بازگشت

الاعتذار


قدم الضحاك أول ما قدم الاعتذار للامام عليه السلام بما عليه من ديون و مال، شأنه في ذلك شأن صاحبه، فقال:«ان علي دينا و ان لي لعيالا».

و أول ما يلفت نظرنا في هذا الجواب، أن الضحاك و مالك بن النضر لم يختلفا في الجواب، فكل منهما اعتذر عن تلبية دعوة الحسين عليه السلام بالعيال و الدين، غير


أن الضحاك استجاب لدعوة الحسين استجابة محدودة و مقيدة و مشروطة بعد أن اعتذر أولا، و أما صاحبه الأرحبي فلم يستجب مطلقا لدعوته.

و في هذا الاعتذار و الاستجابة المشروطة من التعقيد ما ليس في موقف صاحبه، و قد كان أحري به أن يستجيب استجابة محدودة ثم يعتذر، فلماذا قدم الاعتذار علي الاستجابة؟ ان في الأمر لسرا كامنا في أعماق نفس الضحاك، فعندما طلب الحسين عليه السلام منه النصرة تزاحمت في نفسه حالة الشح و حالة الانفاق، فغلبت حالة الشح حالة الانفاق و سبقتها الي البروز، ولكن لم تصادر الحالة الاخري تماما، كما كان في موقف مالك بن النضر الأرحبي.

و لنتأمل اذن في اعتذار الضحاك بعياله و ديونه:

ان الابتلاء بالدين و العيال من سنن الله في حياة الانسان، و قلما يشذ عنه انسان، شأنهما في ذلك شأن غيرهما من سنن الله تعالي في حياة الانسان.

فلابد للأنسان من عيال، و لابد أن يدخل مع الناس في بيع و شراء، فيكون دائنا و مدينا، يطلب الناس و يطلبونه.