بازگشت

توحيد الولاء


قبل أن ندخل في تفاصيل الكلام عن الولاء و البراءة، نقول: ان الولاء من مقولة التوحيد دائما، فلا يقبل الولاء الشرك مطلقا، و توحيد الولاء من أهم مقولات التوحيد.

و ليس من الممكن أن يجمع الانسان الي ولاء الله ولاء آخر، مهما كان ذلك الولاء...

و أي ولاء آخر، غير ولاء الله فهو لا محالة يقع في مقابل ولاء الله.

و ان أكثر مصاديق الشرك الذي كان يحاربه الأنبياء عليهم السلام، و ينقله


القرآن الكريم، هو من شرك الولاء، و ليس من الشرك بالخالق.

فقليل من الناس الذين يشركون بالخالق، و يعتقدون بوجود آله خالق غير الله لهذا الكون... ولكن الكثير من الناس من يشرك بالله في الولاء، و يشرك غير الله تعالي مع الله في ولائه، و يوزع ولاءه و طاعته الله تعالي و لغير الله معا، و يعطي للطاغوت حظا من ولائه. و صراع التوحيد و الشرك في حياة الأنبياء، في هذا الأمر بالذات في أغلب الحالات.

و هذا الصراع في جوهره صراع عقائدي حضاري.

و البشرية تنشطر شطرين حول هذه المسألة:

- شطر يوحد الله بالولاء و الطاعة، و لا يقبل لله تعالي شريكا في الولاية و الحاكمية.

- و شطر آخر يتخذ في الحياة محاور اخري للولاية، و ينقاد لها...

و قد يكون الولاء للهوي، و قد يكون الولاء للطاغوت... و لا يختلف الأمر كثيرا.

و الصراع بين هذين الشطرين في حياة البشرية يعتبر كبري قضايا الانسان، و أهم الأحداث التي عاشتها البشرية علي وجه الأرض في التاريخ.