بازگشت

الاطار التاريخي للشعائر الاسلامية


و البعد الآخر للشعائر و الفرائض الاسلامية هو البعد التاريخي (العمودي)، و لهذا البعد تأثير كبير في تعميق مشاعر العبودية و الاقبال علي ذكر الله تعالي في حياة الناس.

و لهذا الأمر يهتم القرآن كثيرا بالبعد التاريخي للصلاة و الايمان و الدين، يقول تعالي: (شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا و الذي أوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و موسي و عيسي أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه). [1] .

(قولوا آمنا بالله و ما انزل الينا و ما انزل الي ابراهيم و اسماعيل و اسحاق و يعقوب و الأسباط و ما اوتي موسي و عيسي و ما اوتي النبيون من ربهم). [2] .

(و وهبنا له اسحاق و يعقوب نافلة و كلا جعلنا صالحين و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا اليهم فعل الخيرات و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين). [3] .

و انطلاقا من هذا التصور للتاريخ و الميراث، نقول: ان حج ابراهيم عليه السلام له تأثير في حجنا، و صلاة موسي و عيسي عليه السلام لها تأثير في صلاتنا، و دعوة نوح عليه السلام لها تأثير مباشر و غير مباشر علي دعوتنا الي الله تعالي، و أن جهاد الحسين عليه السلام في كربلاء و وقعة الطف له تأثير مباشر علي مسيرتنا و دعوتنا


و مواجهتنا اليوم لطواغيت عصرنا، و أن أجزاء هذه المسيرة الواحدة من آدم و نوح عليهماالسلام الي اليوم الحاضر أجزاء مترابطة متماسكة، السابق منه يدعم اللاحق، و اللاحق منه يرث السابقين.

و علي هذه المسيرة، تنتقل القيم و التراث، و الولاء و البراءة، و الحب و البغض، و التصورات و الأخلاق من جيل الي جيل.


پاورقي

[1] الشوري / 13.

[2] البقرة / 136.

[3] الأنبياء / 73 - 72.