو منحرفين، فإن ذلك لا يجوِّز أن يسوقنا إلي الدعوة إلي إلغاء الشعائر وإلا لساقنا مثل ذلك إلي إلغاء الواجبات حتي الصلاة. فإن هناك من يحاول خداع الناس عن طريق التظاهر بالعبادة والتقي.

وهل يمنع الحج لأن بعضهم يرائي فيه؟! وهل تمنع الصلاة جماعة لأجل ذلك أيضا.

إن المطلوب هو: أن ندعو الناس إلي القيام بواجباتهم وبإحياء أمرهم وبتعظيم الشعائر بهذه المراسم، وسواها، ثم نهيئ نفوسهم لإخلاص النوايا لله تعالي بالدعوة إليه بالحكمة، والموعظة الحسنة.