بازگشت

عراقة الميراث الحضاري


كلما يطول الزمن فالظاهرة الحضارية تزداد تأصلا و عراقة و عمقا في وجود الامة، و تتمتع بقوة و اصالة و قدرة أكثر علي مواجهة التحديات... و لذلك فان التاريخ تراكم من العمل و الجهد و التبني، و كلما يكون التاريخ أطول يكون الجهد و العمل المبذول في تبني أية ظاهرة اجتماعية أكثر... و نتيجة لذلك تكون الظاهرة الاجتماعية أقوي و أثبت و أكثر أصالة و عقما و متانة، و أقوي علي مواجهة التحديات.

ف (الصلاة) مثلا ظاهرة حضارية عميقة الجذور في التاريخ، و ميراث حضاري عريق في الأجيال تنتقل من جيل الي جيل، و كلما يمر علينا زمن أطول تزداد أصالة و ثباتا و عمقا في حياة الانسان.

فالعراقة التي نجدها نحن في حياتنا اليومية للصلاة، ليست حصيلة جهد و عمل فردي، وفي مقطع زمني خاص، و انما هي حصيلة جهود و أعمال كبيرة و كثيرة عبر التاريخ في تبني الصلاة و اقامتها و الدعوة اليها و تأكيدها و ترسيخها، و هذه الجهود جميعا تتمثل اليوم في (الصلاة) التي نقيمها نحن في بيوتنا و مساجدنا.

(و الحج) ظاهرة حضارية و ميراث حضاري، ورثناه نحن من أبي الأنبياء ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام.

و لهذه الظاهرة الحضارية عراقة، و عمق خاص، و أصالة في حياتنا، و جاذبيه خاصة في نفوسنا، فاذا حان وقت الحج توجه مئات الآلاف من المسلمين، من كل فج عميق، رجالا و علي كل ضامر الي البيت العتيق لأداء فريضة الحج.

يقول تعالي لعبده و خليله ابراهيم عليه السلام:


(و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و علي كل ضامر يأتين من كل فج عميق). [1] .


پاورقي

[1] الحج / 27.