بازگشت

تراكم من الفعل و الحراب الفعل و الانفعال


ان هذه الثورة حصيلة جهود كثيرة و كبيرة، من قبل كل العاملين في سبيل الله و طلائع العمل الاسلامي، من الذين وعوا محنة تخلف الامة و تحملوا المسؤولية، و نهضوا بأعباء المسؤولية، ان هؤلاء جميعا لهم دور في بناء قواعد هذه الثورة، و في انجاز هذه الحركة الربانية علي وجه الأرض، و في تحريك هذا السيل


البشري الهادر الذي زعزع مكان الطاغوت.. أن الطالب الذي كان يدعو الي الله و رسوله و الي تحكيم شريعة الله، بين زملائه الطلبة، له دور في بناء هذه الثورة، و العامل الذي كان يبث الوعي الاسلامي في صفوف اخوانه العمال، له دور في هذه الثورة، و الخطيب الذي كان يخطب في المساجد و الاجتماعات، و ينشر هدي الاسلام و وعيه، له دور في هذه الثورة، و العالم، و الكاتب، و الشاعر، و الأديب، و المعلم و كل حملة الرسالة، من النساء و الرجال، و الذين وضعوا حجرا في أساس هذه الثورة من مشارق الأرض و مغاربها، لهم دور و حظ في هذه الثورة المباركة...

ان هذه الثورة التي زلزلت الأرض تحت اقدام الطغاة، لم تكن حصيلة فترة زمنية محدودة. و جهد جماعة من العاملين، و انما كانت حصيلة أجيال من العمل في سبيل الله من قبل كل العاملين في حقول العمل الاسلامي... كما أن هذه الثورة حصيلة كل الآلام و الحرمان و الاضطهاد و العذاب و العناء الذي لاقاه المسلمون في مرحلة الركود و الضعف... و ساهم في هذه الثورة كل الشهداء الذين اضطهدوا في سبيل الله... و كل من التفت السياط علي جسمه في غيابات السجون... و كل الدموع و الدماء و الآهات... و كل الهجرات التي كانت في سبيل الله..

أجل ان هذه الثورة كانت انفجارا هائلا لكل هذه الآلآم و المحن... ولو كان الأمر في هذه الثورة الاسلامية يقتصر علي العامل الثاني: (ركام الآلآم و العذاب) لكان من الممكن أن تغلب علي هذه الثورة الصفة الانفعالية... الا أن وجود العامل الأول و قوته و فعاليته في تحقيق هذه الثورة المباركة كان عاملا قويا في توجيه الثورة و تصحيح مسارها و المحافظة عليها من الانحراف.