بازگشت

حتمية الصراع


و لقد كان من الطبيعي أن يكون ميلاد هذه الدولة المباركة و استمرارها، ايذانا بصراع ممتد طويل بينها و بين الجاهلية الحديثة..


فلا يمكن أن يسكت أو يهدأ الغرب أمام هذه الموجة الربانية.. دون اثارة الفتن و المتاعب في طريق دعاة هذه الثورة.. و دون أن تعمل علي تطويق و مصادرة هذه الثورة..

أن الذي يتفهم سنن الله في التاريخ، يستطيع أن يفهم بوضوح حتمية هذا الصراع بين هاتين القوتين؛ القوة الاسلامية النامية... و قوة الكفر العالمي.. و أن هذا الصراع سوف يكون من أقسي أنواع الصراع و أطوله... ذلك أن هذا الصراع صراع من أجل البقاء.. و الصراع علي البقاء يطول و يقسو و يستمر.. لأنه صراع عقائدي حضاري... و ليس صراعا علي ماء و طين، و علي نفط و صلب و نحاس، حتي يمكن اللقاء و التفاهم فيها.

و لا يمكن تجنب هذا بحال من الأحوال ان هذه الثورة و الدولة قد كسرتا دائرة النفوذ الاستكباري: الشرقي و الغربي، علي العالم الاسلامي، و خرجت الدولة الاسلامية لأول مرة عن منطقة نفوذ القوي الكبري بشكل كامل، و تعمل الثورة الآن لفك هذا الحصار عن كل العالم الاسلامي... و من الطبيعي أن تواجه الاستكبار هذه الثورة و دولتها الناشئة بكل أنواع الضغوط و المؤامرات من الداخل و الخارج لتحجيمها و استهلاكها و تطويقها.