بازگشت

كيف تتحول العوائق الي منطلقات؟


و من عجب أن الطريقة الاسلامية الصحيحة للتعامل و مع وجهي الحياة الدنيا تحول هذين الوجهين من الدنيا«التبعات و التعلقات»من عوائق الي منطلقات، فتكون الدنيا للانسان منطلقا الي الله سبحانه و ليست عائقا، و يكون ماله و عياله مادة لحركته الي الله تعالي و منطلقا لعروجه اليه عزوجل.

و الي هذه الحقيقة يشير الامام علي أميرالمؤمنين عليه السلام في كلمته، و قد سمع رجلا يذم الدنيا، فقال له فيما قال:

«ان الدنيا دار صدق لمن صدقها، و دار عافية لمن فهم عنها، و دار غني لمن تزود منها، و دار موعظة لمن اتعظ بها، مسجد أحباء الله، و مصلي ملائكة الله، و مهبط وحي الله، و متجر أولياء الله، اكتسبوا فيها الرحمة، و رحبوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها، و قد آذنت ببينها [1] ، و نادت بفراقها، و نعت نفسها و أهلها، فمثلت


لهم ببلائها البلاء، و شوقتهم بسرورها الي السرور، راحت بعافية، و ابتكرت [2] بفجيعة، ترغيبا و ترهيبا، و تخويفا و تحذيرا، فذمها رجال غداة الندامة، و حمدها آخرون يوم القيامة، ذكرتهم الدنيا فتذكروا، و حدثتهم فصدقوا، و وعظتهم فاتعظوا» [3] . و يقول عليه السلام في كلمة اخري:

«الدنيا دار ممر، لا دار مقر، و الناس فيها رجلان رجل باع نفسه بأوبقها، و رجل ابتاع نفسه فأعتقها». [4] .


پاورقي

[1] بينها: بعدها و زوالها عنهم.

[2] ابتکرت: اصبحت، تبتکر أي تصيح.

[3] نهج‏البلاغة / باب الحکم / الحکمة: رقم 126.

[4] نهج‏البلاغة / باب الحکم / الحکمة: رقم 128.