بازگشت

ابعاد و امتدادات المواجهة ليوم الفرقان


و لقد كان يوم بدر (يوم الفرقان) الأول في تاريخ الاسلام، يقول تعالي: (يوم


الفرقان، يوم التقي الجمعان). [1] .

و هو أول مواجهة قتالية بين التوحيد و الشرك في تاريخ الاسلام...

و علي نتائج هذه المواجهة الميدانية كان يتوقف مصير البشرية جميعا.

صحيح ان الذين وقفوا مع رسول الله صلي الله عليه وآله في بدر ثلاثمائة أو يزيدون، و ان الذين وقفوا الي جانب قريش لقتال رسول الله صلي الله عليه وآله ألف أو يزيدون قليلا، الا أن هذه المواجهة كانت أعمق و أوسع مما يتراءي لنا لأول مرة من خلال التاريخ في وادي بدر في السنة الثانية بعد الهجرة.

فقد كان يقف من وراء المشركين من قريش في بدر جبهة عريضة من الشرك في الجزيرة و خارجها... و تصاعد الأحداث بعد هذا اليوم أثبت هذه الحقيقة... و لقد وقف رسول الله صلي الله عليه وآله بهذه العصابة الصغيرة أمام جبهة الشرك العريضة.

فيوم بدر اذن فرق الناس الي شطرين متمايزين في الولاء:

شطر قوامه ثلاثمائة و خمسة مقاتلين.

و شطر قوامه جبهة الشرك العريضة و بكل امكاناتها الواسعة.

فهو (يوم الفرقان) الأول حقا في تاريخ الاسلام.

أن النظرة الساذجة الاولي لساحة بدر، في السنة الثانية من الهجرة لا تلتقي الا بهذين الجمعين الصغيرين المتقاتلين... ولكن النظرة العميقة الممعنة تلتقي في هذه الساحة بحضارتين و عقيدتين تتصارعان علي البقاء، و في جبهات عريضة واسعة و ليس مع ألف من المقاتلين أو يزيدون فقط..

و لم يكن يوم بدر (يوم الفرقان) الذي يشطر الناس في الولاء و البراءة الي


شطرين في السنة الثانية من الهجرة فقط، و انما يظل هذا اليوم يوم فرقان في تاريخ الاسلام الي أن يأذن الله بنهاية الأرض.


پاورقي

[1] الانفال / 41.