بازگشت

خبر الضحاك بن عبدالله المشرقي


و هذا نموذج من المتخلفين عن الحسين عليه السلام و قصته معروفة في كتب السيرة.

رافق الامام الحسين عليه السلام الي ساحة المعركة و دخل المعركة معه و قاتل قتال الأبطال و أبلي بلاء حسنا في القتال، استحسنه الامام ولكنه اشترط علي الامام عليه السلام منذ أن التحق به أن يجعله في حل منه اذا دارت دائرة الحرب عليه، و لم يعد ينفعه قتاله و دفاعه عنه.

فلما رأي أن المعركة قد دارت علي الحسين عليه السلام و وجد أن الحسين و أهل بيته و أصحابه عليهم السلام لا محالة مقتولين، و لم يعد ينفع الحسين قتاله و دفاعه، استأذن الحسين عليه السلام أن يترك ساحة القتال و ينجو بنفسه، فأذن له الحسين كما وعده من قبل، فهرب الضحاك بن عبدالله المشرقي بنفسه من ساحة المعركة و ترك الامام و من معه من أهل بيته و أصحابه للقتل في ساحة المعركة و نجا بنفسه.

فلنقرأ أولا خبر الضحاك بن عبدالله المشرقي برواية الطبري من أبي مخنف،


ثم نحاول أن نحلل هذا الخبر.

روي أبومخنف عن الضحاك بن عبدالله المشرقي، قال: قدمت و مالك بن النضر الأرحبي علي الحسين، ثم جلسنا اليه، فرد علينا، فرحب بنا، و سألنا عما جئنا له؟

فقلنا: جئنا لنسلم عليك، و ندعو الله لك بالعافية، و نحدث بك عهدا، و نخبرك خبر الناس و انا نحدثك أنهم قد أجمعوا علي حربك، فر رأيك.

فقال الحسين عليه السلام:«حسبي الله و نعم الوكيل».

قال: فتذممنا، و سلمنا عليه، و دعونا الله له، قال:«فما يمنعكما من نصرتي؟»

فقال مالك بن النضر: علي دين ولي عيال، فقلت له: ان علي دينا و ان لي لعيالا، ولكنك أن جعلتني في حل من الانصراف اذا لم أجد مقاتلا، قاتلت عنك ما كان لك نافعا و عنك دافعا، قال:«فأنت في حل». [1] .

قال أبومخنف:«حدثني عبدالله بن عاصم عن الضحاك بن عبدالله المشرقي قال: لما رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا و قد خلص اليه و الي أهل بيته و لم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي و بشير بن عمرو الحضرمي قلت له: يابن رسول الله قد علمت ما كان بيني و بينك، قلت لك: أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا، فاذا لم أر مقاتلا فأنا في حل من الانصراف، فقلت لي:«نعم»، فقال:«صدقت، و كيف لك بالنجاة؟ ان قدرت علي ذلك فأنت في حل»، قال: فأقبلت الي فرسي، و قد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر أقبلت بها حتي أدخلتها فسطاطا لأصحابنا بين البيوت، و أقبلت أقاتل معهم راجلا، فقتلت


يومئذ بين يدي الحسين رجلين، و قطعت يد آخر و قال لي الحسين يومئذ مرارا:«لا تشلل، لا يقطع الله يدك، جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيك صلي الله عليه وآله، فلما أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط ثم استويت علي متنها ثم ضربتها حتي اذا قامت علي السنابك رميت بها عرض القوم، فأفرجوا لي و أتبعني منهم خمسة عشر رجلا حتي انتهيت الي«شفية»قرية قريبة من شاطي ء الفرات، فلما لحقوني عطفت عليهم فعرفني كثير بن عبدالله الشعبي و أيوب بن مشرح الخيواني و قيس ابن عبدالله الصائدي، فقالوا: هذا الضحاك بن عبدالله المشرقي هذا ابن عمنا ننشدكم الله لما كففتم عنه، فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم: بلي والله لنجيبن اخواننا و أهل دعوتنا الي ما أحبوا من الكف عن صاحبهم، قال: فلما تابع التميميون أصحابي كف الآخرون، قال: فنجاني الله». [2] .

و قال السماوي في«ابصار العين»:

«بقي الضحاك بن عبدالله المشرقي مع الحسين عليه السلام حتي اذا أمر ابن سعد بالرماة فرموا أصحاب الحسين و عقروا خيولهم أخفي فسره في فسطاط، ثم نظر فاذا لم يبق مع الحسين الا سويد«بن عمر»و بشر بن عمرو الحضرمي فاستأذن الحسين، فقال له:«كيف لك النجاة؟، قال: ان فرسي قد أخفيته فلم يصب فأركبه و أنجو، فقال له:«شأنك فركب و نجا بعد لأي». [3] .


پاورقي

[1] تأريخ الطبري / طبعة ليدن: ج 7 ص 321.

[2] تأريخ الطبري / الطبعة الاوربية: ج 7 ص 355 - 354. و نفس المهموم للشيخ عباس القمي: ص 300 - 298.

[3] ابصار العين / ص 101.