بازگشت

زيارة الحسين رغم المخاطر


ومما يدل دلالة واضحة علي أن الجرح ليس حراماً ذاتاً، وإنما هو تابع للوجوه والإعتبارات فإذا تعنون بعنوان إحياء ذكرهم جاز فعله، وأن الأئمة عليهم السلام لم يقيموا وزناً لاحتمال الضرر في مقابل زيارة الحسين عليه السلام. بل شجعوا علي الزيارة رغم وجود ذلك الخوف المستمر عبر القرون، وكانت القوات المسلحة ترصد الطرق وتأخذ كل من يحاول ذلك ليواجه الأذي والتنكيل، مع أن الزيارة مستحبة، وهؤلاء يدعون: أن دفع الضرر المحتمل واجب، فكيف إذا كان هذا الضرر هو الضرب، أو الحبس، أو هلاك النفس؟!.

وكيف إذا كان ذلك الاحتمال قد كبر ونما حتي أوجد حالة قوية من الخوف؟.

وعلي كل حال فإننا نذكر هنا النصوص التالية:

1 ـ حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن حماد ذي الناب، عن رومي، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما تقول في من زار أباك علي خوف؟

قال: يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، الخ.. [1] .

2 ـ بإسناده عن الأصم أيضا، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إني أنزل الأرّجان. وقلبي ينازعني إلي قبر أبيك، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتي ارجع خوفا من السلطان، والسعاة، وأصحاب المسالح. [2] .

فقال: يا ابن بكير، أما تحب أن يراك الله فينا خائفا؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه الخ.. [3] .

3 ـ حدثني حكيم بن داود بن حكيم السراج، عن سلمة بن الخطاب، عن موسي بن عمر عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (يا معاوية، لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام لخوف. فإن من تركه رأي من الحسرة ما يتمني أن قبره كان عنده.

أما تحب أن يري الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلي الله عليه وآله، وعلي وفاطمة والأئمة عليهم السلام الخ..) [4] .

4 ـ حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، قال حدثنا مدلج، عن محمد بن مسلم في حديث طويل قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام: هل تأتي قبر الحسين عليه السلام؟!

قلت: نعم، علي خوف ووجل.

فقال: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه علي قدر الخوف. ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين. وانصرف بالمغفرة، وسلمت عليه الملائكة، وزاره النبي صلي الله عليه وآله ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع رضوان الله. ثم ذكر الحديث. [5] .

5 ـ عن أحمد بن محمد بن عياش، عن ابن قولويه، عن عبيد الله بن الفضل، عن سعيد بن محمد، عن محمد بن سلام، عن أحمد بن محمد الواسطي، عن عيسي بن ابي شيبة، عن نوح بن دراج عن قدامة بن زائدة، عن أبيه، قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: بلغني يا زائدة أنك تزور قبر أبي عبد الله أحياناً؟!

فقلت: إن ذلك لكما.

فقال لي: فلماذا تفعل ذلك، ولك مكان عند سلطانك، الذي لا يحتمل أحداً علي محبتنا وتفضيلنا، وذكر فضائلنا، والواجب علي هذه الأمة من حقنا؟

فقلت والله ما أريد بذلك إلا الله ورسوله، ولا أحفل بسخط من سخط، ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه.

فقال: والله، إن ذلك لكذلك. يقولها ثلاثاً وأقولها ثلاثاً. فقال: أبشر، ثم أبشر، ثم أبشر. إلخ.. [6] .


پاورقي

[1] کامل الزيارات ص125 وراجع: ارشاد العباد إلي لبس السواد ص59 ميرزا جعفر الطباطبائي ومکيال المکارم ج2 ص388 ميرزا تقي الأصفهاني.

[2] جمع مسلحة وهي المواضع التي فيها أناس مسلحون، من قبل السلطان.

[3] کامل الزيارات ص126.

[4] کامل الزيارات ص126.

[5] کامل الزيارات ص127.

[6] کامل الزيارات ص 260 و261 والبحار ج 45 ص 179.