بازگشت

الاطار الاجتماعي للشعائر الاسلامية


ففي الاطار الاجتماعي و هو الاطار الأول يتفاعل الفرد - تفاعلا قويا - مع الجو الاجتماعي الذي تقام فيه الفريضة... فأن الصلاة جماعة و جمعة لها تأثير متقابل في نفوس المصلين. و الفرد الذي يقيم الصلاة في وسط حاشد من جماعة المسلمين يكتسب من حضور الآخرين اندفاعا و قوة و اقبالا علي فريضة الصلاة و تفاعلا معها، في الوقت الذي يكسب الآخرين بحضوره نفس الاندفاع و القوة و التفاعل و الاقبال.

و هذا التعاطي و التبادل المتقابل من قبل المصلين يكسب الصلاة في نفوس الجميع أصالة و ثباتا و قوة و جاذبية.

و لعل الاهتمام بالجمعة و الجماعة في الاسلام من هذا المنطلق، و رغم أن الانفراد و الخلوة في ذكر الله تفيد الانسان في الاقبال علي الذكر كثيرا.. رغم ذلك تفضل الشريعة اقامة الصلاة جماعة علي الصلاة فرادي و تؤكدها، حتي روي عن رسول الله صلي الله عليه وآله أنه قال:«لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع المسلمين الا من علة». [1] .

و روي عن الصادق عليه السلام:«ان اناسا كانوا علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله أبطأوا عن الصلاة في المسجد، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: ليوشك قدم يدعون للصلاة في المسجد أن نأمر بحطب ليوضع علي أبوابهم، فتوقد عليهم نار، فتحرق عليهم بيوتهم». [2] .


و الجماعة بحكم هذا التأثير المتبادل الذي يتركه كل واحد من الجماعة في الآخرين ليس كمية عددية فقط تساوي مجموعة الأفراد، و انما يتحول هذا الكم الي كيف خاص تعبر عنه الروايات ب(يدالله)، فالجماعة ليست فقط مجموعة الأفراد و انما تساوي (مجموعة الأفراد يدالله).


پاورقي

[1] علل الشرائع للصدوق / ص 325، و وسائل الشيعة / ج 5، ص 377.

[2] التهذيب للشيخ الطوسي / ج 3، ص 25.