بازگشت

المضمون السياسي لخطاب الاستنصار الحسيني


الاستنصار، و التعبئة، و تحشيد الرأي العام، و الاعلام ضد الطاغية، من مقومات كل مواجهة سياسية ضد نظام حاكم، يحكم بالظلم.

فان الصراع علي الحكم بين الحاكم و المعارضة صراع غير متكافي ء من الناحية الميدانية.

ذلك أن الحاكم يملك من القوة و المال و الاعلام و السلطان ما لا يتملكه المعارضة.

و لا غني المعارضة، أية معارضة، في معركة من هذا القبيل من أن تعمل كل جهدها، و تسعي لكسب الرأي العام الي جانبها، و كسب القوة و الاستنصار،


و تحشيد الرأي العام و التعبئة.

و نحن علي يقين أن الحسين عليه السلام لم يكن يفكر، يوم أقدم علي الخروج... في أن يهزم طاغية عصره في مواجهة عسكرية ميدانية، و لا نحتاج الي محاسبات عسكرية و سياسية لنعرف أن الحسين عليه السلام لم يكن بصدد اسقاط يزيد، و انتزاع السلطان و الملك و الحكم من يده، و هو أولي به من غيره.

و انما كان الحسين عليه السلام يفكر في أمرين أحدهما سياسي، و الآخر حركي.

أما الهدف السياسي من حركة الحسين عليه السلام و هو الغاء شرعية الخلافة الاموية و فضح يزيد، و كسر هيبته و عزله سياسيا و اجتماعيا.

و أما الهدف الحركي فهو توعية الناس، و كسر حاجز الخوف، و تحريك الناس و تثويرهم لاسقاط نظام الطاغية، و استنهاض الامة، و اعادة ارادتها المسلوبة و وعيها المسلوب اليها.

و الهدف الأول هدف سياسي بالتأكيد، و الحسين عليه السلام يدخل في مواجهة سياسية مع أعتي نظام سياسي و أشرسه، و الاستنصار جزء من هذه المعركة.

و الاستنصار دعوة الي تطويق النظام الاموي و محاصرته و عزله، و تحجيم دوره و الغاء شرعيته... و هو جزء من رسالة الامام الحسين عليه السلام في هذه المعركة الشاملة.