بازگشت

اللطم


وجاء في أمر اللطم العديد من النصوص أيضا، نذكر منها:

1 ـ إن السبايا لما مروا بهم علي الحسين، وأصحابه صاحت النساء، ولطمن وجوههن، وصاحت زينب: يا محمداه الخ!! [1] .

2 ـ في زيارة الناحية المقدسة: (فلما رأين النساء جوادك مخزيا، والسرج عليه ملوياً، خرجن من الخدور، ناشرات الشعور، علي الخدود لاطمات، وبالعويل مبادرات..).

3 ـ وقد لطم النسوة الخدود في ليلة العاشر بحضور الإمام الحسين عليه السلام، فقال الإمام الحسين: (يا أختاه يا أم كلثوم، يا فاطمة، إن أنا قُتلت فلا تشققن علي جيباً، ولا تخمشن وجها ولا تنطقن هجرا). [2] .

وعند السيد ابن طاووس رحمه الله أنه قال: (فلطمت زينب عليها السلام علي وجهها، وصاحت، فقال لها الحسين عليه السلام: مهلاً لا تشمتي القوم بنا). [3] .

فيلاحظ:

أنه عليه السلام إنما نهاهن عن ذلك بعد موته.. وهذا ما صرح به أيضا حين قال لأخته زينب نفس هذه الكلمات، حيث قال في آخرها: (إذا أنا هلكت).

وقد أظهر سبب وصيته هذه فيما ذكره في وصيته للنساء في وداعه الثاني، حيث قال لهن: (فلا تشكّوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم) [4] .

4 ـ وحينما سمعت زينب أخاها ينشد: (يا دهر أفٍ لك من خليل..إلخ) لطمت وجهها وهوت إلي جيبها فشقته، ثم خرت مغشياً عليها [5] .

5 ـ وحين اقترب جيش ابن سعد من الإمام الحسين عليه السلام في اليوم التاسع، وهو جالس مُحتَبٍ بسيفه قالت له زينب: أخي، أما تسمع الأصوات قد اقتربت (فرفع الحسين رأسه وقال: أني رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله الساعة في المنام، فقال لي: إنك تروح إلينا. فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل إلخ..) [6] .

6 ـ روي الشيخ الطوسي عن أحمد بن محمد بن داود القمي في نوادره، عن محمد بن عيسي، عن أخيه جعفر، عن خالد بن سدير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام... إلي أن قال الإمام عليه السلام: (ولقد شققن الجيوب، ولطمن الخدود الفاطميات علي الحسين بن علي، وعلي مثله تلطم الخدود، وتشق الجيوب) [7] .

وفي الجواهر: "أن ما يحكي من فعل الفاطميات ربما قيل أنه متواتر" [8] .

وقال ابن ادريس: "إن اصحابنا مجمعون عليها في تصانيفهم وفتاواهم". [9] .

7 ـ وقد روي الصدوق بأسانيده، وروي غيره: أن دعبل الخزاعي أنشد الإمام الرضا عليه السلام تائيته المشهورة، ومنها قوله:



أفاطم لو خلت الحسين مجــدلا

وقد مـات عطشانا بشـط فرات



إذن للطمت الخد فـاطــم عنده

وأجريت دمع العين في الوجنات



فلم يعترض عليه الإمام عليه السلام، ولم يقل له: إن أمنا فاطمة عليها السلام لا تفعل ذلك لأنه حرام، بل هو عليه السلام قد بكي. وأعطي الشاعر جائزة، وأقره علي ما قال. [10] .

8 ـ وذكر في اللهوف: أنه لما رجع السبايا إلي كربلاء في طريقهم الي المدينة، (وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وجماعة من بني هاشم، ورجالاً من آل الرسول قد وردوا لزيارة قبر الحسين، فتوافوا في وقت واحد، وتلاقوا بالبكاء، والحزن، واللطم، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد، واجتمع إليهم نساء ذلك السواد، وأقاموا علي ذلك أياماً). [11] .

فهل كان الإمام السجاد عليه السلام غائبا عن كل هذا؟ ألم يكن معهم في كربلاء حين رجوع السبايا؟ فهم قد لطموا وأقاموا علي ذلك أياما والإمام السجاد عليه السلام معهم. ولم يذكروا أنه عليه السلام قد اعترض عليهم بمخالفة ذلك لأحكام الشريعة.

9 ـ وقد تقدم أنه حين وصل السبايا الي الكوفة وخطبهم الإمام السجاد عليه السلام وفاطمة بنت الحسين عليه السلام، وأم كلثوم بنت علي عليه السلام بكي الناس كما أن النساء (خمشن وجوههن، ولطمن خدودهن، ودعون بالويل والثبور).

10 ـ وفي كامل الزيارات: (أن الحور قد لطمت علي الحسين في أعلي عليين)، فراجع. [12] .

11 ـ روي استحباب الجزع علي الإمام الحسين عليه السلام.. والأحاديث في ذلك كثيرة..

وقد فسر الإمام الباقر عليه السلام الجزع بما يشتمل علي لطم الوجه والصدر..

فقد روي الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن ابي نصر، والحسن بن علي جميعا، عن أبي جميلة، أن جابر قال للإمام الباقر عليه السلام: ما الجزع؟!

فقال عليه السلام: (أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل، ولطم الوجه والصدر الخ..) [13] .

وعن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة، عن جابر مثله.


پاورقي

[1] مقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص39.

[2] مقتل الحسين للمقرم ص261 عن الإرشاد.

[3] کتاب الملهوف ط صيدا ص51 والبحار ج44 ص391.

[4] مقتل الحسين للمقرم ص337 عن جلاء العيون للمجلسي.

[5] الإرشاد للمفيد، ص232 ط مؤسسة الأعلمي سنة 1399هـ. ومقتل سيد الأوصياء للکاظمي ص 98.

[6] الإرشاد للمفيد، ط مؤسسة الأعلمي ص230.

[7] تهذيب الأحکام ج8 ص325 وکشف الرموز ج2 ص263 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص392 الوسائل ج15 ص583 ط المکتبة الإسلامية. والمهذب البارع ج3 ص568 والمسالک للشهيد الثاني ج10 ص29.

[8] جواهر الکلام ج4 ص371.

[9] الجواهر أيضا ج33 ص184 وراجع أيضا کشف الرموز ج2 ص263.

[10] راجع علي سبيل المثال: عيون أخبار الرضا ج2 ص263و264 والبحار ج49 ص237و239 ـ 252 مقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص131 والغدير للعلامة الأميني، وغير ذلک کثير....

[11] اللهوف ص112و113 ط صيدا والبحار ج45 ص146، وجلاء العيون ج2 ص272و273.

[12] کامل الزيارات ص80 والبحار ج45 ص201.

[13] راجع: وسائل الشيعة ط المکتبة الإسلامية ج2 ص915.