الموقف
ثم يأتي بعد هذه المرحلة من التعبير عن الولاء (التسليم)، و (الشهادة) و (الموقف).
و الموقف هنا في (الايمان و الرأي) و في (العمل).
الموقف النفسي في (الايمان و الرأي): (أني بكم مؤمن و بايابكم موقن، بشرائع ديني و خواتيم عملي، و قلبي لقلبكم سلم). [1] .
و الموقف في (العمل): (و أمري لأمركم متبع). [2] .
مؤمن بولايتكم و امامتكم و قيادتكم. و أصدق دليل علي هذه الدعوة: أنني
أسلمكم شرائع ديني و خواتيم عملي... فليس شي ء أعز عند الانسان المؤمن، من شرائع دينه الذي يدين به لله تعالي، و خواتيم عمله، الذي يختم بها حياته، حيث لا يمكن أن يتدارك منه شيئا. فان من الممكن أن يتدارك الانسان ما فرط فيه من أعماله، و اصلاحها بالتوبة... و مراجعة النفس، و تصحيح العمل... أما خواتيم العمل فهي التي تقرر عاقبة الانسان و مصيره... و نحن نأخذ منكم شرائع ديننا و خواتيم أعمالنا... و ليس شي ء أدل علي الثقة و الصدق في الولاء من ذلك... و من خلالكم نأخذ معالم ديننا و بكم هدانا الله تعالي.
ثم هذا التسليم المطلق الذي لا يشوبه شقاق، و لا يعكره ريب في أعماق النفوس: تسليم القلب للقلب، (و قلبي لقلبكم سلم)، فان انسجام القلوب، و تلاقي القلوب، و تفاهم القلوب من أسمي معاني و مصاديق (السلم).
ثم (التبعية المطلقة) و الانقياد و التسليم في مقام العمل (و أمري لأمركم متبع) و هو يؤول الي التسليم لأمر الله تعالي.
و الموقف هنا ايمان مطلق، و تسليم مطلق، و ثقة مطلقة في النفس... و يستتبعه الالتزام الكامل، و التبعية الكاملة في مقام العمل.
و ورد في زيارة الحسين عليه السلام الخاصة في يوم عرفة (اني سلم لمن سالمكم، و حرب لمن حاربكم، و ولي لمن والاكم و عدو لمن عاداكم الي يوم القيامة). [3] .
و في زيارة الأربعين الخاصة: (أشهد أني بكم مؤمن، و باياكم موقن، بشرائع ديني و خواتيم عملي، و قلبي لقلبكم سلم، و أمري لأمركم متبع، و نصرتي لكم معدة حتي يأذن الله لكم، فمعكم معكم، لا مع عدوكم، صلوات الله عليكم و علي أرواحكم و أجسامكم و شاهدكم و غائبكم). [4] .
فالنصرة معدة و جاهزة انتظر فيها اذن الله تعالي.
پاورقي
[1] زيارة وارث.
[2] زيارة وارث.
[3] انظر زيارة الحسين الخاصة ليوم عرفة، و زيارة عاشوراء.
[4] زيارة الأربعين.