بازگشت

التبني الجمعي و العمق الحضاري لفريضتي الصلاة و الحج


و ما دمنا نتحدث عن (الصلاة) و(الحج) كمثالين للظواهر و المواريث الحضارية... فلا بأس أن نقف وقفة قصيرة عند هاتين الظاهرتين الربانيتين في حياة الانسان، فنقول:

ان القيمة و الفاعلية والجاذبية التي تملكها هاتان الفريضتان في حياتنا تعود الي أمرين اثنين:

الجهد الجمعي الكبير المبذول في اقامة هاتين الفريضتين في المقطع الزماني الواحد، في اجتماعات كبيرة و حاشدة، و لا شك أن هذا الجهد و الاهتمام الجمعي بهاتين الفريضتين من قبل الملايين من المسلمين ينعكس في الصلاة و الحج بشكل واضح، و يكسب هاتين الفريضتين هذه الجاذبية و التعاطف و القيمة و الفاعلية في نفوس جماهير المؤمنين، و الي جنب هذا البعد، هناك بعد آخر للصلاة و الحج، و هو البعد التاريخي الذي تحدثنا عنه.. فان الاقامة الطويلة للصلاة و الحج و الممارسة التاريخية الطويلة لهاتين الفريضتين عبر القرون، تمنح هاتين الفريضتين قيمة كبيرة و فاعلية و جاذبية خاصة، و هذا هو الذي نقصده من كلمة (الميراث).

و لهذا السبب يؤكد الاسلام تأكيدا كبيرا علي الاهتمام بالاطار الاجتماعي (البعد الأول) و بالاطار التاريخي (البعد الثاني) للفرائض.