بازگشت

تقديم


بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله، والصلاة والسلام علي خير خلقه، وأشرف بريته، محمد وآله الطاهرين، واللعنة علي أعدائهم إلي قيام يوم الدين.

وبعد..

فقد جاءت الآيات الشريفة لتأمر بالتذكير بأيام الله، وبتعظيم شعائر الله سبحانه.

قال تعالي: (ذلك من يعظم شعائر الله، فإنها من تقوي القلوب) [1] .

وقال سبحانه: (وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) [2] .

وورد عن الأئمة الأطهار عليهم السلام أوامر كثيرة تحث بإحياء أمرهم عليهم السلام، [3] خصوصاً ذكري عاشوراء..

ولا يصغي إلي الشبهات التي تثار حول كون عاشوراء من هذه الشعائر، أو من أيام الله، التي لا بد من التذكير بها، أو ليست منها، فإنها لا تعدو كونها شبهة في مقابل بديهة.

هذا، وقد ظهرت عبر التاريخ أساليب متنوعة في هذا المجال، من قبل المتمسكين بحبل الله الممدود من السماء إلي الأرض، والمعتصمين بولاية أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة..

وكان من هذه الأساليب، لطم الخدود والصدور، وضرب الظهور بالسلاسل. وحتي جرح الرؤوس.

وهي أمور لم يستسغها البعض، فأثار عاصفة من التنفير منها ـ علي اعتبار أنها من مظاهر الجهل والتخلف تارة.. وأن فيها أذي للجسد أخري، والأذي يدخلها في دائرة الضرر الذي يحرم الإقدام عليه شرعاً..

كما أن هناك من يقول: إن هذه الأساليب توجب وهناً في المذهب، وإساءةً لسمعته، وتنفيراً للناس منه..

فمست الحاجة، بعد أن وردت إلينا وعلينا أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع إلي معالجته بصورة علمية وموضوعية، معالجة تميط اللثام عن الواقع والحقيقة في هذه المسألة من خلال النصوص الإسلامية، التي لابد من أن يكون أي رفض أو قبول مستنداً إليها ومرتكزاً عليها حتي التاريخية منها، مما كان بمرأي ومسمع من الأئمة عليهم السلام، ويستطيع أن يكون حجة ودليلاً علي هذا الأساس.

فكانت نتيجة هذه المحاولة هي هذا البحث المقتضب الذي بين يدي القارئ الكريم، فنحن نقدمه إليه، ورجاؤنا الأكيد هو أن يتحفنا بملاحظاته، إن رأي أن هناك ما يلزم التنبيه عليه، ولفت النظر إليه، وسوف نكون من الشاكرين.

والصلاة والسلام علي عباده الذين اصطفي محمد وآله الطاهرين.

7/12/1422 هـ

جعفر مرتضي العاملي


پاورقي

[1] سورة الحج الآية 32.

[2] سورة إبراهيم الآية 5.

[3] وسائل الشيعة ج 14 ص 501، والأمالي للطوسي ج 2 ص 228 والبحار ج 1 ص 200 وراجع کامل الزيارات ص 175 وقرب الاسناد ص 18 وتفسير القمي ج 2 ص 292 وثواب الأعمال ص 223.