الطائفة الثالثة الشريحة الراضية
و الطائفة الثالثة: هي الطائفة التي سمعت بذلك فرضيت به.
و هذه الطائفة تستوقف الانسان طويلا فمن هم اولئك الذين سمعوا بذلك فرضوا به؟
ان هذه الطائفة ليست بالتأكيد مشاركة في القتال و لا هي مشاركة في ممارسة الظلم بصورة عملية، و لا كانت تدخل ضمن الطائفة الاولي أو الثانية و الا لم يكن من موجب لافرادها بالذكر ثالثا.
فهذه الطائفة لابد أن تكون ممن سمعوا استنصار الحسين عليه السلام و لم ينصروه و آثروا العافية علي الوقوف بجانب سيدالشهداء في معركة الطف... و خذلوا سيدالشهداء عليه السلام و لم ينصروه في يوم عاشوراء... و هذه الطائفة لابد أن تكون راضية بما حدث في يوم عاشوراء...
فلا يمكن أن يتم هذا الخذلان و السكوت و القعود عن نصرة ابن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله في معركته مع طاغوت عصره و القعود بعد ذلك عن أخذ ثاره لولا انهم كانوا راضين بما حدث.
أن تخلف هؤلاء عن الالتحاق بالحسين عليه السلام و تقاعسهم عن نصرة الحسين، و ايثارهم للعافية في دنياهم علي آخرتهم، ينطوي علي الرضا بما قام به يزيد... و ان لم يكن كذلك فان كل هذا التخلف و التقاعس و ايثار العافية يؤدي أخيرا الي الرضا بالظلم...
و قد ذكرت هذه الطائفة في نصوص اخري للزيارة بصيغ مختلفة كلها تصب في معني التخاذل عن نصرة (أبي عبدالله الحسين) عليه السلام و التقاعس عن الالتحاق به و ايثار العافية علي الوقوف الي جانب سيدالشهداء عليه السلام.
فقد ورد في الزيارة المطلقة الثانية:
(لعنت أمة قتلتكم و امة خالفتكم و امة جحدت ولايتكم و امة ظاهرت عليكم و امة شهدت و لم تستشهد...). [1] .
و موضع الشاهد الفقرة الأخيرة (و امة شهدت و لم تستشهد).
و ورد في الزيارة المطلقة السابعة:
(و أشهد ان قاتلك في النار، ادين الله بالبراءة ممن قتلك و ممن قاتلك و شايع
عليك، و ممن جمع عليك، و ممن سمع صوتك و لم يعنك). [2] .
و موضع الشاهد، (و ممن سمع صوتك و لم يعنك).
و ورد في زيارة ليلة القدر و ليلة العيدين:
(أشهد أن الذين خالفوك و حاربوك، و الذين خذلوك و الذين قتلوك ملعونون علي لسان النبي الامي). [3] .
و واضح في هذا النص ان الطوائف الثلاثة الملعونة هي:
1- الطائفة التي خالفت و ظلمت.
2- و الطائفة التي قاتلت الحسين و قتلت.
3- و الطائفة التي خذلت الحسين عليه السلام و لم تلب دعوة الحسين عليه السلام و لم تنصره، فالذين سمعوا صرخة الحسين عليه السلام في وجه يزيد و سمعوا نداء الحسين عليه السلام و هو يستنصر المسلمين فلم يتحركوا، و خذلوا سيد شباب أهل الجنة، و آثروا عافية دنياهم علي سلامة الآخرة، و تخلفوا عن الالتحاق بالحسين عليه السلام... اولئك من أهل البراءة، و من الذين يستحقون اللعن.
پاورقي
[1] الزيارة المطلقة الثانية.
[2] الزيارة المطلقة السابعة.
[3] الزيارة المخصوصة لليلة القدر و ليلة العيدين.