بازگشت

المواصلة و المفاصلة في المجتمع الاسلامي


ان طبيعة هذا الدين الحركية و رسالته تتطلبان من الامة حالتين في الداخل و الخارج:

التماسك و الترابط في الداخل، (الذين أووا و نصروا اولئك بعضهم أولياء بعض). [1] .

(و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض). [2] .

حتي كأن الامة جسم واحد متضامن الأعضاء و الأطراف.

(مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر و الحمي). [3] .

(المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا). [4] .

(تواصلوا و تباروا و تراحموا و كونوا اخوة بررة كما أمركم الله). [5] .

هذا فيما يتعلق بالعلاقة بين أطراف هذه الامة من الداخل، و أما العلاقة مع الخارج، مع أعداء الله و رسوله و أئمة الكفر و قادة الاستكبار فهي المفاصلة


و البراءة. و تحريم موالاتهم و مودتهم و التحبب اليهم.

(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين). [6] .

(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين). [7] .

(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصاري أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فانه منهم). [8] .

(لا تتخذوا آبائكم و أخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر علي الايمان). [9] .

و هاتان الحالتان: الترابط و التماسك من الداخل و المفاصلة من الخارج، يتطلبان وجود قيادة مركزية، تربط هذه الامة بعضها ببعض في كتلة متراصة واحدة من الداخل، و تفصلها عن أعدائها الذين يريدون بها سوءا من الخارج). [10] .

ثم توجه هذه الكتلة المجتمعة باتجاه تحقيق الاهداف الكبري لهذه الدعوة علي وجه الأرض.

و هذه القيادة المركزية التي تمتلك من الامة الطاعة و النصرة و الحب (العناصر الثلاثة للولاء).. هي التي يصطلح عليها القرآن الكريم بأسم (الولي) أو (الامام).

و ولايته علي الامة امتداد لولاية الله و رسوله، و طاعته و نصرته و حبه امتداد لما يجب علي المؤمنين من الطاعة و الحب و النصرة لله تعالي، و ليس محورا آخر في عرض هذا المحور.



پاورقي

[1] الانفال / 72.

[2] التوبة / 71.

[3] رواهما عن رسول الله صلي الله عليه وآله مسلم في صحيحه 4 / 8 دار الفکر.

[4] رواهما عن رسول الله صلي الله عليه وآله مسلم في صحيحه 4 / 8 دار الفکر.

[5] بحارالأنوار 399 / 74.

[6] آل عمران / 28.

[7] النساء / 144.

[8] المائدة / 51.

[9] التوبة / 23.

[10] راجع البحث القيم الذي کتبه سماحة آية الله السيد علي الخامنئي ولي أمر المسلمين حفظه الله. بعنوان (الولاية).