بازگشت

يوم الفرقان الثالث في تاريخ الاسلام


و ما دمنا قد أشرنا الي يومين من أيام (الفرقان) في التاريخ الاسلامي:

يوم بدر، و يوم عاشوراء، فلا نستطيع ان نتجاوز هذا الحديث دون أن نشير الي اليوم الثالث من أيام (الفرقان) في تاريخ الاسلام الحديث، و الذي يأتي امتدادا ليوم بدر، و يوم عاشوراء.

و هو يوم انتصار الثورة الاسلامية في ايران. و الذي هو من أيام الله الكبري في التاريخ.. هدم الله تعالي فيه عرش أكبر امبراطورية في آسيا، تحميه أضخم الأجهزة السرية و العلنية و أكبر قلعة للاستكبار في المنطقة. يحميها سادس قوة


عسكرية في العالم، و ذلك بقيادة الامام الخميني قدس سره.

ان هذا اليوم لا يعني فقط سقوط نظام اسرة بهلوي في تاريخ ايران، و انما يعني نهاية مرحلة من التاريخ، و بداية مرحلة جديدة في تاريخ الاسلام. فان سقوط اسرة بهلوي، و قيام الجمهورية الاسلامية يعتبر نهاية لعصر من الخمول و الركود و الاستضعاف و اليأس و الارتماء في أحضان الغرب و الشرق... و التخلف الفكري و الثقافي و السياسي و العسكري و الاقتصادي... و الهزيمة النفسية... و بداية عصر جديد من التحرك باتجاه حاكمية دين الله علي وجه الأرض، و فك القيود و الاغلال من الأيدي و الاقدام... و كسر الطوق السياسي، و الاقتصادي، و العسكري، و العلمي، و الحضاري، الذي فرضه الاستكبار الغربي و الشرقي علي العالم الاسلامي... و العودة الي الله، و تعبيد الانسان لله، و تحكيم شريعة الله في حياة الانسان، و اعادة الأعراف و القيم و الأخلاق، و الحدود الاسلامية الي صلب الحياة من جديد... و بالاجمال مرحلة جديدة للتاريخ... ان هذا اليوم امتداد حقيقي ليوم عاشوراء، كما كان يوم عاشوراء امتدادا واقعيا ليوم صفين و بدر.