بازگشت

المؤامرة الاموية علي دم الحسين


و قد خطط آل أبي سفيان لاهدار دم الحسين عليه السلام في مكة في موسم الحج، و بلغ الحسين عليه السلام أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر، و أمره علي الحج و ولاه أمر الموسم، و أوصاه بالفتك بالحسين أينما وجده [1] ، فعجل الحسين بالخروج من مكة قبل الوقوف بعرفات يوم التروية، و لم يمكن بني امية من اغتياله فيذهب دمه هدرا، و بذلك أحبط المؤامرة التي خطط لها بنوامية.


يروي أبومخنف عن أسديين قالا: خرجنا من الكوفة حتي قدمنا مكة، فدخلنا يوم التروية فاذا نحن بالحسين عليه السلام و عبدالله بن الزبير قائمين عند ارتفاع الضحي فيما بين الحجر و الباب... فسمعنا ابن الزبير يقول للحسين عليه السلام: ان شئت أن تقيم أقمت فوليت هذا الأمر؛ فآزرناك و ساعدناك و نصحنا لك و بايعناك.

فقال الحسين عليه السلام:«ان أبي حدثني أن بها كبشا يستحل حرمتها، فما أحب أن أكون ذلك الكبش». [2] .

و لما بلغ عمرو بن سعيد أن حسينا قد خرج فقال أطلبوه. اركبوا كل بعير بين السماء و الأرض فاطلبوه. فعجب الناس من قوله هذا. [3] .

فاعترضه عليه السلام يحيي بن سعيد بن العاص و معه جماعة أرسلهم عمرو بن سعيد اليه فقالوا له عليه السلام: انصرف أين تذهب؟ فأبي عليهم و مضي و تدافع الفريقان و تضاربوا و امتنع الحسين عليه السلام و أصحابه امتناعا قويا. [4] .

و واضح لمن يعلم خفايا كيد بني امية، أن بني امية كانوا لا يريدون أن يعطوا للحسين عليه السلام فرصة للخروج و الثورة، و كانوا يخططون لاغتيال الحسين عليه السلام.

و قد جاء عمرو بن سعيد بن العاص من عند يزيد بخطة كاملة لاغتيال الحسين عليه السلام في الموسم.

فلما علم الامام بذلك غادر مكة الي العراق يوم التروية، ليفوت علي آل أبي سفيان فرصة المؤامرة و يحبط عليهم خطتهم.

و قد أزعج عمرو بن سعيد بن العاص نبأ مغادرة الحسين عليه السلام للموسم يوم


التروية بهذه الصورة، و أرسل اليه يحيي بن سعيد بن العاص ليطلب من الحسين أن يعود الي الموسم، الا انه رجع من دون أن يحقق شيئا مما كان يريده عمرو بن سعيد بن العاص، كما لم يصنع مروان بن الحكم قبله شيئا، عندما أنكر علي الوليد أن يترك الحسين عليه السلام ليخرج من عنده من ح غير بيعة في تلك الليلة.

و قال له بصراحة (ان فارقك الساعة و لم يبايع لم تقدر منه علي مثلها حتي تكثر القتلي بينكم، ولكن أحبس الرجل حتي يبايع أو تضرب عنقه).

ولكن الحسين عليه السلام كان قد أعد العدة لمثل هذه المفاجأة من قبل، فصحب معه جمعا من الفتيان، و قفوا بسيوفهم علي باب الأمير ليتدخلوا بالقوة اذا اقتضي الأمر، و كان كذلك.


پاورقي

[1] مقتل الحسين للسيد عبدالرزاق المقرم / ص 172، و المنتخب / ص 172.

[2] تاريخ الطبري 276 - 275 / 7.

[3] العقد الفريد 377 / 4.

[4] الارشاد / 201.