بازگشت

دولة الموطئين


و هذه الثورة المباركة بداية انعطاف كبير في تاريخ و حضارة الانسان، و أمر ذو وبال و ذو خطر كبير في حياة الانسان و مستقبله..

و الذي يستقرء الروايات الواردة عن رسول الله صلي الله عليه وآله و عن أهل بيته، لا يشك أن هذه الثورة بخصائصها البارزة و قيادتها سوف تمهد للانقلاب الكبير في تاريخ الانسان و هو ظهور الامام المهدي من آل محمد (عجل الله تعالي فرجه).

و أن اليوم الموعود الذي وعدنا الله به و رسوله بقيام دولة الاسلام الكبري.. و تمكين المستضعفين من الأرض.. قيام الامام المهدي بثورته الكبري في الأرض.. لقريب ان شاء الله..

و أن هذه الثورة توطي ء الأرض لتلك الثورة الكبري و تمهد الامة لظهور و قيام القائم من آل محمد عليه السلام.

و فيما يلي ننقل اضمامة من هذه الروايات:

عن عبدالله بن مسعود قال: أتينا رسول الله صلي الله عليه وآله فخرج الينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شي ء الا أخبرنا به، و لا سكتنا الا ابتدأنا... حتي مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن و الحسين فلما رآهم التزمهم و انهملت عيناه.. فقلنا: يا رسول الله ما نزال نري في وجهك شيئا تكرهه؟

فقال: انا أهل بيت أختار الله لنا الآخرة علي الدنيا، و أنه سيلقي أهل بيتي من بعدي تطريدا و تشريدا في البلاد حتي ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون


فينصرون.. فمن أدركهم منكم و من أعقابكم فليأت امام أهل بيتي ولو حبوا علي الثلج، فانها رايات هدي يدفعونها الي رجل من اهل بيتي يواطي ء اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما». [1] .

و روي المجلسي في بحار الأنوار عن الامام الباقر عليه السلام قال:

(كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه، فاذا رأوا ذلك و ضعوا سيوفهم علي عواتقهم.. فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه، حتي يقوموا، و لا يدفعونها الا الي صاحبكم (أي المهدي عليه السلام) قتلاهم شهداء: أما اني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر). [2] .

و روي في البحار عن بعض أصحابنا قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالسا اذ قرأ هذه الآية: (فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا) فقلنا جعلنا فداك من هؤلاء؟ فقال ثلاث مرات: (هم والله أهل قم، هم والله أهل قم، هم والله أهل قم). [3] .

و روي في البحار عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: (رجل من أهل قم يدعو الناس الي الحق يجتمع معه قوم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح و العواصف، و لا يملون من الحرب و لا يجبنون، و علي الله يتوكلون، و العاقبة للمتقين). [4] .

و روي في البحار عن علي بن ميمون الصائغ عن الامام الصادق عليه السلام قال:


(و سيأتي زمان تكون بلدة قم و أهلها حجة علي أهل الخلائق و ذلك في زمان غيبة قائمنا الي ظهوره، و لولا ذلك لساخت الأرض بأهلها).

و روي بأسانيد اخري ايضا عن الامام الصادق عليه السلام أنه ذكر الكوفة و قال: (ستخلوا كوفة من المؤمنين و يأزر عنها العلم كما تأزر الحية، يظهر العلم ببلدة يقال لها قم و تصير معدنا للعلم و الفضل حتي لا يبقي في الأرض مستضعف في الدين حتي المخدرات في الحجال، و ذلك عند قرب ظهور قائمنا، فيجعل الله قم و أهله قائمين مقام الحجة، ولو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها و لم يبق في الأرض حجة فيفيض العلم منه الي سائر البلاد في المشرق و المغرب فتتم حجة الله علي الخلق حتي لا يبقي أحد علي الأرض لم يبلغ اليه الدين و العلم. ثم يظهر القائم و يصير سببا لنقمة الله و سخطه علي العباد لأن الله لا ينتقم من العباد الا بعد انكارهم حجته). [5] .

و قال صاحب تفسير الكشاف في تفسير قوله تعالي: (و ان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). [6] .

قال: و سئل رسول الله صلي الله عليه وآله عن القوم و كان سلمان الي جنبه فضرب علي فخذه و قال هذا و قومه. [7] .

هذه اضمامة من الروايات التي تشير الي استمرارية هذه الثورة المباركة حتي ظهور الامام المهدي من آل محمد صلي الله عليه وآله و أن هذه الثورة المباركة سوف تمهد لظهور و قيام الامام المهدي عجل الله فرجه ان شاء الله.



پاورقي

[1] اخرجه الحاکم في المستدرک / ج 4 ص 464 و ص 553، و المتقي في کنزالعمال / ج 7 ص 187، و ابن‏ماجة في سننه / ج 2 ص 518 و ص 269، و ابن‏حجر في الصواعق المحرقة / ص 100 هذا الحديث.

[2] بحارالأنوار / ج 51 ص 83 ج 52 ص 243.

[3] بحارالأنوار / ج 60 / ص 216.

[4] البحار / ج 60 ص 446، 216.

[5] بحارالأنوار / ج 60 ص 213.

[6] محمد / 38.

[7] تفسير الکشاف / ج 4 ص 331.