بازگشت

عاشوراء، يوم الفرقان


ان معركة الطف كانت معركة حقيقية في الأبعاد العقائدية و الحضارية و السياسية.

و لذلك فهي تتطلب مواقف حقيقية من الولاء و البراءة، و ترفض التفرج و اللامبالات..


فطبيعة المعارك و الصراعات الحضارية و العقائدية انها تشطر الناس شطرين، مخالف و موافق، و يجري هذا التشطير و الانقسام بصورة مستمرة فيما بعد و الي ما شاء الله من العصور.

و معركة الطف في القمة من هذه المعارك و الصراعات، نظرا الي المواجهة و المقابلة العقائدية و الحضارية و السياسية التي تمت في هذه المعركة... و لوضوح الطرفين في اتجاهاتهما العقائدية و الحضارية، فلم يكن خافيا أمر الحسين ابن بنت رسول الله و سيد شباب أهل الجنة علي أحد من المسلمين، كما لم يكن خافيا أمر يزيد بن معاوية ابن آكلة الأكباد... و سلالة الشجرة الملعونة في القرآن علي أحد، و لا أحد يشك ماهية و حقيقة الطرفين المتصارعين... و من منهما كان يدعو الي الله، و من منهما كان يخالف ارادة الله و يعصي الله.

هذه المأساة و المواجهة التاريخية شطرت الناس، شطرين متميزين...

الشطر الأول: الموالي و الناصر و المنتمي و المرتبط و المساند...

و الشطر الثاني: المخالف و المعادي.

و هذا الصراع لم يدع أحدا يقف بين الصفين ليتفرج علي المعركة من دون أن يصيبه غبار من هذا الطرف أو ذاك.

فلابد من موقف محدد من ولاء أو براءة.

و لذلك قلنا أن هذه المعركة شطرت الناس في الولاء و البراءة شطرين متميزين من سنة احدي و ستين هجرية.. الي يومنا الحاضر و الي ما شاء الله من العصور.