بازگشت

جواز الجرح لرغبة دنيوية


7 ـ وأوضح من ذلك كله.. أن الفقهاء يحكمون بجواز إجراء عمليات هدفها مجرد التجميل، لمجرد رغبة شخصية ولهدف دنيوي بحت، وهو أن يصير أكثر مقبولية لدي الجنس الآخر، مثلاً.

ولا يعترض الشارع عليه، ولا يمنعه بل هو يسهل له الأمر، فيسمح له بالتيمم بدلاً عن الوضوء، ويسمح له بالصلاة من جلوس، أو في حال الإستلقاء، وأن يومئ للسجود إيماء فقط، ويعفو له عن دم الجروح في الصلاة.. وما إلي ذلك..

وكل ذلك يدل علي أن ما يقال: من عدم جواز أن يجرح الإنسان نفسه، وأنه محرم بذاته لا يمكن قبوله. فإن المحرم بذاته لا يمكن أن يصير حلالاً، فضلاً عن أن يصبح مستحباً، أو واجباً في بعض الموارد.

كما أننا لا نجد مصلحة في كثير من الموارد المشار إليها ـ كمورد الجراحة للتجميل ـ تلزم بالترخيص بهذا الحرام، فضلاً عن أن تجعله واجباً.

ومن الطريف هنا: أن بعض من لا يبيح جرح الرأس في عاشوراء قد أجاز الملاكمة وغيرها من الألعاب القتالية الخطرة، والتي لا شك في تأثيرها السلبي علي سلامة الأشخاص، وعلي حياتهم. والمسوغ لذلك عنده هو أن لهذه المباريات غرضا عقلائيا مع العلم بأن المباريات ترتكز في كثير من الأحيان إلي المقامرات والرهانات.