بازگشت

تنوع الخطاب الحسيني


و لذلك نجد أن الخطاب الحسيني للاستنصار خطاب متنوع.

فهو عليه السلام حريص علي أن ينفذ الي تلك القلوب المغلقة، و يفتحها بأي اسلوب ممكن.

فهو يخاطب عقولهم تارة، و يخاطب ضمائرهم تارة، و الضمير آخر قلعة يقاوم الباطل في نفس الانسان.

و يخاطب قلوبهم و عواطفهم تارة، و العاطفة خزين مبارك من الخير و الرحمة في نفس الانسان، و آخر ما ينضب من نفس الانسان قلبه و عاطفته.

لقد خاطب الحسين عليه السلام عقولهم يوم عاشوراء فقال لهم: (أحين


استنصرتمونا و الهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم، وحشيتم علينا نارا اقتدحناها علي عدونا و عدوكم فأصبحتم البا لأعدائكم علي أوليائكم، من عدل أفشوه فيكم، و لا أمل أصبح لكم فيهم).

و خاطب ضمائرهم فقال: (يا شيعة آل أبي سفيان ان لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم).

و خاطب عواطفهم ثالثا فقال في آخر استغاثة له عليه السلام: (أما من مغيث يغيثنا أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلي الله عليه وآله)، و من مشاهد الاستغاثة المؤثرة استسقاؤه للطفل الرضيع يوم عاشوراء و هو يتلظي عطشا، فرفع اليهم الرضيع و قال: (أما منكم من أحد يأتنا بشربة من الماء لهذا الطفل الرضيع؟) ثم قال لهم (اسقوا هذا الرضيع). [1] .

و العاطفة خزين مبارك من الخير و الرحمة كما ذكرنا، و آخر ما ينضب في نفس الانسان، تفيض بالرقة و الرحمة.

و هذه الرقة و الرحمة التي تفيض بها العاطفة تطهر القلب مما يعلق به من الدرن و تلين القلب. و تفتح مغاليق القلوب.

و قد تنغلق العقول و يتصامم الناس عن نداء العقل ولكنهم يستجيبون لنداء العاطفة، و تنفتح له قلوبهم.


پاورقي

[1] الخصائص الحسينية / للسيد جعفر التستري / ص 186.