بازگشت

مواقع الثورة و المناعة في حياة الامة


ان هذه النقاط (المواريث الحضارية)، تعتبر نقاط القوة و مراكز المناعة في حياة الامة، و تشبه تماما الجذور العميقة التي تحفظ الشجرة الباسقة من السقوط.

ان هذه الجذور هي التي تمد الشجرة بالغذاء و الماء، و تحفظ الشجرة من السقوط... كذلك المواريث الحضارية تعتبر الجذور و الامتدادات العميقة التي تحفظ الامة و تمنحها المناعة و تحصنها ضد الغزو الأجنبي. [1] .


و في تأريخنا السياسي المعاصر، كلما تحرك أعداء الاسلام لغزو المنطقة الاسلامية فكريا و سياسيا و اقتصاديا و عسكريا، اصطدموا بواحد من هذه المراكز (مراكز القوة و المناعة في حياة الامة)، و تراجعوا أمامه.

فقد احتل العدو القلاع و الحصون و القواعد العسكرية الضخمة... ولكنه عندما اصطدم بالمسجد اضطر للتراجع و الانسحاب. و قد احتل العدو الاذاعة و التلفزيون و الصحافة، و أخضعها جميعا لحركة التغريب، ولكنه عندما اصطدم بصخرة المنبر و الحوزات و المدارس الدينية و المساجد و الأذان و الصلاة و مجالس العزاء الحسيني، اضطر للتراجع و الانسحاب، و السر كل السر في هذه القوة هو الامتداد التاريخي العميق لهذه المواريث الحضارية و المدنية في ضمير الامة، مما يجعل من الصعب جدا مداهمة هذه المراكز من قبل الاعداء و احتلالها و القضاء عليها.


پاورقي

[1] روي أحد العلماء عن بعض السياسيين، أن الانجليز کانوا مندفعين بقوة للقضاء علي الاسلام في ايران، و کانوا يعملون لاستبدال الحضارة الاسلامية في ايران في عهد بهلوي بالحضارة الغربية و ربط البلد بعجلة الحضارة الغربية بشکل کامل... و لما توفي السيد أبوالحسن الاصفهاني رحمه الله - أحد کبار مراجع التقليد في النجف الأشرف - أحدثت وفاته هزة عميقة في کل ايران، و لبست ايران الحداد أربعين يوما لوفاة هذا العالم الجليل، و أقيمت له مجالس العزاء علي مساحة واسعة جدا في ايران... فبدأ الأنجليز يراجعون حساباتهم من جديد في امکان القضاء علي الاسلام بشکل کامل، في بلد يهتز من أقصاه بهذا الشکل القوي العنيف لوفاة عالم من علماء الاسلام، فکيف يمکن القضاء علي الاسلام، و اجتثاث جذوره من قلوب و صدور هذه الامة.

يقول هذا السياسي، و هو کان من المرتبطين بعجلة الاستکبار الغربي: أن حادث وفاة السيد أبوالحسن الأصفهاني رحمه الله أثر في تخفيف الضغط المناوي‏ء للاسلام من قبل الانجليز علي ايران لفترة من الوقت.